مقابلات
PrintEmail This Page
جريدة الثورة السورية
25 آذار 2002
1. يقترب موعد انعقاد القمة العربية الدورية في بيروت، ما الذي تتوقعونه من تطورات تسبق القمة على المستويين العربي والدولي ؟

الواقع أن الأنظار متجهة بنفس الوقت إلى بيروت والى الأراضي الفلسطينية المحتلة والانتفاضة لمعرفة كيف ستتطور الأمور قبل انعقاد القمة العربية.

فعلى المستوى العربي، هناك قمم ثنائية أو مصغرة تنعقد، وهناك مبعوثون يتجولون بين العواصم وهناك مشاورات ومحادثات هاتفية بين القادة وكلها تصب في إطار التحضيرات لقمةٍ نأمل أن تكون، بأذن الله، ناجحة.

أما على المستوى الدولي فأن المساعي تجري على قدمٍ وساق. وأعتقد أن الوضع الأمني في الأراضي المحتلة، انفراجاً أو تدهوراً ، سيرخي بظلاله على قمة بيروت كما أن حضور عرفات أو عدمه سيؤثر ولا شك على المناخ العام الذي سيخيّم على الاجتماعات.


2. ما هي برأيكم شروط نجاح القمة العربيّة ؟

إن نجاح القمة مرهون بالقدر الذي يتمسك فيه القادة بالثوابت وبالقدر الذي تعبر فيه القمة عن مشاعر الشعوب العربية وهواجسها وآمالها وتطلعاتها، وبالقدر الذي تخرج فيه بقرارات تكون بمستوى التحديات والمخاطر التي تواجه العرب في هذه المرحلة المفصلية من تاريخنا المعاصر،

فهناك القرارات الدولية 242 و 338 و 425 و 194 وهناك مرجعية مدريد وهناك مبادرة الأمير عبد الله وكلها تشكل الإطار الواجب الانطلاق منه لأية تسوية عادلة وشاملة في المنطقة،

وما نرجوه أن يخرج التضامن العربي من هذه القمة راسخاً، عميقاً، صلباً.فهذا التضامن وحده هو الكفيل بانتزاع الحقوق، وهو الذي يؤمن الظروف المؤاتية لمستقبل مشرق يُوظف فيه العرب قدراتهم وطاقاتهم وخيراتهم من اجل تقدم شعوبهم ونموّها وازدهارها.

3. أوفدت أميركا إلى المنطقة العربية نائب الرئيس "تشيني" والى فلسطين الجنرال زيني، هل من علاقة لهذا التحرك الأميركي باستباق موعد القمة العربية ؟

يتراءى لي أن الولايات المتحدة الأميركية تعمل على خطين :

الخط الفلسطيني الذي يتولاه الجنرال زيني والآخر ذات الصلة بمشكلة المنطقة ككل، وهو الهدف من الجولة التي يقوم بها نائب الرئيس ديك تشيني،

نحن، وكلبنانيين وسوريين بشكل خاص، لا نؤمن إلا بالحل العادل والشامل للصراع العربي الإسرائيلي، ولا حاجة للتذكير بان الحلول المنفردة "بالتقسيط" و "بالمفرق" لم تؤدِّ إلى الغاية المنشودة،

وبودي الاعتقاد أن الأميركيين باتوا اليوم اكثر قناعة بهذا الأمر وبوجوب انكباب الجهود على مجمل المشكلة لا على جزء منها.


4. سبقت القمة العربية في بيروت قمة أوروبية في برشلونه كان لها موقف من مشروع شارون ضد الانتفاضة، هل سيكون للدور الأوروبي تأثير في القمة العربية ؟

مما لا شك فيه أن للاتحاد الأوروبي دوره وتأثيره وكثيراً ما دعوت أنا شخصياً في تصريحاتي ومحاضراتي،إلى وجوب انخراط اكثر فعالية للاتحاد في عملية السلام، وكذلك لروسيا، إلاَّ انه يجب الإقرار بان الولايات المتحدة الأميركية تبقى الدولة الأكثر تأثيراً في هذا الموضوع نظراً أولاً لكونها القوة الأعظم اليوم في العالم وثانياً نظراً لارتباطها والتزامها المعروفين بإسرائيل،

وما نأمله أن يلتقي الأميركيون والأوروبيون في جهود موحدة لترجمة القرارات الدولية إلى أفعال.

إن لأوروبا، وخاصة لإنكلترا وفرنسا، معرفة وثيقة بالشرق الأوسط نابعة من وجودها وتجاربها وخبرتها السابقة في ربوعه، وبالتالي فان بإمكانها توظيف هذه المعرفة لخدمة السلام في المنطقة.


5. كـانت لكم زيارة في أميركا مؤخراً، ما هي الانطباعات التي عدتم بها من هـذه الزيارة لجهة الاهتمام الأميركي بموضوع الصراع العربي الإسرائيلي ؟

اعتقد أن الإدارة الأميركية، وخاصة بعد 11 أيلول، باتت اكثر قناعة بوجوب تسريع مساعيها للوصول إلى حلّ لقضية المنطقة وان إرسال موفديها إلى الشرق الأوسط إنما يحصل من هذا المنطلق ولكن علينا من جهتنا كمجموعة عربية تكثيف التحركات والجهود وبخاصة :

- تعزيز التضامن العربي ومواجهة المجتمع الدولي بموقف موحد.

- الولوج بشكل اكثر فعالية في الإعلام الغربي الأميركي والأوروبي.

- تفعيل الحضور العربي في الولايات المتحدة ليصبح اكثر تأثيراً على الإدارة الأميركية، وأعني ذلك التعاون والتنسيق بين الجمعيات والمؤسسات العربية الموزعة على مدى مساحة القارة الأميركية، لمواجهة اللوبي الصهيوني بلوبي عربي يستطيع أن "يوصل الرسائل" بقوة إلى مراكز النفوذ والقرار.

-تكثيف الاتصال والتواصل على اعلى المستويات مع كبار المسؤولين الأميركيين.


6. كان لسوريا تحركات عربية ودولية سبقت القمة من زيارة الرئيس بشار الاسد إلى لبنان والسعودية ومصر من اجل تحصين الموقف العربي وجعل مقررات القمة نوعية على قاعدة تنظيم الصمود والمواجهة ضد المشروع الصهيوني .
هل تتوقعون انعكاسات إيجابية لهذا التحرك على مستوى القمة ؟

إن تحرك سوريا هو تحرك مستديم ومستمر ولا يهدأ وليس مرتبطاً فقط بمؤتمر القمة، فسوريا هي عنوان الصمود والمواجهة لانتزاع الحقوق العربية وصون الكرامة والتصدي للمخطّط الصهيوني.

وعلى خطى الراحل العظيم حافظ الاسد، فقد اثبت الرئيس الدكتور بشّار انه ابن بجدتها والخليق بالمهمة وحمل الرسالة،فهو يتولى قيادة السفينة بحكمة لافتة وبمهارة وشجاعة عاليتين اكسبته الاعجاب الكبير في العالم العربي وخارجه . لا يتنازل عن الثوابت ولا يفرّط بالحقوق ، وهو رمز المحافظة على كرامة العرب وعنفوانهم
من هنا هذا التحرك الذي يقوم به وهذه "القمم الثنائية" التي يعقدها لكي تأتي القمة العربية بالنتائج التي لا تخيّب آمال العرب.
وكل الدلائل حتى الآن تجعلنا نستبشر خيراً وتحملنا على الأمل بأن تكون قمة بيروت قمة تاريخية واستثنائية في مناخها وقراراتها وفي ما سيكون لها من تأثير و أثر على مستقبل عالمنا العربي.