خُلاصة إصدارات عصام فارس
PrintEmail This Page
الجزء الأول

صدر الجزء الأول من خمسة كتب تحمل عنوان "عصام فارس، نائب رئيس مجلس وزراء لبنان السابق". يتضمّن الكتاب المؤلّف من 307 صفحات سلسلةً من المواقف والنشاطات التي قام بها السيد عصام فارس خلال تولّيه منصب نائب رئيس مجلس وزراء لبنان من 26 تشرين الأول 2000 الى 26 تشرين الاول 2001.

يتضمّن الكتاب مقدّمةً وخمسة فصول هي كالتالي: المواقف، اللجان الوزارية، والاجتماعات الدبلوماسية، والاجتماعات السياسية والاجتماعية والإنمائية، والرحلات الخارجية. تقدّم مقدّمة الكتاب موجزاً لسنة حافلة بالنشاطات المثمرة التي قام بها على مختلف الأصعدة.


اللجان الوزارية:


بفضل ترؤسه عدداً كبيراً من اللجان الوزارية، ساهم نائب دولة رئيس مجلس الوزراء عصام فارس بنشاط في إعداد اقتراحات ذات أهمية بالغة لحلّ العديد من المسائل العالقة، على أساس ضمان التوافق وخدمة مصالح لبنان العليا.

وفي غضون سنة واحدة فقط، بلغ عدد اللجان الوزارية العشرين. وتمكّنت معظم اللجان من تطبيق توصياتها بينما باشرت اللجان الأخرى استشاراتها ودراساتها. وكانت هذه اللجان الحيوية أشبه بحكومة وزارية مصغّرة مثالية التي تقدّم أداء عظيماً.


الاجتماعات الدبلوماسية:


بالإضافةً الى رحلات فارس الخارجية التي وقّّع فيها، نيابةً عن الدولة اللبنانية، عدداً كبيراً من الاتفاقيات، شكّلت حركة فارس الدبلوماسية ظاهرةً مميّزة.

- حلّ نائب رئيس مجلس الوزراء وعقيلته السيدة هلا فارس ضيفين على الرئيس الأميركي جورج بوش الأب والسيدة الأميركية الأولى بربره بوش خلال شهر آب.
- تلقّى عدداً كبيراً من الدعوات الرسمية من رؤساء دول في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية
- أيضاً، خلال هذه السنة، تم تكريمه من قبل أربعة مراكز دولية:

  • جامعة تاتفس في بوسطن، ماساتشوستس ومجلس أمنائها منحته دكتوراه فخرية تقديراً لجهوده الكبيرة في خدمة المؤسسات العليمية والثقافية، والمواضيع الإنسانية والعلاقات الدولية في لبنان والدول الأخرى لاسيّما الولايات المتحدة الأميركية، وتقديراً لكونه شخصيةً مميّزة، وقائداَ ذا نفوذ، ورجل اقتصاد بارز.
  • المؤتمر الدولي الخامس لطائفة الروم الأرثوذكس في لوس أنجلوس الذي تسلّم خلاله وسام الرعية الأرثوذكسية.
  • المجلس الماروني في لوس أنجلوس حيث مُنح الميدلية الذهبية التي لم تُمنح سوى لغبطة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق ولغبطة الكاردينال البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير.
  • منظمة اليونيسكو التي كرّمته في باريس من خلال منحه جائزة الأكروبول.


جدير بالذكر أنّ فارس تسلّم جائزة "صندوق الوحدة الاورثوذكسية الدولي" خلال حفل ضخم أُقيم في كاتدرائية المخلّص في العاصمة الروسية. والى جانب فارس، مُنحت هذه الجائزة الى خمس شخصيات دولية تمّ اختيارها لمساهمتها الهامة في تعزيز الوحدة الروحية والثقافية بين الشعوب. الشخصيات هي التالية: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، البطريرك الصربي بافيل، رئيس الجمعية الوطنية الأرمنية أرمن خاتشاريان، والجمعية البرلمانية الأوروبية الأرثوذكسية. سلّم الجائزة غبطة بطريرك موسكو وعموم روسيا اليكسي الثاني وخلال الحفل، تمّ التعريف عن فارس كرجل ساعدت مساهماته وجهوده الدؤوبة على الساحتين المحلية والدولية في زيادة الأمل بإرساء السلام في العالم.

أما على الصعيد المحلي، فقد قرر المجلس الماروني العام تكريم فارس في شهر تشرين الثاني عشية عيد الاستقلال.

ومن المُلفت كيف نجح فارس في جذب اهتمام العديد من السفراء المعتمدين والقائمين بالأعمال الذين عقد معهم لقاءات دبلوماسية طويلة امتدت أياماً لمناقشة المواضيع الساخنة الشديدة الأهمية بالنسبة للبنان والشرق الأوسط. وسعى دائماً ليعكس صورة لبنان الحقيقية. فبالنسبة اليه، لبنان يتخطّى حدوده الجغرافية وشعبه، فلبنان يمثّل دوراُ ورسالة، كما لفت فارس.

أيضاً على الصعيد السياسي، أكّد فارس تمسّك لبنان القوي بسلام عادل وشامل كوسيلة فعّالة للقضاء على الإرهاب.

وعلى الصعيد الاقتصادي، شدّد على تفعيل التعاون الاقتصادي بين لبنان ودول العالم، وجذب الاستثمارات الخارجية الى لبنان، وتعبئة كافة الاحتمالات في القطاعين الخاص والعام لتوفير أفضل الفرص التي قد تساهم في انتعاش لبنان وإعادة إحيائه على الصعيدين الاقتصادي والدولي.

وحثّ فارس دول الاتحاد الأوروبي والدول الشقيقة وعدد كبير من المنظمات الدولية على تقديم المساعدة الاقتصادية للبنان، لاسيما من خلال توفير التمويل أو مشاريع قصيرة وطويلة الأمد ومن خلال تطبيق الإصلاح الإداري.

  1. اللقاءات والمواقف:

    كان مكتب فارس أشبه ب"خلية نحل" يتميّز بالنشاطات المستمرة والاجتماعات الدورية. خلال جميع اجتماعاته، جسّد فارس نموذج الوفاق في عكار والتوافق الحقيقي في كل لبنان. فقد اجتمع مع كل الشخصيات السياسية اللبنانية من دون استثناء، والتقى الفعاليات الدينية من مختلف الطوائف، واعتبر أنّ مقامات لبنان الدينية هي "منارات" لبنانية.

    كما التقى فارس بانفتاح كبير، ممثلين عن كل الأحزاب اللبنانية، داعياً إياهم الى توحيد صفوفهم حول الدولة اللبنانية. واستضاف وزراء ونواب سابقين وحاليين، وعدداً من القادة الروحيين والوطنيين بالإضافةً الى رؤساء البلديات من مختلف المناطق والقطاعات. تمحورت النقاشات حول المستجدات في الشمال وإحياء مناطق عكار المحرومة.

    الى جانب تركيز اهتمامه على المسائل السياسية الداخلية، بذل فارس جهوداً كبيرة لضمان الإنماء الداخلي وتعزيز الاستثمار الاجنبي في لبنان. كما تجدر الاشارة الى أنّ اجتماعاته مع أمين عام الجامعة العربية، والمدير التنفيذي للإسكوا، والممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، قد ساهمت في تلميع صورة لبنان.

    خلال هذه السنة، وضع فارس ثلاثة أُسس لمسيرته السياسية:

-عصام فارس لكل لبنان، صادق في صداقاته وملتزم بالقيم العظيمة والمصالح العليا. يتميّز أداؤه بترجمة أقواله الى أفعال وبرفض المحسوبية والانحياز. وهو يؤمن بشدة بالموضوعية والنزاهة والديمقراطية وبالتالي بأهمية الدور الذي يلعبه. إنّه رجل العمل المتواصل.


-عصام فارس رجل دولة. بالنسبة له، تكمنُ المسؤولية في مشاركة القرارات. فهذه خدمة للأمة بأكملها. إنّه رجل دولة حقيقي يقبل بتنوّع الآراء، ويعبّر عن رأيه بموضوعية، ويُظهر التزاماً راسخاً بقرارات مجلس الوزراء. وهو يعتقد أنّ المسؤولية تتطلّب أن يكون لدى المسؤول "رؤيا" خاصة به، بالإضافة الى القدرة على تحقيق الإنجازات.

يحلم فارس بتخفيف العبء عن الشمال عموماً، وعكار خصوصاً، وبجعلها لؤلؤة لبنانية على المستويات السياحية والزراعية والتعليمية والاجتماعية.


 يؤمن فارس أنّ ازدهار لبنان يرتكز على خطين متوازيين:

  • بناء الدولة على الصعيد الداخلي من خلال تعزيز الثوابت اللبنانية، وتوحيد صفوف اللبنانيين وتعزيزها، ووضع مصلحة لبنان فوق أي مصلحة أخرى، والحفاظ على لبنان كأولوية، وإنشاء دولة القانون والمؤسسات، واختيار الوطنية وليس الطائفية.
  • تنشيط علاقات لبنان مع العالم العربي والأسرة الدولية. أصرّ فارس على وضع استراتيجية عربية موحدة لمواجهة التحديات تقوم على ثلاث ركائز: الدبلوماسية، والقوة العسكرية، والمال.



وشدّد على أهمية السلام العالمي، معتبراً أنّ السلام الجزئي مصيره الفشل. واعتبر أنّ مفتاح إرساء السلام يكمنُ في الاعتراف بقرارات الأمم المتحدة وتطبيقها.

هذا الموقف ينبعُ من إيمان فارس العميق بأنّ مصير لبنان يشكّل جزءاً لا يتجزأ من مصير المنطقة، وأنّ السلام لا يمكن أن يصمد الا إن أخذ بعين الاعتبار العدالة وحقوق الإنسان.

ولاحظ فارس تباطؤاً في عملية الإصلاح الإداري، ودعا الى التحديث لتلبية مطالب لبنان، والى ضمان التكامل بين القطاعين الخاص والعام، ومواكبة التحديات الإقليمية والدولية.

بماذا يحلم عصام فارس؟

يرغب عصام فارس في أن يتمتّع لبنان بحصانة داخلية لمواجهة أي مؤامرة خارجية، وأن يحقّق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، ويواجه القدرات التنافسية، ويُحقّق الإصلاحات الإدارية، ويحدّث القوانين ويفعّل التشريعات التي تلبّي متطلّبات الحياة اللبنانية، ويضع سياسةً ضريبية جديدة، ويشجع الاستثمارات الأجنبية، ويعزز ثقة الشعب اللبناني ببلده وثقة العالم بلبنان، وأخيراً الاهتمام بالشباب اللبناني الذي يمثل مستقبل البلاد.

يمثل دولة نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس الصوت الذي يقول "إنّ ما يؤلم أكثر من النكسة هو تأخير انتعاش الأمة القادرة على الانتعاش".