مقابلات
PrintEmail This Page
وكالة أنباء نوفوستي
18 كانون الثاني 2002
1. ما هي المشاعر التي تحملونها وأنتم تغادرون إلى موسكو ؟

ليست هذه زيارتي الأولى لموسكو فقد سبق لي وزرتها، ولي فيها علاقات وصداقات أَسعد بها، وانني، كما كل اللبنانيين، ينظرون بإعجاب كبير إلى هذا البلد العظيم الذي له ثِقله ووزنه على الصعيد السياسي العالمي والذي أغنى البشرية جمعاء بإرثه الحضاري في العلوم والآداب والفنون وفي كل جوانب الحياة،

هذا دون ان ننسى ان روسيا هي معقل الأورثودكسية العالمية التي أنا واحد من أبنائها،

ومما يزيد الغبطة في زيارتي هذه المرة لموسكو، كونها تأتي بمناسبة منحي "جائزة وحدة الأمم المسيحية الأورثودكسية" التي شرّفتني بها الكنيسة الروسية وهو تكريم سيبقى في القلب والبال بين اجمل الذكريات في حياتي.

2. لقد ألقيتم سابقاً محاضرات أمام الجمهور الروسي فكيف تقدرون أهمية مثل هذه المحاضرات.

ان مثل هذه المحاضرات تساعد كثيراً بنظري على اطلاع أهل الفكر في المجتمع الروسي على أهم المواضيع التي تشغل لبنان والمنطقة وتأثيرها على الأوضاع الدولية، وكذلك لتبادل الآراء والأفكار معهم ولنستمع بنفس الوقت إلى نظرتهم فيما يواجه العالم من هموم ومستجدات وتطورات.

معلوم ان العالم يصغر يوماً بعد يوم، وقضاياه ومصالحه، تتشابك وتتداخل، وأصبحت مجريات الأمور في بلد ما تنعكس على سواه،

كما ان العولمة راحت تشق طريقها، من هنا أهمية التواصل الفكري بين الشعوب عبر وسائل الإعلام وعبر المنتديات الثقافية والأكاديمية في العالم، ومحاضرتي الآن تصب في هذا الإطار.


3. ما الذي تنظرونه من اللقاءات المرتقبة خلال زيارتكم لموسكو ؟ ما الذي يمكنكم قوله حول العلاقات اللبنانية الروسية حالياً ؟

ان سبب زيارتي لموسكو الأسبوع المقبل ليس سياسياً، ودافعها كما أشرت، هو الجائزة التي سأتسلمها عن يد قداسة البطريرك ألكسي، ومع ذلك فاني أتوقع ان تكون الزيارة فرصة للقاءات واتصالات مع مسؤولين كبار في الدولة الروسية وتبادل الرأي معهم حول العديد من الأمور.

أما بالنسبة للعلاقات اللبنانية الروسية حاليا، فيسعدني القول انه ممتازة ومستوحاة مما يربط بلدينا وشعبينا من صداقة تاريخية ومن وشائج وعلاقات، واعتقد ان المجال رحب لتقوية هذه الصلات وتعزيزها على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية وسواها وهو طبعاً دور سفارتنا في موسكو والسفارة الروسية في بيروت، وتبادل الزيارات لوفود من البلدين. وأود بالمناسبة أن انوّه وأشيد بالدور الممتاز الذي يقوم به المعتمد البطريركي الانطاكي الاسقف نيفون صيقلي على هذا الصعيد وهو الذي منذ حوالي عقدين من السنين بديناميته المعهودة ناشط لا يهدأ لتبقى بيروت وموسكو قريبين عقلاً وقلباً. وأنا من موقعي كنائب لرئيس مجلس الوزراء وكنائب في البرلمان اللبناني لن أتوانى عن بذل كل جهد لاعطاء الزخم والدفع اللازمين لكل تحرك في هذا الاتجاه.

4. كيف تقيمون الوضع المتفجر الحالي في الشرق الأوسط، وما الذي يجب فعله من وجهة نظركم من اجل إعادة استئناف العملية السلمية، وكيف ترون الدور الروسي في هذا الإطار ؟

أشاركك القول ان الوضع متفجر، وأعتقد أنه يجب ان يكون للاتحاد الروسي إسهامه في نزعِ فتيل هذا التفجير نظراً لمعرفة روسيا الوافية والعميقة بمعضلة الشرق الأوسط ، ونظراً للروابط التاريخية والتقليدية التي تشدّها إلى بلدانه،
ولكونها دولة عظمى على المستوى الأوروبي والعالمي، فبإمكانها ان تلعب دوراً لا يستهان به في الوصول إلى حل يخرج هذه المنطقة من مناخات العنف والتوتر والقلق التي تخيّم عليه،

وان كل ما يطلبه لبنان والعرب هو تطبيق قرارات الشرعية الدولية والعودة إلى مرجعية مدريد التي كانت موسكو أحد عراّبيها، والمستندة إلى مبدأ الأرض مقابل السلام،

ان ذلك يشكل بنظري المنطلق المقبول للعودة إلى طاولة المفاوضات وتفعيل الجهود الدولية من اجل الوصول إلى الحل العادل والشامل لمشكلة هذه المنطقة التي مر عليها أكثر من نصف قرن، والدور الروسي مهم وضروري لتحقيق هذه الغاية.