تصاريح
PrintEmail This Page
الحوار الأميركي السوري والأميركي اللبناني
01 أيار 2003
أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس عن أمله بأن يخيّم على الحوار الأميركي السوري والأميركي اللبناني، خلال الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية كولين باول للمنطقة ، جو الصراحة والصداقة في آن.

فاذا كان اللبنانيون والسوريون يتفهمون الهواجس الأميركية فان على الولايات المتحدة بنفس الوقت ان تتفهم هواجسهم، وبخاصة ان تدرك ان اغتصاب اسرائيل لفلسطين هو الذي سبّب الحروب المتتالية في الشرق الأوسط وان ممارستها في الأراضي الفلسطينية واستمرار احتلالها الأراضي العربية هو الذي جرَّ الى مسلسلات العنف في المنطقة،
وان استغلال اسرائيل لتفوّقها العسكري ولدعم الولايات المتحدة لها هو الذي ولّد عندها العنجهية والاستكبار ومكّنها من دوس الحقوق والمقدسات والامعان في الاعتداء والقهر.

وان استخدام معيارين ومكيالين في التعاطي مع ملفات النزاع العربي الاسرائيلي والانحياز الأميركي الصارخ الى جانب اسرائيل شجعها ويشجعها على المضي في الازدراء بقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.

ان الولايات المتحدة – وقد عاشت حروب الاستقلال والتحرير والتحرّر مع جورج واشنطن وابراهام لنكولن – تعي ولا شك ان حقوق الشعوب في الحرية والاستقلال والسيادة هي حقوق مقدسة وغير قابلة للتصرّف والمساومة،
وان السبيل الوحيد لاشاعة الاستقرار والأمان في المنطقة هو الحل الذي يؤدي الى السلام العادل والشامل والمنطلق من الشرعية الدولية وليس المضي في الحلول المنفردة – وأنه لا بد لخريطة الطريق ان تتضمن موقع لبنان وسوريا والانسحاب من الجولان وما تبقى من الجنوب اللبناني وحق العودة للفلسطينيين مع تأكيدنا على رفض توطينهم في لبنان.

ان الدول العربية – ولبنان في طليعتها – حريصة كل الحرص على اقامة أفضل علاقات الصداقة مع الولايات المتحدة ولكن لا يمكن لهذه العلاقات ان تأخذ مداها الأرحب الا بعودة الحقوق الى أصحابها وفتح صفحة من الثقة المتبادلة والتعاون المخلص البنّاء البعيدين عن الاتهام والتهويل والتهديد، والتعاطي بعين التفهم والعدل والتوازن مع قضايا المنطقة.