تصاريح
PrintEmail This Page
فارس يُشيد بنتائج زيارة لحود إلى الفاتيكان ويحدد ثلاثة معايير للرئيس العتيد
17 أيار 2004
شرح نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس النتائج المتعددة للزيارة الرئاسية واللقاءات المختلفة مع المسؤولين الايطاليين والفاتيكانيين، مبدياً تأثره لما يحظى به لبنان من "مكانة مرموقة وفريدة ومن اهتمام خاص".

وتناول فارس موضوع القمة العربية المقبلة في تونس، موضحاً ان مستوى المشاركة اللبنانية فيها سيقرر بعد عودة رئيس الجمهورية الى بيروت ومعرفة طبيعة القرارات المنتظر صدورها عن هذه القمة.

وحدد فارس موقفه من الاستحقاق الرئاسي، مضيفا عليه معايير ثلاثة يريد ان يكون الرئيس المقبل متمتعاً بها وهي "ان يكون الاعرف والاشرف والاجرأ" وانتقد بشكل غير مباشر عدم انعقاد جلسات مجلس الوزراء بشكل اسبوعي، معتبراً "ان الاستحقاقات الانتخابية يجب الا تلهينا عن شؤون البلد والناس". ولاحظ تحسنا في علاقة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة رفيق الحريري، وقال انه وجدها "مليحة كثير كثير، وهذا ما نتمناه دائماً لاننا بالوفاق نحل كل الامور".

تصريحات فارس جاءت في حوار مع الاعلاميين الذين تولوا تغطية احتفالات تقديس الطوباوي الحرديني، حضره النقيبان بعلبكي وكرم، والمستشار الاعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، في مقر اقامة فارس في فندق "هسلر" في روما.
وقد استهل فارس حواره متحدثاً عن زيارة روما والفاتيكان فقال: "ان قلبي كبير في هذه الزيارة لاني لمست كم ان موقع لبنان كبير لدى قداسة البابا والمسؤولين في الكرسي الرسولي وفي ايطاليا. ففي الاجتماع مع رئيس الوزراء (سيلفيو) برلسكوني تركز البحث على دعم لبنان وعلى المواقف السياسية. وقد لمسنا ان ايطاليا راغبة في تقديم كل مساعدة للبنان، اقتصادياً وسياسياً. وكان التركيز على ا لوضع الاقتصادي، وقد اظهر دولة الرئيس برلسكوني كل اهتمام بمعرفة التفاصيل الدقيقة حوله، وقد شرحنا له كل هذه الامور وسمع اجوبة صريحة ودقيقة حول المواضيع التي اثارها".

ورداً على سؤال حول اللقاء مع البابا، قال: "لقد اظهر قداسته اهتماماً كبيراً بلبنان، مركزاً على اهمية هذا البلد، وعلى نجاح تجربته الفريدة في العيش المشترك. والتي غدت نموذجاً يحتذى لحل النزاعات التي عاشتها الدول والمشابهة لما عاشه لبنان في السابق".

وعن اللقاء مع امين سر الدولة البابوية الكاردينال انجلو سودانو، قال فارس "ان ثمة اهتماماً بابوياً بمعرفة رأي لبنان في ما يجري في المنطقة، وتحديداً في العراق وفلسطين، مع العلم ان الفاتيكان سيشهد لقاءات مهمة قريباً بينها لقاء مع الرئيس الاميركي جورج بوش في الشهر المقبل. وقد لمسنا ان الفاتيكان حريص على تعميم التجربة اللبنانية في الحلول للأزمات الراهنة في المنطقة".

وردا على سؤال حول اللقاءات بين الرئيس لحود والبطريرك صفير والتي شارك فيها فارس قال: "لقد تم في هذه اللقاءات على تنوعها، عرض لكل المواضيع بشكل منفتح وايجابي، مع الاشارة الى ان كل الشخصيات الدينية في الفاتيكان، والشخصيات الدينية اللبنانية، تلعب دورا مهما في الدفاع عن قضاياه العادلة".

العراق

وردا على سؤال حول الوضع في العراق، استنكر فارس أعمال العنف وتعذيب الاسرى في سجن ابو غريب "لما فيها من بشاعة وتعذيب وتحقير تقشعر لها الابدان. كما ندد بقطع رأس المواطن الاميركي بورغ"، معتبرا ان مثل هذه الاعمال "تناقض كل الشرائع والاديان والمعتقدات وتثير اللعنة والاشمئزاز".

واضاف: "يتم القضاء على العنف والارهاب، عندما يقضى على اسبابهما، سواء العادية منها كالاجرام والمخدرات والفقر والامية والتخلف، او السياسية منها المجسدة بالاحتلال، ولا سيما ان من حق الشعوب النضال لاسترجاع الارض والسيادة والحقوق المغتصبة".
وبالنسبة الى انعقاد القمة العريبة، اعرب فارس عن امله في ان "يتمكن القادة العرب من اتخاذ القرارات التي تقتضيها المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة لمواجهة التحديات الكبرى التي يتعرض لها العالم العربي، حيث صدقية قياداته امام الشعوب العربية في امتحان صعب".
 
واضاف: "ان لبنان سيحدد مستوى مشاركته في القمة في ضوء ما يمكن ان يصدر عنها من قرارات، الا اننا في لبنان نتمسك بقرارات قمة بيروت العربية لانها جسدت الاجماع والتضامن العربيين، كما انها أدت الى حرص العرب على السلام العادل والشامل وعلى أهمية عودة العلاقات الطبيعية بين الدول العربية واسرائيل، بعد تحقيق هذا السلام".

مواصفات الرئيس

وسئل فارس رأيه في موضوع الاستحقاق الرئاسي، فقال: "رغم ان هذا الامر ليس مطروحا بالحاح بعد، الا انني أضع مواصفات لرئيس الجمهورية لأني راغب في ان يكون الاعرف والاجرأ والاشرف".
واضاف: "اذا عرض موضوع تعديل الدستور للتجديد للرئيس لحود على مجلس النواب، فلن أعارضه، والا فاني أميل الى مرشح من منطقة الشمال دون ان يعني ذلك قطع الطريق على أي طامح يتمتع بالمزايا والمناقبية التي تؤهله لشغل هذا المنصب الكبير، وبخاصة المعرفة والاحاطة الشاملة بالملفات، والاخلاق والشجاعة في اتخاذ المواقف والقرارات". واضاف: "اني مع أي رئيس يمكن ان تنطبق عليه هذه المواصفات".

انا لست صانعا للرؤساء، فأنا نائب ولي صوتي الذي اعبّر فيه عن الاقتناعات التي ذكرتها، علما انه في كـل الاحوال ستكون هناك عملية انتـخابـية لاختـيـار الرئيس المقبل".
وعن الانتخابات البلدية والاختيارية في الشمال، اكد فارس انه عندما قرر عدم التدخل فيها، انما فعل ذلك لانه يعتبر نفسه "للكل والكل له"،

والناخبون في منطقة عكار "يعرفون كيف ينتقون من بين المرشحين من هو ،بقناعاتهم وضمائرهم، الاجدر لشغل المناصب البلدية وادارة شؤون البلديات، وتلبية حاجات الناس الانمائية والمعيشية".
واضاف: "في عكار ليست هناك خصومات، والاتجاه الآن الى التوافق، وكل من يختاره الناس ندعمه في سبيل تنمية افضل للمناطق العكارية. ويسعدني ان تكون المواقف التي تصدر عن المرشحين في منطقة عكار، تشدد على التجاوب مع مواقفي واقتناعاتي".
 
ورداعلى سؤال عن الانتخابات البلدية في قضاء المتن، وما يقال عن هزيمة المعارضة، قال فارس: "ان الشعب اليوم بدأ يستعيد دوره وكلمته، والمرجعية السياسية تفعل ما يريده الناس وليس العكس كما كان يحصل سابقا، السياسي الجيد هو من يتبع الناس". وقيل له ان انتخابات المتن كرست زعامة النائب ميشال المر، فاجاب ان "زعامة دولة الرئيس ميشال المر، ليست في حاجة الى اثبات، والنتائج تتحدث عن نفسها".
 
وعن رأيه في قرارات الادارة الاميركية بفرض عقوبات على سوريا، قال: "ان هذه القرارات ليست بجديدة، وفي اعتقادي لن تؤثر على الوضع في سوريا، ولا على مواقفها وصمودها ودفاعها عن القضايا العربية العادلة".
وردا على سؤال حول تلهي المسؤولين بالاستحقاقات الانتخابية وعدم اهتمامهم بشؤون الناس، قال "لا يجوز ان تلهينا هذه الاستحقاقات عن حاجات الناس، لان معالجتها يجب ان تكون في اهتمامات الدولة بشكل دائم".

البنزين والكهرباء

وعن ارتفاع سعر صفيحة البنزين، قال فارس "ان وزارة النفط اتخذت قرارات بتعديل الاسعار نتيجة ارتفاع اسعار النفط في السوق العالمية، ولكن في رأيي، لا بد من ان تتحكم الدولة بهذه الاسعار في الداخل من طريق وضع سقف لعائداتها من اسعار البنزين وفق ما تحتاج اليه خزينة الدولة من موارد، وعندما يتم تحديد هذا السقف، يصبح في الامكان وضع حد لارتفاع سعر صفيحة البنزين، بحيث لا ترتفع عائدات الدولة اكثر من حاجتها كلما ارتفع سعر البنزين عالميا، مما يتيح امكان التخفيف من عبء ارتفاع الصفيحة على المواطنين". واوضح ردا على سؤال ان موضوع البنزين ليس مدرجا على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء المقبلة، "ولكن يمكن ان يثار من خارج الجدول، وانا قلت رأيي في هذا الموضوع، وسأتحدث فيه اذا طرحت المسألة".

وردا على سؤال حول وضع الكهرباء، قال: "ان هناك امورا غير واضحة تجري في موضوع الكهرباء ولا اعرف لماذا ينقطع التيار بهذا الشكل.
لقد طالبوا بتوفير المال لتأمين الكهرباء ووفرناه، ثم طلبوا ان تتولى مؤسسة كهرباء لبنان هذا الملف، فمنحنا المؤسسة حرية التحرك. ولكن ما يجري اليوم امر غير واضح. انا لا زلت على رأيي ان المهم تأمين التيار للناس، وهذا حقهم. ولا يجب على مجلس الوزراء ان يدخل في تفاصيل ملف الكهرباء اكثر مما قيل، لان هناك ادارة كفية لقطاع الكهرباء، ويجب ان تجد الحلول المناسبة. ما يعنيني هو تأمين التيار الكهربائي بشكل منتظم، ولاسيما واننا على ابوب فصل الصيف، حيث من المتوقع ان تشهد الحركة السياحية تطورا مهما في هذه المرحلة".

ونفى فارس في معرض رده على سؤال، ان تكون اللجان الوزارية مقبرة للمواضيع التي تحال عليها كما يتردد، وقال: "ان اللجان الوزارية شكلت لايجاد الحلول، وما نقوم به في هذا الاطار حقق انجازات كثيرة، لان هدفنا في اللجان الوزارية ايجاد الحلول الانسب لمصلحة لبنان والموافقة عليها، لان مجلس الوزراء بجميع اعضائه لا يمكن ان يناقش المواضيع بشكل كاف بسبب ضيق الوقت احيانا. ونحن في اللجان الوزارية ندرس الملفات بدقة، ونصدر توصيات يتبناها مجلس الوزراء دائما. واعتبر ان ما توصل اليه مجلس الوزراء من قرارات بالنسبة الى موضوع الخليوي، جاء من ضمن تصـورات قدمتها اللجنة الوزارية التـي شكلت لهذه الغاية. وكنا نعمل من اجل الوصول الى ما تم بالفعـل الوصول الـيه. وما اتفق عليه مجلس الوزراء من قرارات يومها، هو ما تريـده اللجـنـة الوزاريـة فعـلـيـا".

وعن العلاقة بين الرئيسين لحود والحريري حاليا، قال فارس: "بعد عودتي من الجراحة التي اجريتها في الولايات المتحدة، وجدت العلاقات جيدة ومرتاحة، وهذا ما يريحني انا، ويتجاوب مع تطلعاتي، لانه بالتوافق يمكن حل الكثير من الامور".
وفي ختام اللقاء، شكر النقيبان بعلبكي وكرم فارس على حواره ومبادرته، واكدا اهمية الزيارة الرئاسية الى الفاتيكان وايطاليا التي قدمت مساعدات كبرى للبنان، ونـوهـا بمواقف الفاتيكان تجاه لبنان، وقد تجلت في اعتبار لبنان نموذجا يجب ان يحتذى به بين الدول.
وقال النقيبان: "ان عهد الرئيس لحود شهد تعزيز السلم الاهلي، وممارسة الديموقراطية، وقد كان للرئيس فارس دور في ارساء هذه الثوابت".
معرض الصور
 
  • حوار مع الاعلاميين في روما
    حوار مع الاعلاميين في روما