مقابلات
PrintEmail This Page
مقابلة مع مجلة الافكار
04 تشرين الأول 2004
• بداية دولة الرئيس نهنئك على خطابك اليوم في هيئة الامم ونسألك عن حصيلة الاتصالات التي جرت على هامش اعمال الجمعية العمومية الـ 59.

- هناك للاسف إساءة فهم لوضع لبنان. إن وضعنا حساس جداً واكبر برهان هو السيارة الملغومة قرب السفارة الايطالية لذلك لا نستطيع ان نغامر باستقرار لبنان وعلى الجميع ان يعي ذلك. كما قلت في كلمتي اليوم ان لا احد يتمنى وجود جندي اجنبي او غير لبناني على اراضيه لكن كل شيء في وقته جميل. نحن متعاونون مع القرارت الدولية ولسنا رافضين ولكننا لسنا مستعدين لاي خضة داخلية.

• دولة الرئيس، من خلال الاتصالات التي تقوم بها، هل لاحظت ان خطوة إعادة الانتشار السوري ستؤخذ على محمل الجد في تقرير أنان ام يعوّلون أهمية على خطوة أكبر؟

- واقع الحال ان هذه الخطوة كانت إيجابية وكذلك توقيتها. إن التنسيق مع سوريا في قضية إعادة الانتشار مستمر دائماً وهذا خامس إعادة إنتشار حتى الآن. الاخوان السوريون لا يتمنون البقاء عندنا ولا نحن أيضاً لكن كل هذا مرتبط بالوقت أعود واكرر هنا ان الذي حصل قرب السفارة الايطالية ليس سهلاً. هذه العصابة التي تنتمي الى تنظيم "القاعدة" اعترفت بأنها تريد خض المنطقة بأجملها. فهل مفيد للبنان ان يكون فيه فلتان أمني يعرضه والمنطقة لهزات وويلات؟ الا نرى ماذا يجري في العراق؟ هل نريد تعريض لبنان لهكذا فلتان؟

• ماذا برأيك يمكن إجراؤه بين لبنان وسوريا لمواجهة الضغط الخارجي الذي نتعرض له؟

- نحن نحترم القرارات الدولية كذلك سوريا. المهم ان نتحرك بالطرق المقنعة مع أعضاء مجلس الامن ومع الامم المتحدة ليكون تقريرهم معتدلاً واخذاً في الاعتبار وضع لبنان واستقراره. وانا اتصور ان كل البنود لا يوجد إشكال عليها ما عد البند رقم 5 الذي هو تعديل الدستور.
وهنا أضاف:
نحن لم نخالف الدستور، مجلس النواب اللبناني هو الممثل الشرعي للشعب اللبناني فهل من الجائز ان نقول أن 96 نائباً هم خونة؟ نحن منتخبون من الشعب وانا امثل منطقة عدد سكانها حوالي 400 او 500 الف نسمة، هل هم خونة ؟ نحن مقتنعون بالتمديد ومؤمنون بأن هذا هو الاصلح لبلدنا وعامل استقرار لثلاث سنوات أخرى.

• لاحظنا في خطاب دولة الرئيس عصام فارس انه تجاهل التركيز على القرار 1559 وعلى التقرير الذي سيعده الامين العام "كوفي انان" عن هذا الموضوع؟ فهل هي خطة بعيدة المرمى ام ماذا ؟

- مهمتي لم تكن القرار 1559. انا امثل لبنان في الجمعية العامة وطبعاً بالاتصالات التي نجريها نحاول التناقش في هذا الموضوع. في النهاية نحترم القرارات الدولية، ونحافظ عليها ونقدسها ايضاً، ونعطيها الاهمية القصوى ولا نستطيع تجاهل النتيجة ولذلك نتحرك على جميع المستويات لكي نخفف من وقع أية خضة على لبنان.

• قبل القاء خطابكم من منبر الامم المتحدة، هل فحصت أجواء رؤساء الوفود ونظراتهم الى القرار 1559 والى اية نتيجة انتهيت؟

- الحقيقة انني لاحظت رضا من كل الموجودين لان كلمتنا كانت إيجابية ولمسوا لدينا روح التعاون ولكن في الوقت نفسه نحن متمسكون بموقفنا في المسائل الداخلية، والتدخل في شؤوننا غير مسموح بتاتاً وكان تركيزنا على ان الدستور اللبناني اقدم دستور في الشرق الاوسط من حيث ان بيروت ام الشرائع، وديمقراطيته اقدم ديمقراطية. نحن نحترم القرارات الدولية لكن في الوقت ذاته نرفض اي تدخل خارجي بشؤوننا الداخلية.

• لاحظنا بالمقابل ان خطاب الرئيس "جورج بوش" خلا من اية اشارة الى سوريا ولبنان بينما إستهدف الفلسطينيين والاسرائيليين وإيران. فكيف يفسر عصام فارس هذه الحركة؟

- كنا متخوفين من ان يتناول الرئيس "بوش" موضوع لبنان وسوريا، لكن خطاب الرجل كان ايجابيا، بمعنى انه لم يتطرق الى هذا الموضوع وترك القرار للامين العام.

• هل لاحظ الاستاذ عصام فارس المعروف بصداقته لعائلة الرئيس "بوش" تبدلا حيال لبنان وسوريا وخصوصاً بعدما جرى الاتفاق بين واشنطن ودمشق على تأليف دوريات أمنية سورية اميركية مشتركة على الحدود السورية العراقية؟

- واقع الحال ان الاجواء ليست كما يتوهم البعض او كما يضخم البعض الامور. الاجواء متعاونة جداً من قبل سورية والاميركان بحاجة الى الخاصرة السورية خصوصاً وان جنودهم موجودون في العراق وتأملي كيف كان سيكون الوضع في افغانستان لو لم تنسق اميركا مع الجنرال "برويز مشرف" وباكستان.
ثم اضاف:
الاولوية بالنسبة لاميركا هي جنودها المئة والخمسون الفاً المنتشرون في العراق فلا تستطيع المغامرة بهم. والذي عرفته ان الزيارة الاخيرة التي قام بها ويليام بيرنز لسوريا ومقابلته الرئيس بشار الاسد كانت جد مثمرة.

• هل وجد الرئيس فارس تضامناً عربياً مع لبنان بمواجهة القرار 1559 ام ان دولاً عربية مثل الاردن لم تكن متحمسة لهذه المؤازرة. فكيف عالجتم الامر؟

- انا لا استطيع ان اقول ان موقف الاردن سلبي بل بالعكس. القرار المتخذ في اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد في القاهرة كان مؤيداً للبنان وتفادى الدخول في النصوص والارقام. إنهم مثلنا يحترمون القرارات الدولية.

• قامت ضجة بين باريس وبيروت لان السفير اللبناني في واشنطن الاستاذ فريد عبود أنشأ قناة اتصال مع السفير الفرنسي في واشنطن "جان دافيد ليليت" ليقول له حسبما ذكرت صحف بيروت وجريدة "الحياة" ان هناك اتجاهاً الى إعادة تكليف صديق فرنسا الرئيس رفيق الحريري لرئاسة الوزارة وتعيين صديق فرنسا الاخر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وزيراً للمال. فماذا يقول الاستاذ عصام فارس في هذه الاجواء؟

- لست مطلعاً كثيراً على هذا الموضوع وليس هناك أي شيء رسمي لا من فخامة الرئيس اميل لحود ولا من دولة الرئيس رفيق الحريري او إنهما كلفا احداً من السفراء ليتكلم باسم لبنان. إستغربت هذه المصادر وهناك نفي كلي لوجود هذه القناة.

• ذكرت الانباء ان الاستاذ عصام فارس سيجتمع مع وزير خارجية فرنسا ميشال بارنييه لترميم الجسور الديبلوماسية بين البلدين بعد موقف فرنسا السلبي من تعديل الدستور. فهل رايت في الموقف الفرنسي بعض التفهم لما حدث ؟

- في الحقيقة زوجتي هالة وانا مدعوان الى عشاء شخصي من قبل السفير الفرنسي في اميركا "جان دافيد ليليت" وزوجته بحضور الوزير بارنييه وليست من مهمتي بحث هذا الموضوع. هو عشاء اجتماعي خاص.

• كيف تصف علاقتنا مع فرنسا؟

- علاقاتنا جيدة ولا مشكلة فيها، لكن سرعة القرار كان سببه عدم قناعة الفرنسيين بتعديل الدستور ولا اعلم لماذا ؟ نعم ان موقف فرنسا في الماضي لم يكن هكذا بل على العكس كانت هناك مباركة فرنسية لتمديد ولاية الرئيس الهراوي عام 1995. كما كان هناك تصريح للرئيس جاك شيراك داخل مجلس النواب اللبناني يشرح فيه ان الوجود السوري في لبنان ضمانة حتى يتم السلام. لا اعلم ماذا تغير لكن لا يمكن تجاهل اهمية العلاقة مع فرنسا انها علاقة تاريخية لن تؤثر عليها الاحداث.

• بعد الوضع الاميركي الضاغط على لبنان، ماذا تنتظر من تقرير انان المرتقب صدوره بعد ايام ؟

- لا شك ان الاجتماع بكوفي انان وتيري رود لارسن كان مفيداً واراهما متفهمين تماماً للوضع اللبناني. وضعنا اللبناني حساس جداً ونعطي الموضوع اكثر مما يحتمل. القرار تحرك وصدر بسرعة هائلة مع العلم انهم يتهموننا بأننا تحركنا بسرعة في التمديد لكن العكس هو الصحيح.

• يحكى يا دولة الرئيس ان تأخير الحكومة مربوط بتقرير كوفي انان الذي سيصدر في اول تشرين الاول فما صحة هذا الكلام ؟

- كان الرئيس الحريري يريد اعلان استقالته يوم 20 ايلول الماضي فقال لي انه سيتأخر في اعلانها لحين القاء كلمتي في الجمعية العمومية في نيويورك ولا يجوز ان نلقي كلمة لبنان والحكومة مستقيلة. فأشكره على هذه المبادرة والرئيس بري بالمثل. كلنا في انتظار هذا التقرير، وانا في رأي المتواضع انه لن يقدم ولن يؤخر.

• هل تعتقد ان الرئيسين لحود والحريري قادران على إكمال المسيرة سويا ثلاث سنوات اخرى وبأية طريقة ؟

- لقد سبق وصرحت ان الرئيس الحريري ضمانة. أنا أتمنى ان يجري تعاون بينهما لان كلا من الاثنين طاقة بحد ذاته. واي خلاف في الرأي بينهما يصب في خانة المصلحة العامة، وليس ضد مصلحة لبنان وانه ليس شد حبال بين طرفين، بل العامل المشترك عند كل منهما هو مصلحة لبنان. وانا لا ارى في هذه المرحلة لرئاسة الحكومة غير الرئيس الحريري.

• هناك حملة يقوم بها النائب وليد جنبلاط وعدد من النواب ضد حصول التمديد وتعتبر من اشرس الحملات. هل سيتم الاتفاق مع النائب جنبلاط ومعالجة الامر ام ماذا ؟

- وليد بك زعيم وطني لبناني، واساس قوي في التركيبة اللبنانية ولا نستطيع تجاهله، لكن في المقابل هناك اصوات اخرى لا يمكن تجاهلها ايضاً، لكن كما تعلمين صوت المعارضة هو دائماً اعلى.
في التركيبة السياسية اللبنانية، نجد دائماً المعارضة والموالاة وليس بالضرورة ان تكون المعارضة ذات الصوت الاعلى ممثلة للاكثرية. الاكثرية الشعبية مقتنعة بالتعديل.
لا يمكن تجاهل زعيم كوليد جنبلاط ومهمتنا الوفاق لان بلد كلبنان يحكم بالتوافق وليس بالانفراد وليس بفئة دون الاخرى. هذه تركيبة لبنان الديمقراطي وسر جميل من اسراره.