مقابلات
PrintEmail This Page
مقابلة مع اذاعة "صوت لبنان"
29 تشرين الأول 2004
عبر نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس عن تفاؤله بالحكومة الجديدة لانها حكومة اقطاب في الكفاءة والنزاهة ونظافة الكف، تماما كما سعى اليه رئيس الجمهورية العماد اميل لحود بالتعاون والتنسيق مع رئيس الحكومة عمر كرامي". وتمنى على الاصوات التي تحفظت عليها، إن في الداخل او في الخارج، الاطلاع على السيرة الذاتية لوزراء هذه الحكومة وقراءة تاريخهم ومؤهلاتهم ونجاحاتهم في الحقل الخاص والحقل العام.

ونقل نائب رئيس الحكومة عن رئيس الجمهورية تأكيده انه سيكون داعماً للرئيس كرامي ومتعاوناً معه الى اقصى حد، كما نقل عن الرئيس كرامي ايضاً تفهمه وحرصه على التعاون مع الرئيس لحود، معرباً عن قناعته بأن التعاون بين الرجلين سوف يكون كاملاً وشاملاً، لا سيما وانهما بقناعة واحدة وتوجه واحد وطينة واحدة.

واعلن نائب رئيس الحكومة في حديث اجرته معه في لندن اذاعة "صوت لبنان"، انه اقترح على الرئيس كرامي خلال الاستشارات النيابية المطالبة بإعطاء الحكومة صلاحيات استثنائية في مجلس النواب، من اجل كسب الوقت والاسراع في العمل، آملاً في التوصل الى هذا الهدف بالتنسيق فيما بين رئيس الجمهورية ورئيسي المجلس والحكومة، خصوصاً وان الوقت اصبح داهماً في الكثير من المواضيع، وابرزها مشروع قانون الانتخابات الواجب انجازه قبل نهاية الشهر المقبل، ومشروع قانون الموازنة العامة.

وعبر فارس عن ثقته التامة بكفاءة وزير المال الجديد الياس سابا، وهو صديق وتاريخه معروف، وبأنه سوف يباشر على الفور في انجاز مشروع الموازنة.
ورداً على سؤال عن مدى امكانية تجاوب مجلس النواب مع طلب اعطاء الصلاحيات الاستثنائية للحكومة، قال فارس: "تعودنا على ان في الامر صعوبة، ولكنه امل من الثقة الواسعة التي توحي بها هذه الحكومة، ان يتم التعاون معها وان تعطى هذه الصلاحيات حتى وان كانت محددة لمواضيع معيّنة.

وعن ترؤس جلسات مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة، وتوقع الاوساط السياسة والاعلامية ان يحدث هذا الامر تبايناً بين رئيسي الجمهورية والحكومة، استبعد نائب رئيس مجلس الوزراء حدوث مثل هذا التباين طالما ان الثقة موجودة بين الرجلين اللذين تهمهما مصلحة البلد، وطالما ان لا تجاذب ولا شدّ حبال بينهما، ولا تضارب في المواقف السياسية. وشدد فارس على ان كلامه هذا لا يعني ان اسباب شخصية كانت في الماضي وراء التنافر او التصلب في المواقف.

وعبر نائب رئيس الحكومة عن ايمانه بأن الحكومة الجديدة ستكون جادة كل الجدية في تطبيق "اتفاق الطائف" تطبيقاً كاملاً، وبأنها لن تتأثر بأي ضغوط، لا داخلية ولا خارجية، وبأن اهتمامها سينصب على ما هو لمصلحة لبنان، وعلى تطبيق الدستور وفق ما نص عليه "الطائف".
وفي المقابل، اعتبر فارس ان كل هذه الاصوات التي علت في وجهها، "انما هي من صلب اللعبة السياسية في لبنان. فالمعارضة امر طبيعي في اوساط من لا يشاركون في الحكم"، معرباً عن اسفه لعدم مشاركة بعض الفرقاء و"لكنها مرحلة انتقالية، وربما لديهم حسابات شخصية جعلتهم يقررون عدم المشاركة" كما قال.

وعبر فارس عن اسفه لترك الوزير الياس المر موقعه، منوّها بالانجازات التي حققها على صعيد ترسيخ الامن والاستقرار، وبالجدية والحزم اللذين امسك بهما وزارة الداخلية، ولكنه اكد ان الحكم استمرارية وان الوزير فرنجية مشهود له بكفاءته وبصلابته في ادارة الامور، وقال "نعم الخلف ونعم السلف".

وعن توقعه لما سيكون عليه الموقفان الاميركي والفرنسي في المرحلة المقبلة ازاء لبنان، لاحظ فارس ان كل الامور تسير نحو التهدئة والتفهم لوضع لبنان. وذلك انطلاقاً من متابعته لتطور هذه الامور منذ ان كان في الجمعية العمومية للامم المتحدة حتى اليوم. وكرر قوله إن اي خروج للقوات السورية في غير اوانه ودون توافق لبناني لبناني ولبناني سوري من شأنه ان يعود بالكارثة على لبنان، مذكراً بأن مسألة التوقيت، التي لطالما ركّز عليها، تهم كلاً من لبنان وسوريا، "وليس لدى اي منهما نوايا سيئة على الاطلاق".

وعن دعوته العراقيين الى الاستفادة من التجربة اللبنانية بعقد "مؤتمر طائف" عراقي لانهاء الحرب لديهم، أشار فارس الى ان السيناريو الحاصل في العراق والحوادث التي يشهدها انما تذكر بما شهدناه في لبنان، ملاحظاً تشابهاً كبيراً جداً دفعه الى التمني عليهم اخذ العبرة من التجربة اللبنانية وانضاج قناعة باتفاق في ما بينهم يضع حداً للحرب القائمة، على غرار اتفاق الطائف الذي انهى الحرب في لبنان.