عقد معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الاميركية في بيروت ندوة لمناقشة "دور حزب الله في الازمة الحالية في لبنان" شارك فيها الباحث باتريك هايني والدكتور ابرهيم الموسوي.

وقال هايني: "ان وجود الخطر الاسرائيلي وخطر المجموعات الفلسطينية المسلحة هو ما يدفع السكان في الجنوب الى التصويت لمصلحة "حزب الله" ونصح في تقرير "الانترناشونال كرايسز غروب" للاحزاب اللبنانية وحلفائها الخارجيين "بالابتعاد عن المطالب الشاملة والاتفاق على رزمة متكاملة تقبل بوجود سلاح "حزب الله" في الوقت الحاضر مع تقييد كيفية استعماله". واضاف: "ان الهم الرئيسي للحزب كان حماية لبنان وشعبه من العدوان، وفي الوقت ذاته اطفاء فتيل التوترات المذهبية. لكن اغتيال رفيق الحريري وحرب صيف 2006 دفعاه مرغما في الاتجاه المعاكس اذ وجد حزب الله نفسه في مأزق. فهو يريد التغيير ويحتاج الى الشارع لاحداث هذا التغيير، ولكنه لا يريد توترات مذهبية، والتظاهرات في الشارع كانت ستزيد من هذه التوترات".

ورأى ان هدف "حزب الله" من المقاومة المسلحة انتهى بعد حرب صيف 2006 وانتشار الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة "فاضطر للالتفاف الى الداخل والانغماس في السياسة. لكنه يواجه صعوبات في التحرك في السياسة الداخلية بكامل ثقله لانه يخشى الفتنة الداخلية".

اما الموسوي فاعترض على وصف الباحث هايني، وقال ان "حزب الله" انتقل من المقاومة العسكرية الى المقاومة الرمزية عام 2000 بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب. واعتبر ان هذا الانتقال "كان خطوة استراتيجية للسماح للمهاجرين اللبنانيين بالعودة الى الجنوب وبناء بيوتهم لتعود الحياة الى الجنوب، وهكذا انضوى الكل في لواء جبهة الممانعة".

وخلص الى ان "هناك فقدانا فادحا للثقة بين المعارضة والموالاة. ولهذا اقترحت المعارضة حكومة وحدة وطنية يكون فيها الثلث زائد واحد للمعارضة، كي يشكل كل فريق ضبطا وتوازنا مع الفريق الآخر"، مشيرا الى ان الخيار الآخر يكون باجراء انتخابات مبكرة. وقال: "اذا فازت قوى 14 آذار في هذه الانتخابات، تتعهد المعارضة ان تتركها تحكم من دون عرقلة". لكنه نبه الى عدم تقليل تأثير القوى الخارجية.

وكانت "الانترناشونال كرايسز غروب" اشارت في تقريرها الى ان مستقبل لبنان مرتبط بشكل وثيق بالصراع الاقليمي الذي وضع لبنان في مواجهة مسلحة مع اسرائيل وشله سياسيا واعاد المخاوف من نشوب الحرب الاهلية مجددا. "ولن يكون حل دائم في لبنان من دون حلول لمشاكل العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل وسوريا وايران".

يذكر ان "الانترناشونال كرايسز غروب" هي هيئة مستقلة لا تبغي الربح وتعمل في القارات الخمس بحثا وتحليلا وحوارا لحل النزاعات او تفادي حصولها. وهي تضم سفراء ووزراء ومستشارين سياسيين سابقين بارزين، بينهم الاخضر الابرهيمي، واللورد كريستوفر باتن، ومورتون ابراموفيتز، وزبغنيو بريجنسكي