مركز عصام فارس للشؤون اللبنانيّة
PrintEmail This Page
"تصاعد الأزمة اللّبنانيّة: لبنان إلى أين؟"
11 آذار 2008
نظّم "مركز عصام فارس للشؤون اللّبنانيّة" في مقرّه في سن الفيل ندوة بعنوان "تصاعد الأزمة اللّبنانيّة: لبنان إلى أين؟" شارك فيها النائب الدكتور فريد الخازن، الوزير والنائب السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون والأستاذ نهاد المشنوق. حضر النّدوة النائب غسان مخيبر والنائب والوزيرالسابق الدكتور رفيق شاهين وعدد كبير من رجال الفكر والثقافة والمعنيين بالشأن العام.
إفتتح الندوة مستشار المركز الدكتور رغيد الصلح الذي أكّد في كلمته أنّ الأزمة السياسيّة هي في تصاعد مستمر. وتمنّى أن تخرج الندوة بأراء تساعد على ضبط الأزمة المتصاعدة والتغلب عليها.

ثم رحّب رئيس المركز السفير الدكتور عبدالله بوحبيب بالمشاركين وطرح في مداخلته عدّة أسئلة أبرزها:
ماذا لو قبلت الأكثريّة النيابيّة بشروط المعارضة وأعطتها الثلث الضامن أوالمعطّل؟
وعلى ماذا تعتمد الأكثريّة النيابيّة لرفضها شروط المعارضة؟
إلى متى ستستمر القوى الدوليّة والإقليميّة باستعمال لبنان ساحة لتصفية خلافاتها ولماذا لا يعفى لبنان من هذه المهمة؟
وإلى متى ينتظر الشّعب اللّبنانيّ الفرج من إتّفاق الأكثريّة والمعارضة؟

ومن ثم حدد الدكتور عبد الحميد بيضون أسباب الأزمة الحاليّة التي تكمن في أزمة العلاقات اللبنانيّة – السوريّة من جهة ودور المقاومة من جهة أخرى. وتحدّث بيضون عن مسألة المحاصصة ومطالبة حزب الله بإمتلاك حق الفيتو على القرارات الوطنيّة والتمسّك بفكرة الثّلث المعطّل. وإعتبر بيضون أن فكرتي الفيتو والثلث المعطّل هما تعبير عن قرار بعدم الدخول في حوار وإتّفاق سياسي شامل. بل هما تأكيد على أنّ المطلوب ليس إنضاج الحلّ إنّما شراء الوقت بواسطة الثّلث المعطّل حتّى قيام تغيير إقليمي في موازين القوى.
وأوضح بيضون أنّ حزب الله وحلفاءه ليسوا في وارد انتخاب رئيس للجمهوريّة في الظروف الحاليّة حتى لا يشرعن إنتخاب الرئيس الأكثريّة النيابية في السلطة. وأشار بيضون أنّه مع المبادرة العربيّة إنقلبت الموازين وأضيف بند آخر عليها وهو العلاقات اللبنانيّة – السوريّة. وسأل هل سيتمكن عمرو موسى من وضع خريطة طريق قابلة للتنفيذ أم أنّه سيعاود تكرار ما حدث في مؤتمر الحوار الوطني. وأكّد كذلك على أنّ ملف العلاقات اللبنانيّة – السوريّة هو مدخل أخر لتعطيل إنتخاب رئيساً للجمهوريّة.
وتناول بيضون في كلمته موضوع سلاح حزب الله والمقاومة مشيراً إلى أنّ المشكلة ليست بالسلاح وإنّما بمرجعيّة هذا السلاح. ثم إنتقل للحديث عن صلاحيّات رئيس الوزراء موضحاً أنّ هناك تحريض أو خطاب تحريض حول هذه الصلاحيّات مؤكّداً على أنّ هذا التحريض يضرب توازنات إتفاق الطائف. وسأل هل يقبل المحرضون مبدأ المداورة كحل بدلاً من نظرية الثلث المعطّل. وأشار بيضون أنّ من يمنع الحرب الأهليّة هو التفاهم السعودي الإيراني نظراً لخطورة إحتوائها على مستوى المنطقة. وانتهى بيضون إلى التأكيد أنّ الحل ليس في المدى المنظور وليس هناك انتخابات رئاسيّة ولا انتخابات نيابيّة ويبقى شبح الحرب الأهليّة حاضراً.

بعد ذلك تحدث النائب فريد الخازن الذي ركّز في كلمته على أنّ لبنان يتّجه إلى أزمة حكم وأزمة سياسيّة أسبابها ٣٠ سنة من التخريب الواسع في لبنان، منها ١٥ سنة حرب أهليّة و١٥سنة سلطة وصاية. وأشار أنّ لبنان يعيش اليوم متغيّرات ما بعد عام ٢٠٠٥ أثر الإنسحاب السوري من لبنان.
وتعجّب الخازن من أن يكون هذا التخريب قد أخذ مداه بهذا الحجم والشكل والذي وصل إلى مؤسّسات الدولة. وإعتبر الخازن أنّ النظام السياسي في لبنان لا يعمل بشكل طبيعي عندما لا يكون هناك تنافس سياسي حقيقي داخل الطوائف وهذا الواقع هو سبب من أسباب الأزمة، بالإضافة إلى سبب الصراع على السلطة.
وتحدّث الخازن عن المتغيّرات الدوليّة والإقليميّة وأثرها على الواقع اللبنانيّ والضغوطات التي يتعرض لها لبنان. وانتهى الخازن إلى التأكيد على أنّ الحل ليس قريباً. وإستبعد قيام حرب في المدى القريب لكنّه حذر من أنّ قيامها ستكون أهليّة منذ اليوم الأول. وطالب بتسوية سياسيّة بين الأطراف وإزالة عامل إنعدام الثّقة بين الجميع لأنّ الحلّ ممكن والتسوية مطلوبة وهي تشكّل مرحلة انتقاليّة لإعادة التنافس السياسي الديمقراطي عبر إنتخابات نيابيّة وفق قانون إنتخابي لا يستهدف أي طرف أو طائفة لبنانيّة.

ثمّ تحدّث الأستاذ نهاد المشنوق مشيراً إلى أنّ إتفاق الطائف حفظ للأكثريّة حقّ التصرّف وللأقليّة حقّ التأثير الجدي بالقرار السياسي ولم يعط حق الفيتو لأيّ طائفة. كما تحدّث عن التغييرات الخارجيّة عبر مشروع قوى الممانعة (إيران – سورية – حزب الله – حماس) بعد فشل الأنظمة العربيّة في حلّ النزاع العربيّ – الإسرائيليّ. في المقابل هناك مشروع أميركيّ يقوم على مفاوضات سلام ومحاولة دعم إنجازات القوى السياسيّة في لبنان. وأوضح في إعتقاده أنّ هذا المشروع لم ينجح لا إقليميّاً ولا داخليّاً. إعتبر إنّ الأزمة اللبنانيّة في تصاعد وأنّ لا إنتخابات رئاسيّة من اليوم وحتّى مجيء إدارة أميركيّة جديدة. وإستنتج أنّ المنطقة حامل بشتّى المفاجآت لذلك فإنّ التسويات واردة، وتمنّى على القوى السياسيّة الداخليّة إبتكار حوار بينها لصياغة حالة سلم أهلي وبداية تركيب دولة. ثم دار حوار شارك فيه جميع الحضور.