مركز عصام فارس للشؤون اللبنانيّة
PrintEmail This Page
"لبنان والقمة العربية"
20 آذار 2008
نظّم مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية ندوة بعنوان "لبنان والقمة العربية" شارك فيها رئيس تحرير جريدة السفير طلال سلمان ومدير الاخبار والبرامج السياسية في المؤسسة اللبنانية للإرسال جورج غانم، وحضرها رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب روبير غانم والنائب بهيج طبارة ومسؤولين سياسيين ورجال فكر واجتماع ومهتمين.

افتتح الندوة مستشار المركز الدكتور رغيد الصلح الذي ركز على اهتمامات الجامعة العربية في لبنان وكيف حالف القمم العربية النجاح في حل ازمات لبنان في بعض الحالات وفي حالات اخرى كان الفشل مصير المبادرات. وامل ان تسهم الندوة في القاء الضوء على افضل العلاقة بين الاوضاع العربية والازمة اللبنانية.

ثم كانت كلمة لرئيس المركز السفير عبدالله بو حبيب الذي طرح جملة اسئلة حول القمة العربية المقبلة في دمشق وهل ستتمكن القمة من حل الازمة اللبنانية ام ان القمة تزيد من الخلافات اللبنانية؟ وهل ان حل المشاكل بين العرب يحلّ الكثير من المشاكل اللبنانية؟ وكيف سيكون مستوى التمثيل اذا حضر لبنان القمة؟ طالباً من المشتركين في الندوة من الاجابة على بعض هذه التساؤلات.
ثم تحدث طلال سلمان الذي تجاوز السرد التاريخي للقمم العربية ووقائعها واعتبر ان قمة 1970 التي انتهت بوفاة عبد الناصر، كانت نهاية حقبة العمل العربي المشترك. ولفت سلمان الى انه بعد هذا التاريخ بدأت القمم العربية تأخذ سياقاً آخر واظهرت ان الدول العربية لم تصبح بعد دولاً بالمعنى الدقيق للكلمة. وسأل كيف ستصير القمة العربية مؤسسة والدول ليست دولاً خصوصاً وان كل واحدة من القمم العربية تطلب حرباً او مايشبه الحرب بانعقادها..
.
واتهم سلمان القيادات العربية كل بحسب قدراته ومسؤولياته من التعقيدات التي طرأت على الأزمة السياسية في لبنان فجعلت حلها مستحيلاً... واستثمارها في نسف قمة دمشق لأهداف تتجاوز لبنان وتتجاهل ما يعانيه اهله من انقسام خطير يضع البلاد على شفير فتنة.
وسأل سلمان في ختام مداخلته عن معنى القمة التي فشل اهل الحل والربط في جعلها مؤسسة اذ لا قائد ولا قيادة، ولا دول ولا خطة بل ردود فعل لفظية على خطط الآخرين. وامل ان تعطي اللقاءات على مستوى القمة بعض الثمار كتحديد الخلافات وحصرها وحل ما تيسر حلّه منها. وتمنى ان لا تتحول المواجهة السياسية الى اسلحة محرّمة كالفتنة...
ثم تحدث جورج غانم الذي اعتبر ان اسوأ ما يمكن ان ترسو عليه نتيجة القمة العربية المقبلة ظهر سلفاً في صورة الانقسام الحاد على الخيارات وعلى مستوى الحضور وعلى مستوى القوى اللبنانية المتصارعة. وتوقع راجياً ان تعقد القمة في مشهد احتفالي ينقذ الشكل ولا يمس جوهر العجز العربي اسباباً وذيولاً. واشار الى ان حال لبنان والعرب من القمم العربية اما تعبير عن خلاف في حال غيابها واما تظهير للإنقسام في حال انعقادها.

وشرح غانم بشكل مفصل العناصر الاساسية لتشكيل البوتقة القومية، وفصل القومية العربية عن الاسلام وعن تراثه الروحي وتناول الحركة العربية التي حلّت محل الامة الاسلامية العربية. واشار غانم الى ان العالم العربي عرف نموذجين على الاقل للجامعة العربية: المشروع الذي قادته مصر وعرف ببروتوكول الاسكندرية عام 1944 ومحاولة عبد الناصر احياء مؤسسة القمة عام 1964.
ولفت غانم الى ان لبنان يختزل كل الصراعات العربية القومية منها والقطرية والطائفية والمذهبية وشكل قمة القضايا في القمم العربية.
 
واوضح غانم لأن لبنان هو مرآة العرب، فان استقراره كان من استقرارهم واهتزازه شكل تردداً لزلازلهم.
وسأل غانم هل لبنان مشكلة عربية او العرب مشكلة لبنانية؟ وسرد واقع لبنان مع الصراع السياسي العربي الذي حاز على ثلاث قمم خاصة به ولكن لحل الخلافات العربية حوله وداخله وبقي حتى اليوم بنداً عنوانه التضامن مع لبنان في اي اجتماع او قمة واستمر بنداً عاماً مهملاً او بنداً متفجراً.
واكدّ غانم ان مشكلة لبنان تكمن في موقعه الاقليمي والصراع عليه بين المحاور المختلفة. وسأل غانم هل الأزمة هي لعدم وجود قيادة عربية او هي ازمة نفوذ في لبنان؟ وانتهى الى التأكيد ان الجامعة العربية هي جامعة المصالح الدولية.