أخبار ونشاطات مختلفة
PrintEmail This Page
محمية بينو اللبنانية.. بحيرة للتنزه وجبل للحماية
24 آذار 2008
عام 2000 أنشئت محمية بينو في أقصى الشمال من لبنان، وشكلت في وقت قصير حماية للعديد من أصناف الحيوانات والطيور والنباتات المهددة، ومتنزها مجانيا يقصده الزوار من كافة أنحاء لبنان. تبلغ مساحة المحمية مائة ألف متر مربع، وتتكوّن من قسمين: جبل وبحيرة.
أنشأ المحمية عصام فارس نائب رئيس مجلس الوزراء السابق من نفقته الخاصة، وضمن خطته التنموية الشاملة للمنطقة.

القسم المائي منها (البحيرة) فتح للمواطنين، وأبقي على القسم الجبلي الحرجي حفاظا على النباتات والحيوانات والطيور التي انقرض بعضها، ويتعرض بعضها الآخر للانقراض بسبب فوضى الصيد وغياب الرقابة.

المشرف على المحمية المهندس فخري جريج قال إن الهدف من إبقاء القسم الجبلي من المحمية مغلقا هو "إكثار الحيوانات والطيور البرية التي افتقدتها الطبيعة على مر السنين بفعل الصيد العشوائي".

وقال للجزيرة نت إن "انتشار المبيدات والأدوية الزراعية أدى إلى اختفاء أصناف عديدة من الطيور والكائنات المفيدة، مسببا خللا في التوازن البيئي كان له أثر سلبي كبير على أنواع عديدة من المزروعات والمواسم كمواسم الزيتون والفاكهة التي تشكل مصدرا هاما يعتاش منه عشرات ألوف المواطنين".

وأضاف جريج أن "هذه المخلوقات تضفي حيوية على الطبيعة والحياة، لذلك استقدمنا أصنافا عديدة من الطيور والحيوانات التي تتلاءم مع هذا الموقع بعد ما تم تجهيز المحمية بالأمكنة الملائمة لمبيتها كالمزارع وبيوت الطيور وزرائب الماعز والغزلان" .
ملاذ آمن

وشكلت المحمية ملاذا آمنا للطيور المقيمة كالشحرور والبلبل والحسون، واستراحة للطيور المهاجرة بعيدا عن مرمى الصيادين مثل الحجل اللبناني والفايزن ودجاج فرعون والحمام والفلامنغو والحبش الأبيض والفري والدجاج البلدي.

ويوضح جريج أن المحمية "زودت بفقاسات وتجهيزات لإكثار الطيور، وأطلق ما يقرب من ألفي طائر فيزان وحجل وفري".

ويشكو من أن الطيور التي تعيش في المحمية تغادرها إلى التلال الأخرى أحيانا فتتعرض لنيران الصيادين، ما أدى إلى فقدان الكثير منها. كما زودت المحمية حسب مديرها بمرصد للطقس يقيس اتجاه وسرعة الرياح والرطوبة وكميات الأمطار.

وتحتوي المحمية على أصناف متعددة من الحيوانات البرية، وأحيطت بسور من الشريط القاسي الذي يمنع دخول الحيوانات المفترسة، ما مكن من حماية أصناف ضعيفة من الحيوانات خصوصا الغزلان.

ريم لبناني

يشرح راعي قسم الحيوانات عصام عبد الله للجزيرة نت أصنافها، وأبرزها الغزال المتعدد الأصناف، مثل fellowdeer، وreddeer، وسيكا، والريم اللبناني المعروف باسم غازيلا المنقرض -حسب الاعتقاد الشائع- منذ ما يزيد عن الخمسين عاما، إضافة إلى الأرنب البري والسنجاب والماعز والقنفذ.

وتعج المحمية أيضا بعشرات الأصناف من النباتات والزهور أبرزها: البربارة والقندول والأقحوان البري وشقائق النعمان وبخور مريم والنرجس.

ومن النباتات الغذائية البرية والمفيدة صحيا القصعين والزعتر المتعرضان لحملات اقتلاع من الجذور للتصدير إلى الخارج، حيث يدخل القصعين في صناعة بعض العقاقير، والزعتر للحصول على زهرته بطريقة توفر الوقت.

إضافة إلى الخبيزة والزوفا والبابونج والختمية والهيلون والهندباء وتوت العلّيق والقطّيفة والجرجير، ومختلف أنواع الخضار البرية.

وقد أنشئت إلى جانب المحمية بحيرة سعتها 75 ألف متر مكعب، تشكل متنزها يرتاده الزوار من مختلف المدن والبلدات والقرى للترفيه، وهي تتغذى صيفا بواسطة بئر ارتوازية، وتعيش فيها الأسماك والإوز والبط.

يتوافد المواطنون المتدفقون إليها للتنزه وممارسة رياضة المشي والركض بعيدا عن ضجيج السيارات التي منعت من دخول حرم البحيرة.

كما أقيمت حولها حدائق صغيرة زيّنت بأنواع مختلفة من الزهور والنباتات الخضراء وضعت بينها المقاعد الحجرية لراحة الزوار. وتؤمن البحيرة كميات كبيرة من المياه للري.
published by www.tayyar.org