مؤسسة عصام فارس
PrintEmail This Page
تشييع المربي جرجس عوض
01 نيسان 2008
غيب الموت المربي جرجس عوض "مدير ثانوية منيارة الرسمية / عكار ومدير مستوصف مخائيل فارس في بلدة تل عباس الغربي " اثر صراع طويل مع المرض وقد احتفل بالصلاة لراحة نفسه في كنيسة السيدة في بلدة تل عباس الغربي في حضور العميد المتقاعد وليم مجلي ممثلا نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس وحشد من الشخصيات السياسية والتربوية والنقابية وعائلة الفقيد وزملاءه . وقد ترأس القداس لراحة نفس الفقيد المطران بولس بندلي راعي ابرشية عكار الارثوذكسية وعاونه المطران باسليوس نصور والاب خليل جريج كاهن الرعية .
 
بعد الصلاة القى بندلي عظة تحدث فيها عن مزايا الراحل الكبير بعطائه التربوي والانساني ومقدما التعازي الى عائلته وذويه وابناء بلدته .
ثم كانت كلمة للعميد مجلي نقل في مستهلها تعازي دولة الرئيس عصام فارس لعائلة الفقيد ولاصدقائه في تل عباس وعكار راجياً لنفسه الرحمة وللجميع طول البقاء . وقال :

يعزّ عليّ أن اقفَ اليومَ لأَرثيَ رجلا" كان بالامسِ سيدا" من اسيادِ المنابرْ صدّاحَ الصوتِ، رصينَ الموقفِ بليغَ الالفاظْ. تل عباس اليوم حزينةٌ لأن غيمةً سوداء ، خيّمتْ على سمائِها فامطرتها بالكآبةِ والاسى . لقد غابَ عنها المديرُ الطيبُ والاستاذُ الوقور.غادرَ بالجسدِ فلن تقوى على غيابِهِ من الضمائر قدراتُ الدنيا . لقد تركتَ "يا ابا وئام " في الحناجرِ جرحا" اليما" وفي النفوس حرقةً بالغة ، جئنا نشهدُ لحياتِك المليئةِ بالعطاءاتِ وعظيمَ الافعالْ. ، ِطيبُ ذكراكَ سيبقى يفوحُ بين جدرانِ المستوصفِ والمدرسةِ والثانوية ، اريجُ اخلاصِك لن يفارقَ غرفَ مؤسسةِ عصام فارس وخدماتِها ، كلُهم سيبقون على كبيرِ شوقٍ لحضورك، الأجيالُ التي علّمتَ ستفتقدُ لنبراتِ صوتِكَ وأناقةِ لغتِكَ وثقافتِكَ، زملاؤكَ في الوظيفةِ يبكونَك رفيقاً وأخاً وصديقاً، فأنت ما بخِلتَ يوماً بحبّهم ولا تأخرتَ لحظةً لجوابِ سائلٍ، كنتَ أنىّ حللتَ تزرعُ صديقاً كما تزرعُ الأملَ والبسمةَ والفضيلةَ. لقد زرعت حباتِ الحنطةِ في الأرضِ بركةً ويمناً، فها أنت ذاهبٌ لتلقاها ترحاباً وحياةً أبدية، كنتَ طيّبَ المعشرِ عطوفاً، حاضراً، دائماً مشرقاً يقظاً، كنت مرشداً فعالاً، ما غيّبك مجدٌ أو موقعٌ عن اهتمامِك بالإنسان، فأحبكَ الجميعُ فأنت صديقٌ صدوق. أنكَ الجنديَّ المجهولَ العاملَ بصمتٍ وسكونٍ، يُثمّنه عالياً من رافقَك، وما هذا الحشدُ العارفُ من الأصدقاء الذين حضروا لوداعِك إلا وفاءً لخصالكَ وعرفاناً للجميل، خَسارتُك بحقٍ لا تعوَّضْ إنما هي إرادةُ الله سبحانه، نقبلُها شاكرينَ جلَّ جلالُه .