أخبار ونشاطات مختلفة
PrintEmail This Page
عودة نشاط مؤسسة فارس في عكار ترفع منسوب التفاؤل
03 نيسان 2008
كتب ابراهيم طعمه:

شكلت الانطلاقة المستجدة لنائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، حدثاً بالغ الأهمية، في محافظة عكار، مستعيداً حالة الانماء النموذجية التي شهدتها المنطقة للمرة الأولى في تاريخها القديم والحديث، منذ قرار فارس العودة الى ربوع الوطن بعد مسيرة النجاح الكبيرة التي حققها في دنيا الاغتراب، وأراد تتويجها بتحقيق حلم بناء وطن المؤسسات والمواطنية الصحيحة، التي تعتبر الانسان أولاً وأخيراً الهدف الأساسي لأي عمل ونشاط سياسياً أم اقتصادياً أم اجتماعياً، بعيداً كل البعد عن التفرقة مهما كانت أشكالها.

تفاوتت ردود الفعل في عكار على حركة فارس الجديدة وجاءت بمعظمها ايجابية، مترافقة مع تساؤلات مشروعة عن توقيتها، ومؤشراتها، التي يمكن أن توضح معالم المرحلة السياسية المقبلة في البلاد.
هذه التساؤلات رد عليها مدير أعمال عصام فارس في لبنان المهندس سجيع عطية خلال الحوار التالي:
 
> تميز عاما 2007 و2008 بتكثيف نشاطكم على كافة المستويات الانمائية والاجتماعية، وهناك من ربط بين هذا النشاط وامكانية اجراء انتخابات نيابية مبكرة، بمعنى أن لهذا النشاط أهدافاً سياسية?
 
- بناء لطلبات الناس المتكررة ومناشدة دولته العودة الى البلاد، ونظراً لحالة الحرمان المتزايدة في عكار، والاهمال المتعمد لهذه المنطقة من قبل الدولة، المميزة بامكاناتها البشرية، وهي الخزان الرئيسي للجيش اللبناني، وموئل شهادته، والتي دفعت الثمن الأكبر في حرب البارد معاناة اجتماعية واقتصادية وحياتية، لبّى فارس، كعادته النداء، مستأنفاً نشاطه في عكار التي لها في قلبه ووجدانه المكانة الكبرى، ولأن الوضع العام في البلاد خلال السنتين المنصرمتين، لم يكن مؤاتياً للعمل التنموي، يتركز العمل حالياً على استراتيجيا تنموية تطال كل القطاعات، مثل مشروع طريق حلبا الجومة الذي ينفذ بمواصفات عالمية، ودار الثقافة والتربية في حرار، والقصور البلدية في أكثر من بلدة الى مشاريع متفرقة، ومساعدات اجتماعية من مدرسية وصحية وخدماتية... وهذا تأكيد من دولته على مكانة عكار في قلبه ويحمل همها معه أينما وجد، وهذا ليس بجديد، فقد كان تعاطيه مع هذه المنطقة منذ أوائل السبعينات وحتى اليوم بنفس انساني، اجتماعي صادق، دون أي مردود سياسي أو غيره...
 
> يعلل هؤلاء طرحهم بتوقف عملكم منذ غياب فارس في 2005 وحتى بروزكم مجدداً على الساحة العكارية?

- لقد اعتذر دولته عن متابعة عمله النيابي والدليل هو عدم ترشحه في الانتخابات الأخيرة، وحالياً ليس بوارد العودة الى العمل السياسي، لا نيابياً ولا وزارياً، فعصام فارس، مرجعية وطنية وشعبية، يمثل تيار الاعتدال على مساحة الوطن، الداعي دوماً الى الوحدة بدل التفرقة، واحترام الآخر والعيش المشترك على مستوى الوطن، أما بالنسبة لعكار فإن فارس يمثل الضمانة المعنوية والمادية لها، كما وأنه بنهجه المعتدل بين كل الطوائف، وخدماته التي تطال الجميع دون أية تفرقة، يجعل خط الاعتدال الذي يمثله، يكبر يوماً بعد يوم، ولسنا معنيين اطلاقاً لا بانتخابات مبكرة ولا مؤجلة وهدفنا الأساسي انماء عكار.

> يلاحظ أن وتيرة نشاطكم تتصاعد تارة وتخبو تارة أخرى، هل يعكس ذلك تأثر عملكم بالوضع العام في البلاد?

- تتأثر وتيرة العمل وتتغير أشكالها وفقاً للظروف التي تسود في البلاد، فلا يمكن أن تقوم مشاريع إنمائية وغيرها في وقت يسقط الشهيد تلو الآخر من الجيش اللبناني من أبنائنا، فخلال حرب البارد كان دورنا المساهمة في بلسمة الجراح التي أصابت العديد من عوائلنا، ولا يمكننا العمل خارج السياق والواقع العام في الوطن.
> كيف تصفون علاقاتكم بالقوى والتيارات والفعاليات السياسية في عكار? والى أي مدى لقي شعاركم الوقوف على مسافة واحدة من الجميع
صدى ايجابياً عند هؤلاء الساسة?

- يحظى تيار الاعتدال الذي يمثله عصام فارس ومؤيدوه، بعلاقات جيدة ومتوازنة مع كافة القوى والتيارات السياسية في عكار، وعصام فارس على مسافة واحدة من الجميع، وقد لاقى هذا الشعار صدى ايجابياً واسعاً في المنطقة، وسنسعى مع كل القوى العكارية، لتشكيل نموذج فريد يعبر عن وطنية العكاري وطموحاته الى تنمية حضارية بعيدة كل البعد عن سياسة التقوقع والتحزب والعصبية مهما كان لونها.
الخطط الانمائية

> بالانتقال الى نشاطكم الانمائي، ما هي أبرز المشاريع التي سيتم تنفيذها في المرحلة المقبلة?
 
- هناك خطة انمائية متكاملة، نأمل تنفيذها بكاملها اذا سمحت الظروف، وتطال كافة القطاعات الصحية والتربوية والاجتماعية والبنى التحتية.
 
> يكثر الحديث عن خطوات لإنشاء فروع جامعية في عكار، متى يمكن أن تزفوا هذه البشارة لأبناء عكار?

- بعدما أبدى دولة الرئيس عصام فارس رغبته في مساعدة الطلاب الجامعيين على تحصيلهم العلمي داخل منطقتهم، ورفع مستواهم التثقيفي والعلمي بإعطاء منح مدرسية سنوية، خاصة وأن دولته يتحمل هذا العبء منذ زمن بعيد، رأى أنه من الواجب أن يحث الجامعات على استحداث فروع لها في عكار، ونحن كمؤسسة وكعصام فارس جاهزون لتقديم المساعدات وكل الامكانات لإنشاء جامعة في عكار ومستعدون لتقديم الكثير للتخفيف عن كاهل الطلاب فيما بعد، وقد بدأنا البحث مع أصحاب العلاقة لإنشاء فرع جامعي في محافظة عكار البعيدة عن مركز الجامعات في لبنان.

أهمية الجامعة
 
> هل هذا القرار مستند الى دراسات محددة تبرز حاجة المنطقة الى جامعة، أو بمعنى آخر هل يوجد في عكار عدد كاف من الطلاب يؤمن استمرارية هذه الفروع في حال إنشائها?
 
- عكار اليوم محافظة فيها 350000 نسمة، منهم حوالى 5000 طالب جامعي يتخرجون سنوياً، هي منطقة زراعية والواقع العملي يقتضي وجود جامعة تعطي شهادة تطبيقية في مدة أربع سنوات، يكون القسط الجامعي فيها أخفّ من أماكن أخرى والتخصصات تكون مدروسة، ونحن بصدد صياغة وتنسيق تخصصات تنسجم مع واقع المنطقة خاصة من الناحية التكنولوجية، مثل الكمبيوتر، الميكانيك، الكهرباء، التكنولوجيا الغذائية، الزراعة، البيطرة، الإلكترونيك، علم البحار والطيران المدني، بمجملها اختصاصات ليست متوافرة في السوق اللبناني، حيث لا تجد مهندسين تطبيقيين، في حين أن هناك فائضاً في حملة الشهادات العليا في الهندسة والاختصاصات الأخرى، والسوق بحاجة الى كادرات تطبيقية للدخول الى العمل بشكل سريع، والتنوع الجغرافي في عكار يشكل أرضاً خصبة لهذه الاختصاصات، من البحر والسهل حيث مطار القليعات الى أعالي الجبال.
 
> ما هو مردود القيام بمثل هذه الخطوة الكبيرة?
 
- من ايجابيات وجود جامعة في عكار توفير الكثير من التكاليف والأعباء عن الطلاب لجهة الانتقال والمنامة والتي أصبحت مرتفعة جداً، كما وأن وجود الجامعة يخلق دورة اقتصادية متكاملة في عكار يستفيد منها أبناء المنطقة. كما ان ارتفاع أكلاف التعليم الجامعي يدفع بالكثير من الطلاب المتخرجين من مدارس عكار لعدم متابعة تحصيلهم الجامعي، فوجود جامعة في منطقتهم تزيد من فرص تطوير تعلمهم وبالتالي رفع مستوى حياتهم الاجتماعي والاقتصادي.
 
> هل أفضت اتصالاتكم مع الجامعات الى نتائج ايجابية?
 
- حصلت عدة لقاءات ونقاشات ومطالبات لانشاء فرع للجامعة اللبنانية في عكار إسوة بباقي المناطق، ولكن للأسف، الدولة غائبة تماماً ولم نجد الآذان الصاغية لتلبية هذا الطلب في حين أن عكار خزان بشري وبحاجة الى أن يكون عندنا مراكز تربوية على مستوى الدولة، عندنا مدرسة زراعية في العبدة ولكنها تفتقد لكل أنواع التجهيزات والمختبرات، وعكار منطقة زراعية بامتياز لا يوجد طبيب بيطري أو مهندس زراعي يعطي ارشادات، من هنا فإن وجود الجامعة بمختبراتها وتجهيزاتها تخلق حالة توجيهية جديدة بدراسة السوق وتوجيه التخصصات وتكون محوراً لتنمية المنطقة سواء بالاحصائيات أو الدراسات أو كمركز بحوث، وسنضع امكاناتنا مع الجهة الممولة ومع الجامعة التي ستتجاوب، وبدورها ستكون مساعدة لنا بنتائج دراساتها التي تساعد كثيراً في عملية التنمية في عكار.
 
المشاريع المنفذة والمستقبلية
بالنسبة لأبرز المشاريع الأخرى، أوضح عطية أن مركز عصام فارس للإرشاد الزراعي (سيفاد) أنشأ مزرعة أبقار حديثة ومعملاً للأجبان والألبان، وهما بتصرف المربين والطلاب الزراعيين للاطلاع على كيفية العمل فيهما، وكذلك تسويق انتاج المربين من الحليب، الى توفير فرص عمل لعدد هام من العائلات في المنطقة، كما كلفنا شركة فرنسية وضعت دراسة تفصيلية لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الهوائية حيث نصبت عاموداً في منطقة المعمل، لرصد حركة الهواء، وقد باتت هذه الدراسة، التي جاءت نتائجها ايجابية، مما يسمح بتوفير ثمن الطاقة الكهربائية بنسبة 50%، بعهدة الجهات المختصة في الحكومة، لتتخذ الاجراءات المناسبة.
كما أوضح عطية أن هناك مشروعاً مهماً جداً وهو انشاء طريق يربط بين منطقتي الجومة والدريب من خلال تنفيذ وصلة بينو - دير جنين.