أخبار ونشاطات مختلفة
PrintEmail This Page
فرع لجامعة البلمند في عكار بمبادرة وتمويل من مؤسسة عصام فارس
16 تموز 2008
فرع لجامعة البلمند في عكار بمبادرة وتمويل من مؤسسة عصام فارس
مشروع ينصف المنطقة المحرومة وطلابها المتعطشين إلى العلم والمعرفة
)النهار)
مبادرة نائب رئيس الوزراء السابق عصام فارس "تمويل بناء وتجهيز اول جامعة في عكار كفرع لجامعة البلمند (معهد عصام فارس التكنولوجي ( وقع على مسامع ابناء عكار بردا وسلاماً، اذ ان الحلم الذي لطالما عاشه ابناء هذه المنطقة المحرومة وعائلاتهم المتعطشون دائما الى تعليم ابنائهم، ما كان ليتحقق لولا هذه المبادرة التي ستعلن رسميا قريبا جداً.
هذا الصرح العلمي الجامعي الاول في عكار سيصبح بعد اقل من سنتين على وضع حجر الاساس له مفتوحاً على مصراعيه امام طالبي العلم ليساهم في وضع محافظة عكار في موقع متقدم جداً، لطالما سعت اليه. في حضور جامعة قادرة بكادرها التعليمي وبطلابها وببنائها وتجهيزاتها الحديثة على استيعاب مئات الطلاب العكاريين سنويا الذين كان يتعذر على القسم الاكبر منهم متابعة تحصيلهم الجامعي لظروف شتى منها: الاوضاع الاقتصادية الصعبة وعدم قدرتهم على تحمل اعباء الاقساط الجامعية او الانتقال الى بيروت او طرابلس وغيرها من المدن اللبنانية للانتساب الى الجامعة اللبنانية او الى احدى الجامعات الخاصة. وهذه الجامعة ستنشأ وفق ما بات مقرراً ومتفقاً عليه في بناءين متباعدين:
الاول: على تلة في منطقة الجومة/ عكار عند المدخل الغربي لبلدة بينو على الطريق العام "شارع نجاد عصام فارس"، تبلغ مساحتها نحو 100 الف متر مربع قدمها فارس وتشرف على مختلف المناطق العكارية الاخرى، والوصول اليه سهل عبر شبكة الطرق التي ساهم فارس في انشائها لتسهيل سبل التواصل بين ابناء هذه المناطق. ويضم هذا البناء مختلف الكليات الجامعية والتكنولوجية والمصانع وكل المنشآت المتممة لها.
الثاني: في منطقة الشيخ زناد في سهل عكار على الطريق الدولية بين لبنان وسوريا على شاطىء المتوسط، بالقرب من قاعدة القليعات الجوية. ويضم هذا البناء كليات الزراعة، العلوم البحرية، الطيران المدني، على مساحة تقدر بنحو 50 الف متر مربع قدمها فارس هبة.
طعمة
ويرى مدير المدرسة الوطنية الارثوذكسية المهندس نضال طعمة ان "انشاء فرع لجامعة البلمند بتمويل من الرئيس فارس وبالمواصفات المقترحة "جامعة حديثة" وبالتسهيلات المحكى عنها والتي تستهدف في الدرجة الاولى طلاب عكار، لا بد ان يفتح الباب واسعاً امام القسم الاكبر من الطلاب المتخرجين الراغبين في متابعة تحصيلهم العلمي لتحقيق طموحاتهم وآمالهم في بناء مستقبل افضل لهم ولعائلاتهم، فضلاً عما ستوجده جامعة بهذا المستوى من مناخات ايجابية تنعكس على كامل الوضع الاقتصادي العام في محيط المبنى الجامعي المقترح ولدى عدد كبير من ابناء المنطقة، وما ستؤمنه من فرص عمل في شتى المجالات، ان في منطقة ضهر نصار حيث المبنى الجامعي الاساسي على طريق عام ضهر الليسينة – بينو، او في منطقة الشيخ زناد في سهل عكار بالقرب من مطار القليعات حيث من المقرر انشاء بناء جامعي مكمل للاول يضم ثلاث كليات جامعية هي الزراعة والعلوم البحرية والطيران المدني وفق المخطط المقترح".
وشكر طعمة لفارس مبادرته "الكبيرة والمتميزة"، وقال ان هذا المشروع "سيكون درة على
تاج عطاء دولة الرئيس فارس محقق الانجازات الكبيرة والمساهم في صناعة البعد الحضاري لهذه المنطقة عبر سلسلة من المشاريع الانمائية الشاهدة على مدى عطائه وكرمه".
جميل
من جهته اشاد الدكتور جليل جميل بهذه "المبادرة الطيبة"، آملاً في تتابع الخطوات سريعاً كي ترى الجامعة الموعودة النور بهمة ودعم وتمويل من دولة الرئيس فارس الذي قدم كل الممكن لتأمين حضورها الفاعل".
ولفت الى الدراسات التي اجراها المكتب التربوي في مؤسسة عصام فارس عن طلاب عكار في الصفوف الثانوية المنتهية للعام الدراسي 2006 – 2007 والى نتائج الدورة العادية للبكالوريا اللبنانية" " فتبين ان 30 في المئة من طلاب الشمال هم من ابناء عكار، درسوا في ثانوياتها البالغ عددها 33 ثانوية خاصة ورسمية، وتخرج من صفوفها ما يناهز الـ2000 طالب ثانوي، مؤهلين لدخول الجامعة كل سنة بالنسب الآتية:
علوم عامة: 14,50%، علوم الحياة: 38,59% آداب وانسانيات: 20,07%، اجتماع واقتصاد: 26,85%.
اضف ان ما لا يقل عن 600 طالب يتخرجون من مهنيات عكار الـ25 رسمية وخاصة.
اما لماذا يجب ان تكون هناك جامعة في عكار، فيوضح جميل ان الدراسة حددت جملة من العوامل نسوقها كالآتي:
اولاً - جامعة عكارية: اذ ان الطلاب الجامعيين العكاريين موزعون على مختلف جامعات الشمال ولبنان، في طرابلس وشكا والكورة وجبيل وبيروت وصولاً الى صيدا. وكم من مشاكل اقتصادية اضافية سيتحملها ابناء هذه المنطقة ولا سيما في القرى والبلدات البعيدة منها، وعدم القدرة على الاقامة الدائمة بسبب ارتفاع ايجارات السكن وغلاء المعيشة مما يشكل عائقاً جدياً امام التعلم والعمل.
ثانيا – جامعة آمنة: ان الحرب في الشمال عام 1975 كانت في القبة، حيث الجامعة اللبنانية بمختلف فروعها. وعامذاك تعطلت الجامعات كما كامل الوطن. ثم ان احداث طرابلس في الثمانينات، عزلت طرابلس وقطعت طرقات طلاب عكار الى الجامعات، وحتى المدارس. واتت حرب تموز 2006، فدمرت جسور عبورنا الى الجامعات، وانفصلت عكار عن شمالنا. وفي 2007 وقعت حرب نهر البارد فقطعت معبر عكار نحو طرابلس، وما حصل ابان الحوادث الأخيرة بين منطقتي التبانة وبعل محسن ساهم في عدم تمكن طلاب المنطقة من بلوغ الجامعات ومنها الجامعة اللبنانية في طرابلس.
ثالثاً - جامعة اقتصادية: ان انتقال الطالب الجامعي الى طرابلس او بيروت، هو انتقال كلي ولفترة زمنية (اقله اربع سنوات)، فمن الصعوبة الالتحاق بالجامعة والعودة اليومية الى المنزل، مما يستدعي السكن في مساكن الطلاب او الاستئجار او تأمين منازل، وهذا بدوره يشكل اعباء اقتصادية واجتماعية اضافية على الاسرة العكارية. وبوجود جامعة في عكار، قد تتلاشى معظم هذه الاعباء. ولعل الاقساط الجامعية في جامعة محلية تكاد تعادل كلفة السكن والانتقال الى خارج عكار.
رابعاً - جامعة تنموية: ان جامعة كمؤسسة ثقافية تشكل حالة تنموية واقتصادية وفكرية ومادية وثقافية، وتواصلاً يسمح بالكثير من فرص العمل والاستفادة من التنقل وتأمين مساكن، ويجعل من الجامعة مركزاً مشعاً وبراقاً ومنتجاً في آن واحد.
خامساً - جامعة حضارية وبيئية: ان الجامعة في ذاتها عنصر تفاعل ومشاركة، فبالعلم يتحقق الطموح، ودراسات عن الواقع وابحاث ترسم معالم المستقبل، تدرس المحيط الاجتماعي والبيئة والخصوصية، وتتمحور دراساتها على واقع وغنى هذه المنطقة

الموصوفة بحق بأنها "كنز منسي".
سادساً - تقنية – مهنية: اكثر من الف طالب مهني يتخرجون من البكالوريا الفنية والامتياز الفني، يفتشون عن معهد جامعي، تطبيقي، مهني، لاستكمال اجازاتهم.
سابعاً - جامعة صناعية – زراعية: تعتبر عكار من ابرز المناطق الزراعية، وتشكل مساحتها الاجمالية ثمن مساحة لبنان وهي غنية بمواردها الطبيعية وبتنوع مناخات مناطقها الثلاث السهل والوسط والجبل. ووجود جامعة سيساهم في تطوير الزراعة والصناعة الزراعية وغير الزراعية. هل يعرف المعنيون ان مصادر طاقة هائلة قد تتوافر في عكار وحدها وما علينا الا استثمارها: طاقة شمسية، الرياح، امواج البحر، وما في قدرة سهلنا الأكبر على الشاطئ اللبناني، في تربته، وما فوقه، وما في باطنه، وعلى شاطئنا وفي اعماقه البترول؟ اما بالنسبة الى تأمين الكادر التعليمي، فتشير الدراسة الى ان في عكار من الكوادر التعليمية ومن الاساتذة الجامعيين بكل الاختصاصات ما يوفر لاكثر من جامعة هيئة تدريس من مختلف الاختصاصات النظرية والتطبيقية والعلوم الانسانية والتقنية ولاجراء البحوث اللازمة".
اسعد
وقال الدكتور جمال اسعد ان اهمية انشاء جامعة في عكار "لا تفوقها اهمية على رغم حالة الحرمان التي تطاول هذه المنطقة... ذلك ان العلم هو المدماك الاول في عملية التنمية، ولاجل ذلك فان الشكر الكبير هو للرئيس عصام فارس الذي من دونه ما كان ثمة امكان لانشاء صرح جامعي في هذه المنطقة".
وتحدث عن الكليات والاختصاصات وفق الدراسات والاحصاءات الموضوعة في هذا الاطار، فقال: "ان دراسة معمقة لميول الطلاب العكاريين من خلال الاحصاءات المتوافرة تدلنا وبشكل واضح على في الجداول.
وبذلك يكون مجمل الطلاب المعمول عليهم من سنة واحدة ما يناهز 2200 طالب او اكثر اذا ما اعتبرنا ان من العكاريين غير المقيمين في عكار لاسباب تربوية كأبناء المناطق البعيدة كالقبيات والشفت وبعض مناطق وادي خالد وجبل اكروم، قد ترفع هذا العدد.
واذا ما اعتبرنا ان السنوات الجامعية الاساسية هي اربع، وان المئات من الزوجات والمثقفات والعاملات لا يستطعن التعلم لأسباب متعددة، ومع امكان وجود جامعة عكارية محلية بروحية علمية وحضارية، يمكن زيادة هذه الاعداد ومضاعفتها".
وابرز اسعد جدولا احصائيا يشير الى بعض الاختصاصات الجامعية والنسب المبنية على التخصص ما قبل الجامعة:
وهنا نشير الى ملاحظتين:
- في التعليم المهني، ثمة صعوبة في تبديل او تحويل الاختصاص خارج المجموعة.
- في التعليم المهني، اغفلنا مرحلة "الليسانس تكنيك" وهي دراسة ما بعد الامتياز الفني بسنة.
استنتج من مجمل ما تقدم ان ما يتوق اليه الثانوي العكاري من قطاعات تعليمية جامعية، يعتمد اساسا على الحصول عل الشهادة التي تخوله دخول معترك العمل والسوق والوظيفة، محصنا نفسه بشهادة محترمة، بجودتها وبمستواها واسمها، وقادرة على تفعيل تنمية في هذه الارض.
حلاق
الطالب وائل حلاق قال ان انشاء الجامعة في عكار "يعتبر بالنسبة الى آلاف الطلاب العكاريين حلما يأملون في تحققه في اقرب وقت، وخصوصا ان عكار تشكل ثمن مساحة لبنان وفيها كثافة سكانية ويتخرج من ثانوياتها سنويا مئات الطلاب الذي ينتشرون كأسراب


الحمام بحثا عن نجاحات يحققون فيها مستقبلهم وطموحات عائلاتهم التي رهنت غالبيتها كل شيء وقسم منها باع كل ما يملك بهدف تعليم الابناء".
وإذ شكر فارس على هذه المبادرة "النوعية" جداً، قال إن "مشروع إنشاء الجامعة بحد ذاته انجاز وطني كبير يسجل في سجل انجازات دولته في شتى الميادين الانمائية وبخاصة التعليمية منها مع افادة آلاف الطلاب من المنح المدرسية والجامعية التي يقدمها سنويا بخاصة في هذه المنطقة المحرومة، فضلا عما ستحققه الابنية الجامعية من نقلة نوعية في مختلف النشاطات الاقتصادية والمناخات الاستثمارية التي ستفرضها الجامعة في حضورها كواقع على الارض، مما سيزيد حتما فرص العمل امام الشباب العكاري وسيفتح الباب واسعا امام سلسلة من المشاريع. وفي الخلاصة هي نهضة تربوية واقتصادية حضارية غير مسبوقة وهذا في ذاته انجاز يسجل للرئيس فارس".
عكار – من ميشال حلاق