مؤسسة عصام فارس
PrintEmail This Page
لقاء روحي ـ وطني في دارة فارس في بلدة بينو ـ عكار
17 تموز 2008
جمعت دارة نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس في بلدة بينو ـ عكار، كعادة عصام فارس في المناسبات الوطنية والروحية الكبرى في عكار، القيادات الروحية المسيحية والاسلامية في لقاء روحي ـ وطني لمناسبة افتتاح المقر الصيفي لمطرانية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس في بلدة بينو والمقدم هدية من دولة الرئيس عصام فارس الى المطران الجديد باسيليوس منصور كمقر صيفي له.
حضر اللقاء العميد مجلي ممثلا لفارس ، مفتي عكار الشيخ الدكتور اسامة الرفاعي المتروبوليت باسيليوس منصور على رأس وفد من كهنة الرعايا الارثوذكس ، الشيخ حسن حامد عضو المجلس الاسلامي العلوي ، المونسنيور بطرس جبور ممثلا المطران جورج بو جودة راعي ابرشية طرابلس المارونية على رأس وفد من كهنة الرعايا الموارنة في عكار ، الاب ميشال بردقان ممثلا المطران جورج رياشي راعي ابرشية طرابلس وتوابعها للروم الكاثوليك على رأس وفد من كهنة الرعايا الكاثوليك كما حضر اللقاء مدير اعمال فارس المهندس سجيع عطية وحشد من رجال الدين المسيحيين والمسلمين .

وسبق هذا اللقاء صلاة شكر لنائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، أقيمت في كنيسة بينو. وبعد الصلاة انتقل الجميع الى المقر الصيفي الذي تم افتتاحه بقداس مباركة.

بدايةً رحب مدير أعمال عصام فارس في لبنان المهندس سجيع عطية بالحضور وقال:
"لأول مرة يفتح هذا الدار أبوابه لاستقبالكم بتوجيه من دولة الرئيس عصام فارس، ونظراً لأهمية التواصل بين رجال الدين في عكار، فأنتم تمثلون الخط نفسه الذي يمثله دولة الرئيس عصام فارس. ولا بد في هذه المناسبة أن أحيي مبادرتكم في اللقاء الذي انعقد بين المفتي الرفاعي والشيخ حامد والذي شكل مبادرة وطنية أزالت أجواء الاحتقان واعادت الامور الى سيرها الطبيعي.

ثم ألقى المطران باسيليوس منصور كلمة قال فيها: "أرحب بكم في هذه الدار، وفي قلوبنا غصتين: الغصة الأولى هي بُعد دولة الرئيس الحبيب عصام فارس الذي يحيطنا برعايته واهتمامه ومحبته رغم هذا البعد الشاسع. الغصة الثانية هي غياب وجه أحبته عكار، أحبه لبنان، أحبته سوريا، أحبه المسيحيون والمسلمون على السواء، غياب المثلث الرحمات المطران بولس بندلي.

واشاد منصور بعطاءات عصام فارس وبدوره الرائد في كافة المجالات واضاف نرفع الصلاة لأجله ولأجل عائلته لانه اذا كان أمثاله بخير نعلم ان لبنان بخير وعكار تكون بخير ونحن نكون بخير". وتابع: لبنان بحاجة الى امثاله، لبنان الجريح، ولا يشفي جراحه الا امثال عصام فارس الذي يعرف ان يجمع كما في بيته في قلبه كل المحبين المخلصين.

ثم القى الشيخ حسن حامد كلمة اشاد فيها بالرئيس فارس "الذي التقت فيه القيم والمثل والمبادى" ، متمنيا عليه العودة القريبة الى لبنان "لان منطقته وووطنه بحاجة اليه" وهو الذي لم يكن عبر مؤسسته ليأخذ من الناس الا المحبة ليعطي محبته وقضاء حاجات الناس . فمثل هذا الرجل هو مسلم ومسيحي ونحن نفتخر به.
وقدم حامد في كلمته ايضا التهنئة للمطران باسيليوس منصور بقدومه لهذه المنطقة.

ثم القى القى المفتي اوسامة الرفاعي كلمة قال فيها:
نحن في هذه الدار المباركة اتينا تلبية ورغبة في تكريم سيادة المطران منصور مع ما قدمناه من التعازي والتاسف لفقد الصديق سيادة المطران بندلي الذي راينا فيه سلفا مباركا لمسيرة طويلة كريمة وتفاءلنا خيرا في وجود خلف يحمل الرسالة ذاتها وبمواصفات لا تقل انشاء الله تعالى عن مواصفات سلفه وان كان لكل لون ونكهة مميزة. ان تكريم سيادته في هذه اللقاء انما هو تكريم للذات والمعنى ,
اننا في مناسبة التكريم هذه في هذه الدار الكريمة "دارة الرئيس فارس " في مجلس التلاقي الروحي وتلاقي المحبة هذا الذي تعودته عكار عبر سنواتها الطويلة , نقول بان عكار ليست بلد التسامح فقط بل علمت الناس التواضع والاعتدال والاحتكاك الايجابي وكانت وستبقى متعالية على الجراح وستسعى الى جمع الكلمة مهما كانت التضحيات لان الانسان الذي يجود بنفسه انما يجود باعظم ما يملك .
ان هذا اللقاء يذكرنا بان عظماءنا ويا للاسف يحكم عليهم وللاسف في بيئة تجهل خيرهم وتتنكر لمقاديرهم ولرفعتهم , ان يكون بعض عظمائنا ،غريبا في اللحود بالذات ، باق بالروح والمعنى معنا ، وان يكون البعض الاخر بعيدا عنا بالذات باقيا معنا ايضا بالفكر والروح والحضور المعنوي .
وتابع : كما اننا نتطلع الى الذين نتمنى وجودهم بيننا وهي قيمة عالية ان يكون هؤلاء الكرام والعقلاء واصحاب الخطاب المعتدل وان يكون هؤلاء الذين هم اس تجمع العقلاء حولهم وهم الذين يستطيعون ان يسلكوا بالرعية مسلكا صالحا ناسف انهم بعيدون ولربما يعودون ونتمنى ذلك الى اهلهم واخوانهم واوطانهم ليمارسوا ، وان كان في ظاهره تكرما ، لكننا نقول بصراحة ليمارسوا واجباتهم امام شعوبهم ومحبيهم واهليهم الذين اعطوهم اغلى ما يعطى وهو الثقة .
ان العديد من عظمائنا قد غيبوا بفعل القهر والغدر والقتل والاستبداد والاعتداء كامثال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكامثال بقية الشهداء الذين سقطوا على ارض لبنان وتحقق على ايديهم نوع ما من جمع الكلمة والمناداة بان هذا البلد على صغر حجمه هو عظيم كبير لذلك ترخص امامه الدماء والتضحيات ليتحقق بكل صدق معى الحرية والسيادة والاستقلال .
ونتذكر ايضا , ونحن في هذه المناسبة ، اننا نتلاقى ارواحا واجسادا كل منا يمثل من يمثل ولكن ايضا هناك هناك من يلتقي مع شهدائنا الذين وفدوا من فلسطين وهم الذين كانوا يحملون ارواحهم ودماءهم على اكفهم يقدمونها من اجل الوطن لرعاية الوطن وصيانته وحمايته واستقلاله وسيادته وحريته الان يستقبلونهم في جنوب لبنان وصيداه بالذت .
ونتذكر ايضا اولائك الذين عاشوا في السجون فكانوا قد جمعوا على انفسهم غربتين غربة الوطن وغربة في السجون وها هم اليوم يتنسمون نسيم الوطن ويعودون الى حضن الوطن الدافىء ويعود كل منهم الى اهله واحبابه واخوانه .
نتذكر لتكون هذه العودة للشهداء وللاسرى فألا" حسنا في ان يعود الذين اقاموا فترة طويلة خارج البلاد الى اهلهم واوطانهم ليعملوا على البذل والتضحيات وليعمروا الدار كما عمروها بالروح ان يعمروها بالذات والجسد عنيت بذلك دولة الرئيس عصام فارس.
كذلك نتذكر ان الوطن يسير بعافية وما لقاؤنا هذا الا ليدلل على هذه العافية . ونتذكر ايضا كيف التامت حكومة الوحدة الوطنية وكيف ضحى من ضحى من اجل انجاح هذه الحكومة وكيف ارتفع التعطيل من ساحات الوطن الذي كان يدل دلالة سيئة على حوار اللبنانيين الذين هم ابناء الحرف والابجدية وابناء الشرائع والقوانين وابناء الجبل والسهل والبحر وابناء الضيافة والسماحة والعلم والقلم والكتاب ونتذكر ايضا كيف يعود الجميع الى المؤسسات وبغير المؤسسات لا يمكن ان تنهض الامة ولا ان يستمر مثل هذا اللقاء في عطائه وفي ثمرته وفي خيره .
ونؤكد ايضا انه لا ينبغي لاحد ان يتشاور في مسالة سياسية الا من خلال المؤسسة الدستورية التشريعية ولا يجوز لاحد ان يمتشق سلاحا الا اذا كان تحت امرة المؤسسة العسكرية الرسمية اللبنانية وقواها الامنية وان يعود البلد بلدا نظيفا كما نريده ويريده المخلصون .
فلن نستعيض عن الدولة بمؤسسة اخرى ولا نؤمن بدويلة مهما كانت عظيمة الا ان من خلال مؤسسة الدستور التي يرعاها الطائف وكفلها لنا لنعيش اخوانا متحابين ، هكذا عرفنا لنان وهكذا يجب ان يعود لبنان ونقول من هذه الدار العامرة الكريمة المباركة اننا اتينا تلبية لدعوة هذا التكريم لاننا نشعر انه تكريم لكل المخلصين ولكل الخيرين ولكل رجال الدين ولكل الصادقين فلا ادري انحن نكرم الدار بتكريم سيادته ام ان الدار وصاحبها يكرمنا اننا نتكامل .
ثم ألقى المدير العام لمؤسسة فارس العميد وليم مجلي كلمة دولة الرئيس عصام فارس وقال فيها: "اليوم، ينتقل سيادة المطران باسيليوس الى مقر المطرانية الصيفي في بينو، تقليد نود أن نحافظ عليه لما له من مدلولات ومعان تتشبث بها، نستغلها مناسبة كريمة لنرحب بأصحاب السماحة والسيادة والفضيلة في هذه الدار وفي بينو بالذات، بلدة دولة الرئيس عصام فارس، فلا الدار غريبة عنكم ولا أنتم عنها بعيدون، نرحب بكم كبير ترحيب ونتمنى لسيادة المطران اقامة هادئة ولعكار العزيزة ولبنيها كل الازدهار والامن والسلام.
وبعد الحياة لا بد أن تستمر وان تخلت باكرا عن بعض كبارها بالامس كان لنا مطران طيب طاهر، أعطى الكثير لابناء الابرشية والجوار، كان ابا صالحا ومثالا يقتدى، أحبه الناس لذاته ولعطاءاته ولما يمثل من فضائل وقيم، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه وذكره يدوم الى الابد.
أما اليوم فقد أنعم الله بخير خلف لغير سلف، ففي شخص هذا الخلف الكبير طلة الشباب وفي حديثه حكمة الشيوخ، انسان حباه الله بكثير خصال حميدة من تقوى ووقار وحمية، ما أهله لان يكون بجدارة راعيا صالحا للابرشية وحام لحماها.
عنيت سيادة المطران باسيليوس منصور جزيل الاحترام.
يا سيدنا المطران، اهلا بك بين ابنائك ومحبيك عزيزا مكرما، صحيح انك تنتقل اليوم الى المقر الصيفي لمطرانية الروم الارثوذكس في بينو، لكنك لن تكون لهذه الطائفة وحدها او لهذه القرية وحسب، فكما نحن كلنا لك فأنت والدار لاهل عكار ولكل الطوائف، وما هذه العمائم الشامخة بعنفوانها وتمايزها وفي مقدمتها عمامة صاحب السماحة صديق هذه الدار الشيخ اسامة الرفاعي مفتي عكار التي تمثل جميعا حقيقة شعبنا الا شاهد حق على تعانق رايات الاديان وتعالمها، كما هي شاهد صادق على احترامها ومحبتها ووفائها لهذه الدار وصاحبها.
نحن في عكار نرفض كل انواع التفرقة والمفاضلة بين الناس على قاعدة انتمائهم الطائفي او المذهبي او الحزبي ولا نقبل بغير العيش الواحد الكريم، يوحدنا ابدا حب لبنان فلا حدود لانمائنا الوطني ولا سقف لرجائنا، فانتماؤنا سيبقى لبناني اصيل ورجاؤنا دوما خلاص لبنان.
يمر لبنان في مرحلة دقيقة وحرجة من تاريخه الحديث، تتزامن مع وضع اقتصادي مأزوم، والاسف كل الاسف ان بعضا من ابناء لبنان يشعرون بخطورة المرحلة ولا يتصدون لها بجدية، وكأنهم غلبوا مصالحهم الخاصة على المصلحة الوطنية، يحدثونك في الوطنية وكأنهم لغيرها يعملون، على الشاشات يرفعون أسمى الشعارات وفي الظلمة يرتكبون... ينادوك بالسياسة أيا ترى يجهلون أن قبورها يحفرون؟ يقاتلونك على لبنان وهم لم يقرروا بعد اي لبنان يريدون!
نقول لهؤلاء جميعا اتقوا الله واتركوا الناس يعيشون. لبنان يا اخوتي اجمل بلدان العالم لن ندع غربال الزمان يقضون عليه او ينالون منه قريبون كانوا ام بعيدون لاننا لهم بالمرصاد باقون، وعلى لبنان لن تقوى قوى الشر مهما عظمت.
أما وقد تشكلت الحكومة ومع تحفظنا لغياب تمثيل عكار الفعلي فيها، نأمل أن تنفذ ما من أجله اتت، دون ان تفضل الحجر على البشر، نأمل أن تلتفت الى الناس الى طموحاتهم وحاجاتهم، نأمل منها ان تولي الشأن الاجتماعي بالغ الاهتمام وان تسهر على الامن والسلم الاهلي، فلا اقتصاد دون امن ولا امن دون استقرار سياسي، ومن واجبنا ان ننبه ان البلد تحول او يكاد الى حقل الغام وهو مطوق بالمصاعب والمظاهر، لا يجوز ان نأمل الناس بغير مصارحتهم، ثقتي كبيرة أن لبنان غني بالرجال والكفاءات حرام ان يبقوا مغيبين كما حرام علينا ان نتفرج على اجيالنا تتحول امام اعيننا مشاريع مهاجرين والبلد الى صحراء خالية الا من المنتفعين.
وختم بالقول: أرحب بكم في هذه الدار العامرة، باسم سيدها، هذه الدار لم تتعود ان تغلق ابوابها بوجه احد بحضور سيدها الشخصي اوبغيابه الاني، فالدار تجردت في خدمة الناس وهي لم ولن تنقطع ابدا عن مشاركة اهلها في عكار في لبنان في بالسراء والضراء ودون تمييز او مفاضلة.
بعد ذلك أقيمت مأدبة غداء تكريمية على شرف الحضور.