معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الاميركية
PrintEmail This Page
الحوار الوطني والمصالحة.. دروس من تجربة ايرلندا في ورشة عمل لـ (UNDP)و(WFD)
08 تشرين الأول 2008
سعياً الى تسليط الضوء على اوجه التشابه في عملية بناء السلام بين التجربتين الايرلندية واللبنانية، نظم امس برنامج الأمم المتحدة الانمائي (UNDP) بالتعاون مع مؤسسة وستمنستر للديموقراطية (WFD)، ورشة عمل بعنوان "الحوار الوطني والمصالحة: دروس من تجربة ايرلندا الشمالية" وذلك في فندق الكومودور، الحمرا في حضور النائب ياسين جابر وسفيرة بريطانيا في لبنان فرانسيس ماري غاي ونواب ايرلنديين وممثلي المجتمع المدني الايرلندي والمنظمات غير الحكومية التي تعمل في بناء السلام وأكاديميين ومجموعات من الشباب.

وتلتقي اهداف الورشة مع نشاطات "مشروع بناء السلام" التابع لـ(UNDP) والذي يهدف الى تمكين المجتمع المدني من القيام بدور اكثر نشاطاً على الصعيدين الوطني والمحلي.
النشيد الوطني فترحيب من مسؤولة برامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مؤسسة (WFD) دينا ملحم التي نوهت "باهتمام مؤسسات المجتمع المدني في عملية الحوار الوطني وارساء السلم في هذه المرحلة الخاصة في لبنان بعد اتفاق الدوحة واستئناف الحوار بين الأطراف السياسية".

وتحدث جابر عن "تجربة ايرلندا الشمالية حيث صعوبة التلاقي بين الأحزاب والتناقض بينها والمسافات المتباعدة وجدران العزل وترسبات الحرب الأهلية، الا ان ايرلندا تمكنت من خلال عملية حوار جادة، ان تتجاوز عمق الخلافات وأن تصل الى حياة سياسية طبيعية والى فتح باب المصالحات".

ودعا الى "استخلاص العبر من هذه التجربة والبحث كلبنانيين عن القواسم المشتركة بيننا لنصل الى حل سياسي يمهد لحلول على مستوى الاقتصاد والوضع المعيشي والهجرة ولننصرف الى بناء لبنان المستقبل".

وأكدت مديرة "مشروع بناء السلام" لنا قبطان غندور ان الورشة تندرج في اطار تعزيز تقنيات منع نشوب الصراعات واقامة حوار بناء.
بعدها، بدأت الجلسة الأولى التي ادارها المستشار في مركز عصام فارس في لبنان رغيد الصلح، وتحدث فيها عضو الجمعية التشريعية في ايرلندا الشمالية آلان ماكفارلاند، فأعرب عن تفاجئه اليوم "ببيروت المسالمة منذ بعض الوقت، وقدم نبذة عن تجربة ايرلندا خلال عملية التفاوض والحوار التي قد ينطبق بعضها على لبنان"، مؤكداً "ان الحل لا يمكن ان يكون الا حلاً لبنانياً فقط، وأن للقوى الخارجية تأثيراً مهماً على اتاحة التفاوض دون اي تدخل".
واعتبر "ان الحس القيادي عنصر اساسي وحيوي في اي عملية حوار، وأن التسوية اساسية على الرغم من ان القادة اللبنانيين يرون استحالتها في بعض الحالات"، مشدداً على "اهمية المحاذير التي تعزز الثقة بين الأطراف وعلى ان الثقة ليست نقطة البداية انما المحصلة النهائية".

ولفت عضو الجمعية التشريعية في ايرلندا الشمالية الكس أتوود الى "ان حدية النزاعات في ايرلندا تبقى اقل بكثير من معاناة الشعب اللبناني، الا اننا تعلمنا كيفية ادارة النزاعات بشكل سلمي غير عنفي والجلوس مع الأخصام والاعتراف بآلام الماضي لنحقق مسيرة سلمية حقيقية".
وأوضح ان خبرتهم في مجال السلاح تختلف عن تلك في لبنان "حيث السلاح في ايدي مجموعة واحدة فقط تجاهر بأنه لحماية الوطن".

وأكد العضو الثالث آيان بايسلي جونيور "ان الأوضاع غير متشابهة 100 في المئة انما هناك دروس ومبادئ مشتركة، والاهم ان يتحكم المفاوض بالأهداف الواجب تحقيقها وأن نفهم آراء الآخر ومواقفه وايديولوجيته وعقليته"، مشيراً الى "ان اي آلية حوار يجب ان تحظى بدعم شعبي واسع لضمان استدامة الاتفاق".
وعرضت الباحثة في مشروع "انكور" غراين كيللي لـ"بناء السلام والمصالحة: دروس من ايرلندا الشمالية" فركزت على عمليات المصالحة وكيفية تطبيقها لأنها عمليات عميقة تعنى بالتغيير الجذري وبناء السلام".

وأدارت ملحم الجلسة التالية، وتحدثت فيها العضو المستقل في مجلس شرطة ايرلندا الشمالية ماري ماكيي ـ OBE عن "حقوق الانسان ودور المرأة والمنظمات غير الحكومية في تطوير المجتمع المدني"، ورئيسة ادارة الشراكة في غرب بلفاست جيرالدين ماكأتيير عن "الشراكة والمبادرة بين المجتمعات تحديث المجتمعات المحلية وبناء السلام".
وفي الختام كان عرض تجربة خمس منظمات لبنانية غير حكومية ناشطة في مجال بناء السلام.