مركز عصام فارس للشؤون اللبنانيّة
PrintEmail This Page
توزيع جوائز التفوق الإعلامي لعام 2007
16 تشرين الأول 2008
وزَّع مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية جوائز عصام فارس للتفوق الإعلامي لعام 2007 خلال حفل عشاء نظَّمه في فندق فينيسيا في حضور وزير الإعلام طارق متري ونقيب الصحافة محمد بعلبكي والمستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا وممثل نقيب المحررين جوزف قصيفي ورئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ وحشدٍ من الإعلاميين.
ونالت فاطمة رضا من صحيفة "الحياة" جائزة أفضل تحقيق اجتماعي ويوسف حاج علي من صحيفة "السفير" جائزة أفضل تعليق اجتماعي، أما جائزة العمر للتفوق الإعلامي فُمنحت إلى رئيس مجلس إدارة "النهار" غسان تويني تقديراً لمساهماته في عالم الصحافة منذ أكثر من نصف قرن.
بداية كانت كلمة ترحيبية من الباحثة في المركز نانسي جبرا ثم ألقى السفير عبد الله بوحبيب كلمة دولة الرئيس عصام فارس فأشاد بقدرة الإعلام اللبناني على الإستمرار والتطور رغم التحديات الكبيرة التي مر ويمر بها، لافتاً إلى التضحيات الجُلّى التي قدمها خلال مسيرته الطويلة لإعلاء راية الحقيقة والعدالة والمعرفة والدفاع عن الحريات العامة.
وقال إن جائزة عصام فارس للتفوق الإعلامي ليست سوى بادرة رمزية أُريدَ لها أن تكون تعبيراً عن اعتزازنا بالأقلام المجُليّة وتحفيزاً للمواهب الإعلامية على المزيد من الإبداع والعطاء.
وألقى الدكتور رغيد الصلح كلمة المركز شدد فيها على أهمية بناء علاقة وطيدة ومزدهرة بين الاعلام اللبناني من جهة ومراكز العلم والفكر والبحث من جهة اخرى، مشيراً إلى أن في ظل هذه الشراكة تتوفر للبنانيين المزيد من الفرص للتعرف على الحقائق وتتوفر المزيد من الامكانات لتطبيق مبدأ حق المواطن في المعرفة. ووجَّه الصلح باسم المركز تحية إكبار وتقدير إلى المئات من الإعلاميين الذين لم يشتركوا في جائزة التفوق لهذا العام ولكنهم يستحقون كل تكريم بسبب إبداعاتهم وتفوقهم.
ثم قدم عريف الحفل الإعلامي وليد عبود الفائزين، فأشار إلى أن الصحافية فاطمة رضا نالت جائزة أفضل تحقيق اجتماعي لتحقيق عن مكتومي القيد في لبنان نُشر في "الحياة" تحت عنوان "مكتومو القيد في لبنان: آلاف لم يلدوا في وثائق الدولة.. ولم يموتوا" بتاريخ 12-8-2007، وإلى سيرتها المهنية في "الحياة" منذ العام 2002 حيث تنشر تحقيقات اجتماعية، وعملها كمنتجة لبرنامج تواصل في تلفزيون المستقبل وكتابتها تحقيقات في مجلة "لها".
أما يوسف حاج علي فقال عبود إنه نال جائزة أفضل تعليق اجتماعي عن مقال يتناول الأضرار الصحية لأثقال الحقيبة المدرسية تحت عنوان "وزن الحقيبة المدرسية خطر يؤسس لشباب مصاب بالديسك" المنشور في "السفير" بتاريخ 16-10-2007. وقال إن حاج علي محرر في قسم المحليات في "السفير" منذ العام 2005 ونشر سلسلة تحقيقات متنوعة في أقسام المحليات والبيئة والتربية والإجتماعيات إضافة إلى مقابلات وتغطيات الإخبارية.
ثم وزع الوزير متري والدكتور بو حبيب والدكتور الصلح الجوائز على الفائزين، والجوائز هي عبارة عن مبلغ خمسة آلاف دولار لكل من صاحبي أفضل تحقيق اجتماعي وأفضل تعليق اجتماعي، وعشرة آلاف دولار لجائزة التفوق الإعلامي.
وألقت الآنسة نايلا تويني كلمة الاستاذ غسان تويني بالنيابة عنه بسب وجوده خارج لبنان،فشكر فيها مركز عصام فارس لأنه يساهم في نشر ثقافة الحرية وتكريم الذين نالوا الجوائز الأخرى لولوجهم الصحافة عبر العلم وليس الإرتجال، وشدد على أن لا تكريم للصحافة أكبر من الإعتراف بحريتها، وتحصين هذه الحرية بالإلتفاف الوطني حولها، حين تغيب الزعامات السياسية، وتغرق دول في التخلف حيناً، والأنظمة الديكتاتورية أحياناً، والإثنان يلتقيان ويتكاملان.
ورأى أن صراع الصحافة خلال هذه الستين سنة كان بديلاً من صراع الشعوب، ودفع بعض الصحافيين حياته وآخرون حرياتهم سجناً واضطهاداً واغتيالاً، بديل صراع الحكومات التي تفترض الديموقراطية أن تكون الصحافة رقيباً عليها وهادياً لها. وقال:هذا ما يجب ان نفتخر به، بأن الصحافة اللبنانيةهي الوحيدة في العالم العربي الذي تمارسه، نيابةً حتى عن الصحف التي أسسها أجدادنا ورعيلنا الأول مع النهضة العربية في كل العواصم، حيث صار امتلاك الحكومات للصحف وتأميمها الحاجز الأول دون ممارسة عدد من الشعوب العربية لدورها البناء في استكمال النهضة التي انطلقت مع الصحافة الحرة التي كانت بيروت عاصمتها الأولى منذ منتصف القرن التاسع عشر.
واعتبر أنَّ التكريم ليس موجهاً له بل إلى النهار التي سبق نجاحه توليه رئاسة تحريرها قبل 60 سنة وممارسته الصحافة فيها بكل أشكالها، مذكراً بأول مهمة انتدب نفسها إليها كمراسل حزبي مع الجيش الأردني بينما كان زميله الأعز كامل مروة يمارس التغطية نفسها كمراسل مع الجيش اللبناني في حرب فلسطين الأولى. وأضاف: حققت هذه المهمة التي أوصلتني إلى القدس حضوري وتغطيتي الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي اقترعت 1947 على تقسيم فلسطين. وأشار إلى أن ما يفتخر به هو أنه حمل إلى الصحافة إرث الحرية والحق، من ثقافة، تلقاها قبل انتسابه إلى المهنة مجبراً إثر وفاة والده مؤسس " النهار" والمرجع الأول لنجاحها ورسم سياستها، من ثقافة اجتمعت فيها الفلسفة التي درسها على شارل مالك والتاريخ الذي درسه عبر الدكتور قسطنطين زريق، وأدب النهضة الذي درسه على يد الدكتور أنيس الخوري المقدسي.
وكانت كلمة لوزير الإعلام طارق متري هنأ فيها الفائزين بالجوائز الثلاث، وشكر مركز عصام فارس على جهوده في غير مجال وتخصيصه الإعلاميين اللبنانيين باهتمامه، ورأى أن هناك ميلاً قوياً إلى توسل إعلام الرأي للتعبئة السياسية، وان الرأي عوض أن يكون همه الأول إقناع القارئ او المستمع أو تمكينه من تكوين قناعته، ينشغل بإثارته واستنهاضه أياً كانت السبل فلا يجد أي حرج بالإختزال والخلط والإيحاء والمبالغة.
ولفت إلى أن غسان تويني هو رجل الهويات المتصالحة، في زمن يتهدده اختزال الناس إلى هوية واحدة، وإلى أن أدوار تويني ولغاته تجتمع في إئتلاف مركب يتجدد كل يوم وفي كل حالة. كما تلتقي هوياته، اللبنانية والعربية والمسيحية الشرقية وإنسانية المشارق والمغارب، في وحدة قصد تأخذ إلى المصيريات، رغم انشغاله بحرفيات الصحافة والمتابعة الصبورة لتفاصيل الحياة السياسية. وأشار إلى أن الإصرار عند تويني في العودة تكراراً إلى الدستور ليس مجرد استعانة بنصه حكماً في الخلافات، بل هو استدعاء للقيم التي يضمرها وهي شرط السياسة.
وأضاف: غسان تويني صاحب نهج يؤلف ولا يكفيه أن يجمع ويوفق، لانه رجل ثقافة، لا يرضاها زينة أو أضافة كمالية للحياة العامة. وقبل كل ذلك وبعده، يكتب غسان تويني من جرح، ولو أنه كثيراً ما يغطي جرحه ليكتب.
ووُزع على الحاضرين كتيب عن الجائزة يتضمن نبذة عن تاريخ الصحافة اللبنانية ويلفت إلى أن جوائز التفوق الإعلامي للعام 2008 ستُمنح إلى صاحب أفضل تقرير تلفزيوني يتناول قضايا اجتماعية يعتمد على البحث والتحقيق الميداني، وإلى صاحب أفضل تحقيق صحفي بيئي يعتمد البحث الميداني لمعالجة ملفات بيئية، فضلاً عن جائزة العمر للتفوق الإعلامي.