مركز عصام فارس للشؤون اللبنانيّة
PrintEmail This Page
الأفرقاء لم يراجعوا أخطاءهم
04 كانون الأول 2008
نظم "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" امس ندوة تحت عنوان "هل تؤدي المصالحات الى تنمية الديموقراطية اللبنانية" شارك فيها النائب مصطفى علوش، وعضو المكتب السياسي في "حزب الله" غالب ابو زينب ورئيس تحرير مجلة "ماغازين" بول خليفة وحضرها جمع من المهتمين.
تحدث اولا السفير عبدالله بو حبيب مرحبا بالمشاركين والحضور، ثم تحدث علوش، فرأى "ان الحفاظ على اصول التنافس السياسي لا يزال بعيد المنال لأن البلد منقسم حول خيارات سياسية اساسية"، مشيرا الى "ان الجميع مقتنعون بعدم وجود ضمانات تؤكد عدم عودة واقع السابع من أيار تحت ذرائع جديدة او مشابهة لما سيق كمبررات لاجتياح بيروت ومناطق أخرى من لبنان"، ولفت الى "عدم اجراء اي مراجعة او تقييم جدي للأخطاء، ولا حتى وصلت الامور الى حد "عفا الله عما مضى" لان كل الاطراف لا يزالون يصرون على صواب خيارهم حتى العنيف". واعتبر ان "التهدئة لن تؤدي الى تذليل الخلافات السياسية لأن امكان التوافق شبه مستحيل في ظل الخيارات الاستراتيجية للطرفين والمرتبطة بالاصطفافات الاقليمية".
ثم تحدث ابو زينب، ومما قال: ""ما زلنا نخوض حربا باردة والمصالحات لم تأت في سياق الاقتناع الذاتي لدى الاطراف بانتهاء النزاع، ولبنان وصل الى مرحلة لم يعد يتحمل معها الاستمرار في حال التجاذب، بل أتى اتفاق الدوحة نتيجة ظروف معينة غيرت الواقع بالاكراه. وأكد ان "الصراع ما زال يدور حول امور اساسية من نوع "اي لبنان نريد"، والجميع يتربص بعضهم ببعض متمسكين بمواقفهم في انتظار التطورات المقبلة ونتيجة الانتخابات". وقال: "من المؤلم اعتبار ان نهاية لبنان ستكون بعد انتهاء الانتخابات، اذ ان كل طرف يتربص بالآخر وينتظر نتيجة الانتخابات لاتخاذ الخيار الملائم".
واعتبر خليفة ان "المصالحات تمت بين زعماء الطوائف ولم تتعد الاطار الشخصي من دون اشراك القاعدة الشعبية"، لافتا الى ان "الخلاف السياسي ما زال عميقا وان "المصالحات ثبتت الستاتيكو الذي نشأ بعد 7 ايار وفقا لموازين القوى الجديدة"، مشيرا الى ان "حوادث السابع من ايار منعت الانهيار الشامل الذي كان سيؤدي الى انهيار كبير". وقال: "ان التنمية الديموقراطية باتت في لبنان شعارا فارغاً"، مشددا على "اهمية هذه التنمية كهدف تسعى اليه كل الديموقراطيات المتقدمة للارتقاء بمستوى العلاقة بين المواطنين وبينهم وبين الدولة". ولاحظ ان "الجميع يتحدثون عن السيادة لكن هناك اغفالا لمسألة مهمة هي سيادة الدولة المفقودة على الطوائف". ثم جرت مداخلات ركزت على ضرورة ان تكون المصالحات لادارة الخلاف السياسي وتنظيمه وعلى عدم معالجة الامور من وجهة نظر واحدة.