أخبار ونشاطات مختلفة
PrintEmail This Page
طوني بلير:مستقبل السلام في الشرق الأوسط
02 شباط 2009



 
 


استؤنفت سلسلة "محاضرات عصام فارس" في جامعة تافتس – بوسطن، بمحاضرة هامة ألقاها رئيس وزراء بريطانيا السابق ومبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط طوني بلير بعنوان "مستقبل السلام في الشرق الاوسط" بحضور نجاد فارس ممثلاً نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس ، سفير لبنان في واشنطن انطوان شديد، رئيس الجامعة لورانس باكو، والدكتورة ليلى فواز، مديرة مركز فارس للدراسات الشرق اوسطية، السيدة زينة نجاد فارس، والآنسة نور عصام فارس ، اضافة الى عدد كبير من الديبلوماسيين والقناصل الاجانب وطلاب الجامعة.

وهذه هي المحاضرة الحادية عشرة في سلسلة المحاضرات التي تحمل اسم نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني السابق عصام فارس، والتي تلقيها عادة شخصية سياسية دولية لمعالجة المسائل الاساسية التي تواجه الغرب في علاقاته الاستراتيجية مع الشرق الاوسط.
ومن بين المتحدثين السابقين الرؤساء جورج بوش الاب وبيل كلينتون والرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر ووزراء الخارجية السابقين جيمس بيكر وكولن باول والسناتور هيلاري رودام كلينتون ومادلين اولبرايت والسناتور السابق جورج ميتشل.

واستهل المحاضرة الرئيس باكو بكلمة شكر فيها نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس وعائلته لدعمهم هذا المنبر. واشاد باكو بفارس وبجهوده المتواصلة في سبيل اعلاء منابر العلم والثقافة وفتح آفاق جديدة للطلاب.
وشدد بلير في محاضرته على ان حل النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي هو الهدف الاكثر الحاحا في العالم"، ودعا الى اعتماد توجه مختلف وخلاق حول غزة يضمن احتواء المتشددين ويوفر لسكان غزة وسيلة للخروج "من اليأس" ويكون مقدمة لاستعادة الوحدة الفلسطينية، ولاستئناف المفاوضات السلمية، مشددا على ان العالم "يجب ان لا يسمح بمرور سنة اخرى دون تقدم".
واثنى بلير على مهمة المبعوث الاميركي الخاص السناتور جورج ميتشل واكد ان الحل المبني على الدولتين لا يزال ممكنا "اذا كنا مصرين، كما الرئيس اوباما، على التعامل مع هذه القضية بجدية". وتطرق بلير الى مجموعة من المبادئ، مثل أهمية العولمة، والقيم والمعتقدات المشتركة، وترابط النزاعات الدولية، والى ان السياسة الخارجية المبنية على المصالح الخاصة والضيقة " لم تعد تنفع".
واضاف ان تحقيق ذلك "يعني ان المفاوضات بين اسرائيل وسوريا، واسرائيل ولبنان لن تكون بعيدة، الامر الذي سيغير المنطقة والعالم".
ورأى بلير ان التحديات الدولية من البيئة الى مشاكل الشرق الاوسط، تتطلب حلولا دولية، وان دولة قوية مثل اميركا غير قادرة على حل المشاكل والنزاعات لوحدها، لأن هذا الامر يتطلب تحالفات دولية، والاعتراف بأن ايام الهيمنة الغربية وشروطها قد انتهت". واذ اعتبر ان الرد العسكري يكون احيانا ضروريا، الا انه اضاف ان الرد العسكري الصرف، لا ينجح.

وبعد ان اشار بلير الى ان للقضية الفلسطينية ابعاداً دولية، قال: ان حل هذه القضية " سيكون أفضل تعبير عن التعايش". ودعا الى تعاون بين الغرب والعالم العربي مبني على "العدالة والانصاف" واضاف ان العرب " يقولون اننا لا نتبع سياسة متوازنة، واننا لا نهتم بمعاناة الفلسطينيين، كما نهتم بامن اسرائيل" وتابع " علينا ان نهتم بالاثنين، ويجب ان تكون هناك شراكة معهما وعدالة وليس طغيان السياسة".
وتطرق بلير الى المواجهة الدائرة داخل العالم الاسلامي بين تيارين الاول يسعى للحداثة والتعايش، والثاني يلجأ الى " تشويه الاسلام ويتحدث عن الجهاد وكأنه صراع ضد العالم"، وكيف يتهم القيادات المعتدلة بانها تتآمر ضد الدين الاسلامي واشار الى ان ذلك لا يشكل فقط تحديا للمسلمين، بل للغرب، ورأى ان هزيمة التيار المتشدد تتطلب "رؤية مشتركة للمستقبل، وقوة ناعمة، وديبلوماسية فعالة". وشدد " مصيرنا هو ان ننجح معا أو نفشل معا..." وهذا هو تحدي العولمة برأيه : هل يمكن ان يدخل الاسلام في حركة اصلاح ديني؟ هل يمكننا في الغرب ان نتفهم ان هذا العصر يجب ان يكون مبنيا على العدالة، وان حقبة التفوق الغربي قد انتهت؟ مصيرنا مشترك".

من جهته لاحظ نجاد فارس ان بلير والسناتور السابق جورج ميتشل اللذين يعملان الان على احياء مفاوضات السلام، هما من بين الذي شاركوا في سلسلة المحاضرات هذه. واضاف فارس ان "الصراع العربي-الاسرائيلي هو العائق الرئيسي الذي يعترض العلاقات بين الغرب والعالمين العربي والاسلامي". مشيراً الى ان هذه المشكلة المعقدة تاريخيا، "لن تحل الا اذا شارك في الحل قادة كبار مثل رئيسنا الجديد باراك اوباما وآمل ايضاً طوني بلير.

ورأى فارس ان الحرب في غزة والمآسي الناتجة عنها، تجعل تحقيق السلام في الشرق الاوسط أكثر الحاحا الان من أي وقت مضى"على ان يكون السلام عادلاً وشاملاً وقابلاً للحياة"، مضيفاً ان لبنان سوف يكون من أكثر المستفيدين من السلام وهو مثله مثل معظم دول المنطقة يؤمن "ان التسوية السلمية سوف تقلص من نفوذ الحركات الاصولية والرفضية"، معتبراً ان اللبنانيين، في هذه الحالة، وغيرهم في المنطقة سوف يركزون على القضايا الداخلية الملحة: الديموقراطية، وبناء موءسسات الدولة، الحرية والتنمية الاقتصادية وحقوق الانسان".








 
 
.