مركز عصام فارس للشؤون اللبنانيّة
PrintEmail This Page
"حوار الحضارات"
07 شباط 2009
عقد "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" لقاء حوارياً تحت عنوان "حوار الحضارات" مع وفد من البرلمان الأوروبي يزور لبنان، تألف من النائبة الأولى لرئيس البرلمان الأوروبي رودي كراستا - تساغاروبولوس والنواب لوانيس كاسوليديس، باولو ليكاندرو، كارل فون ووغام، إضافة إلى رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا مارون كرم. وحضر اللقاء القائم بالأعمال القبرصي كرياكوس كوروس والوزير السابق جو سركيس والرئيس السابق للرابطة المارونية الأمير حارس شهاب ودبلوماسيين سابقين ومهتمين.

بداية كانت كلمة ترحيبية للمدير العام للمركز السفير عبد الله بوحبيب ثم تحدث مستشار المركز الدكتور رغيد الصلح فأكد أن الإتحاد الأوروبي قادر على لعب طليعي في حل الأزمات في المنطقة. ولفت إلى أن الشرق الأوسط يتجه إلى أزمة على المستويات السياسية والامنية والإقتصادية ستؤثر على الدول الأوروبية وليس فقط على دول المنطقة ولبنان، وهذه الأزمة متصلة بالقضية الفلسطينية وبتحدي الديموقراطية في العديد من الدول العربية.

ثم تحدثت النائبة الأولى لرئيس البرلمان الأوروبي رودي كراستا – تساغاروبولوس فأكدت أن الإتحاد الأوروبي يريد لبنان مزدهراً ويقف إلى جانبه، مشيرة إلى أهمية التجربة اللبنانية في حوار الحضارات. واعربت عن جهوزية الإتحاد لاي مشروع مشترك مع لبنان لإنشاء مركز لحوار الحضارات، ورأت أن التعايش يتطلب تحمل المسؤولية داعية كل المواطنين لتحمل مسؤولياتهم في هذا الإطار، داعيةً إلى التثقيف حول الديموقراطية وحقوق المواطن. وشددت على أن حوار الحضارات هو عامل محفز للإتحاد الأوروبي لأن هذا الحوار هو قيمة بحد ذاته وأساس الديموقراطية ويكتسب أهمية متزايدة، لأن الأزمة في الشرق الأوسط تؤثر على السلام في حوض البحر الأبيض المتوسط وفي العالم كله.

مسؤول العلاقات مع المجلس التشريعي الفلسطيني لوانيس كاسوليديس تمنى أن يتقدم لبنان في اتجاه تحقيق الدولة المدنية بعيداً عن المذهبية، لافتاً إلى أن الإتحاد الأوروبي قادر على لعب دور مهم في لبنان بسبب الجوار والعلاقات التاريخية، وبخاصة في مجالات الطاقة وتأثيرات التغير المناخي والأبحاث في بلدان المتوسط. وأمل كاسوليديس أن تنخرط الإدارة الأميركية الجديدة في جهود السلام في الشرق الأوسط وتقف على مسافة متوازية من الطرفين، مذكراً بأن إدارة الرئيس السابق جورج بوش كانت منحازة كثيراً لإسرائيل وكان تالياً من الصعب على الإتحاد الأوروبي أن يلعب دوراً فاعلاً في جهود الحل السلمي.

النائب كارل فون ووغام تحدث من جهته عن الدور الأمني الذي يلعبه الإتحاد الاوروبي في المهمات المتعددة التي يقوم بها عبر العالم، وأشار إلى أنَّ القوات التابعة للإتحاد تنفِّذ مهمات إنسانية إلى جانب مهماتها العسكرية والأمنية كما في كوسوفو وغيرها...
أما نائب أمين عام كتلة الديمقراطيين المسيحيين باولو ليكاندرو فشرح عن دور مجموعة الحزب الشعبي الأوروبي والديموقراطيين الأوروبيين في البرلمان الأوروبي وسعي هذه المجموعة لتوثيق العلاقات مع بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط.

ثم دار حوار مع الحضور وشددت المداخلات على القيم المشتركة بين لبنان وبلدان الإتحاد الأوروبي في الحرية والديموقراطية ورفض الديكتاتورية والأصولية، وعلى ضرورة الحوار الإسلامي المسيحي وأن ينسحب هذا الحوار على الفئات الشعبية فلا يقتصر على النخب. وتطرقت المداخلات أيضاً إلى محورية القضية الفلسطينية في مقاربة الوضع في الشرق الأوسط وإلى ضرورة عدم الخلط بين الإرهاب والمقاومة.