مؤسسة عصام فارس
PrintEmail This Page
فارس يرعى حفل مجلس إنماء الكورة
14 شباط 2009
رعى نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس ممثلا بمدير عام مؤسسة فارس العميد وليم مجلي الحفل الذي اقامه مجلس إنماء الكورة في ذكرى تأسيسه ال18 ولتكريم الطلاب المتفوقين الاوائل في الشهادات الرسمية والذي اقيم في مطعم الاوكتاغون – كفرحزير الكورة في حضور النائبين السابقين فايز غصن وسليم سعادة وقائمقام الكورة كاترين الكفوري انجول والدكتورة مي سعادة والمفتش الاداري فوزي نعمة وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والتربوية وممثلين عن الجمعيات والمؤسسات الاهلية في منطقة الكورة .

بعد النشيد الوطني ونشيد الزيتون كانت كلمة رئيس مجلس انماء الكورة ميشال الحج استهلها بشكر الرئيس فارس على وقوفه الدائم الى جانب مجلس الانماء في الكورة وقال : ان بين دولة الرئيس فارس ومجلس انماء الكورة علاقة حضارية نسجت خيوطها سنوات عديدة من التواصل في التعامل الجاد والبناء تابع خلالها دولته نشاطات مجلسنا واعتنى بشؤونه واغنى مشاريعه وبرامجه اذ بين دولته والناس امتداد ليس يلغى فالمواطنون همسوا بمواقفه والفقراء عادوا اليه بديلا عن احتياجاتهم التي هي حقوق لهم في دولة القانون والمؤسسات .

ولفت الحج الى ان فارس لم يكن حياديا في نهجه السياسي والاجتماعي بل كان منحازا بامتياز الى الوطن متعاليا على كل اشكاليات التجزئة والاصطفافات بشتى الوانها واطيافها .
ثم القى العميد وليم مجلي كلمة عصام فارس نقل في مستهلها تحيات فارس وتهانيه للطلاب المتفوقين في الشهادات الرسمية ولأهلهم ومدارسهم ولمجلس انماء الكورة صاحب هذه المبادرة وجاء فيها:

إنه لشرف كبير أن أكون بينَكم في هذه الأمسية ممثلاً دولة الرئيس عصام فارس لأنقل إليكم تحيات دولته وتهانيه للطلاب المتفوقين في الشهادات الرسمية ولأهلهم ومدارسهم مع أصدق تمنياته لمستقبل زاهر يحمل لأبنائنا الأعزّاء كل التوفيق والفلاح.

يطيب لي في هذه المناسبة المتجددة أن أثني على جهودكم المتنامية سنةً فسنة في خدمة الكورة وأهلها، لقد تعودنا اللقاء وهو أجمل ما في الموعد، ففي كل مرة يراودني إحساس لم يتبدد بعد وأقول، متى تخور قوى هؤلاء الشباب، بل متى يغزو الملل هممهم، ولما أعي أنهم شباب أبناء الكورة يتبدد السؤا، فعندهم لا تعب ولا ملل ولا تردد بل عندهم عمل وإقدام وإرادة صلبة لا ترتاح ولا تتعب. فبالرغم من الغيوم السوداء التي تسرح في سماء لبنان والمنطقة وما ولدت من هموم ومصاعب لا يسعني إلا التوقف مليا حول مدلولات هذه المناسبة، فما يلفت فيها عنايتكم بالعلم والمعرفة فتكرمون المتفوقين من طلاب الكورة في توقيت لم تنسوه، في حين تتوجه اهتمامات غيركم باتجاه معاكس فهم يغيِّبون الانسان من ساحتهم، في عملكم لفتة طيبة للأجيال وفي دورهم نهج تدميري لها.
لكم نقول، بوركت أيديكم، ولهم، احذروا من غضب الناس، فمن يزرع حبة حنطة يقطف حقلا من الغلال ومن يزرع السوء يقطف الشر والهوان، لقد اخترتم السراط المستقيم فكنا معكم ولأنكم مستمرونَ سنبقى. جازاكم الله خيراً مبيناً.

تعيش البلاد اليوم مرحلة من الغليان على كل الصعد تنتقل فيها المشاكل من عنوانٍ الى آخر دون سقف أو رقيب أو حدود، الحالة العامة ضياع وهلع، كل واحد منا يعاني من تداعيات ما يجري، مع كل صباح عنوان لموضوع خلافي، وعلى كل مفرق قضية وكأن البلد مريض لا يريح ولا يرتاح.

في البداياتِ مسؤول يتوهم أنه انتصر وآخر يتصور أنه انقهر فتقوم الدنيا ولا تقعد، مشهد يتبدل مع المزاجات، يلعبون بعواطف الناس ومستقبل الاجيال، الكل يعي ذلك ولا أحد يتجرأُ أن يقوله وكأننا لا نزال نبحث عن وطنٍ كل على قياسه، أما في النهايات فالعواقب خسارة جماعية حتمية... إن لم يقتنع الجميع أن الوطن يتسع لكل الناس.
نقول لهؤلاء الذين يتبارون بالشتائم ويتراشقون بالاتهامات، ليس هكذا نبني الأوطان ولا هكذا نحمي الوحدة الوطنية، فإذا كانت الحرية أو مولودتها الديمقراطية كذلك فبئسها وبئس المنادين بها، نحن مع حريةِ الخيار السياسي ومع التعدد والتنوع، مع حرية الخلاف لكننا أبداً ضد الفوضى والتعنت والتحريض والبغض، نحن ضد التجييش والخصومات الطائفية، نحن مع ما يجمع ويوحّد وضد كل ما يفرق، فلا يجوز أن تكون شهوة النيابة أو المقعد الوزاري أو الوظيفة سبباً للاختلاف يؤدي لانهيار المجتمع وزوال الوطن.

عذراً أيها السادة، أردت لكلمتي أن تكون وجدانية لشدة قلقي على مصير الوطن، فلم أتحدث بالاقتصاد ولا بالمال ولا بالبيئة، لم أتحدث بالشأن الاجتماعي أو الأمني، كما لم اتطرق الى أوجاع الناس وهمومهم الحياتية، ولا الى شؤون الإنماء وهو غير متوازن، لا لأنها كلها على ما يرام أو تطمئن بل لأن عقلي مع الوطن وقلبي عليه، خوفي على المستقبل وعلى الأبناء من القيمين على هذا البلد كما من سواهم.

ولأننا في موسم الانتخابات موسم المزايدات ونكء الجراح، أدعوكم للتمحص في قراءة التاريخ وفي قراءة سيرة المرشحين وانتماءاتهم، فلا يخدعونكم بخطاب بليغ أو ببرنامج منمق، لا تغريكم إفادة مادية أو مكرمة معينة، لا تخجلوا ولا تسايروا ولا تخافوا واختاروا بعقلكم لا بقلبكم أو بالغرائز فالاختيار الحر والواعي خطوة ثابتة باتجاه الديمقراطية ونحو قيامة الوطن.
وأخيراً أتمنى أن نلتقي في السنة القادمة في مقركم الجديد لنطلق أو ندشن معاً ولادة مشاريع إنمائية وبيئية وثقافية نرجوها أبداً، لعل هذا النموذج في العمل المجتمعي يصلح ليعمم على مساحة الوطن حيث يفترض أن يصل الى القيادة رجال العلم والثقافة والاعتدال، الكورة والحمدلله غنية بهم وبكم جميعاً.

بعد ذلك قدم مجلي والحج الجوائز التقديرية للطلاب المتفوقين ودروعا تذكارية لمدراء المدارس التي ينتمي اليها الطلاب المحتفى بهم .