مركز عصام فارس للشؤون اللبنانيّة
PrintEmail This Page
تجربة السياسة السويسرية الدفاعية
03 نيسان 2009
نظَّم "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" والسفارة السويسرية مؤتمراً عن "التجربة السويسرية في تنظيم الدفاع والأمن"، في أوتيل "مونرو" في بيروت. وشارك في المؤتمر خبراء سويسريون ولبنانيون في السياسة الدفاعية وأكاديميون وصحافيون وحضره النائب فؤاد السعد وممثل وزير الدفاع وقائد الجيش العقيد حسان هرموش وممثل رئيس أركان الجيش العقيد أحمد بدران وممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي العميد سامي نبهان ورئيس الرابطة السريانية حبيب افرام ودبلوماسيون وعدد من الضباط المتقاعدين والمهتمين.

بداية كانت كلمة للسفير السويسري في لبنان فرانسوا باراس أشار فيها إلى أن المؤتمر يأتي في سياق الأنشطة التي نفذتها سفارته في العامين الماضيين بالإشتراك مع منظمات المجتمع المدني، للتعريف بالنظام السويسري وآليات إدارة الديموقراطية في مجتمعٍ متعدد وثقافة التسوية والنظام الدفاعي. ولفت باراس إلى أنَّ العديد من الإحالات التي يقوم بها سياسيون وصحافيون لبنانيون إلى النظام السياسي والدفاعي السويسري والحياد كنموذج تكون خارجة عن مضمون هذه الانظمة.

ثم تحدث مدير عام "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" عبد الله بو حبيب الذي أكد أنَّ طرح الإستراتيجية الدفاعية السويسرية ليس بهدف استنساخها وتطبيقها في لبنان، إنما المقصود هو طرح دروس هذه التجربة الناجحة جداً في بلدٍ تركيبته تعددية وذي موقع استراتيجي يشهد تجاذباً خارجياً دائماً. ورأى أنَّ ملف السياسة الدفاعية هو واحد من ملفين تفجيريين في لبنان إضافة إلى مسألة توصيف النظام السياسي اللبناني وتحديده.

ودعا بو حبيب إلى أن تستند السياسة الدفاعية اللبنانية الى مبادئ وطنية تحافظ على السيادة والكرامة وتعزِّز القدرة على مواجهة الأخطار التي تهدد لبنان وفي طليعتها الخطر الإسرائيلي.

التاريخ العسكري السويسري

وانعقدت الندوة الأولى تحت عنوان التاريخ العسكري السويسري وتحدث فيها مدير المكتبة الفدرالية العسكرية السويسرية والعقيد المتقاعد يورغ شتوسي لاوتربرغ بمشاركة العميد المتقاعد نزار عبد القادر والصحافية روزانا بو منصف وأدارها الدكتور باسل صلوخ. وشدَّد لاوتربرغ بدايةً على أنَّ ما يلائم سويسرا ليسَ بالضرروة ملائماً للبنان. وأشار إلى أنَّ أساس العقيدة العسكرية السويسرية أن السويسريين مختلفون دينياً ولغوياً وسياسياً، لكنهم متفقون على الحفاظ على حريتهم.
ولفت لاوتربرغ إلى أن التنظيم العسكري السويسري يستند منذ القرون الوسطى إلى مجموعة من القواعد هي أبرزها نظام موحد للتعبئة ورمز موحد هو الصليب الأبيض وقواعد أخلاقية في المعارك كعدم المس بالنساء، إضافة إلى وجود قيادة عليا مشتركة.

وقال إن سويسرا كانت مسرحاً للحرب بين الأمم الأوروبية بين 1799 و1801 وترافقت مع حرب أهلية بين السويسريين انفسهم. وأشار إلى أن بعد انتهاء الحرب انسحبت القوات الفرنسية من سويسرا، قبل أن يرسل نابليون بونابرت جيوشه مجدداً.

وأشار إلى أنَّ العام 1815 شهد المكسب الأهم لسويسرا وهو الإعتراف الدولي بحيادها المسلح، وأعاد السويسريون تنظيم جيشهم. فأصبحت القوات الخاصة التي كانت تضم المدفعية وسلاح الهندسة، إضافة إلى التدريب وكلَّ القطع التي يتجاوز حجمها الكتيبة خاضعة للسلطات الفدرالية، وبقيت الوحدات الأخرى خاضعة لسلطة الكانتونات. واستعرض الحرب الأهلية في سويسرا في العام 1847، وقال إن التهديدات الكبرى لسويسرا الحديثة تمثلت في الحربين العالميتين، وتطرق إلى السياسة الدفاعية التي اعتمدت في الحرب العالمية الثانية. إذ أعلن المجلس الفدرالي الحياد في العام 1943، وتم إنشاء خطوط دفاعية محصنة. واعتبر لاوتربرغ أن الحرب الباردة كانت من أصعب المراحل في تاريخ سويسرا لأن الخطط العسكرية بقيت سرية ولم تعمم.
وركز العميد عبد القادر في تعقيبه على قول لاوتربرغ عن التضحية بالدعوة إلى أن يتعلم الشعب اللبناني من الحروب الأهلية التي حصلت في سويسرا، مشيراً إلى ما حصل في أحداث 7 آيار العام الماضي. ولفت إلى أن حلفاء الهيمنة السورية لا زالوا يحكمون لبنان بعكس ما حصل في سويسرا التي غيرت نظامها السياسي بعد الحروب الأهلية التي حصلت.

وقال إن لدينا مثل على كيفية تعامل الجيش اللبناني مع ثورة 1958 ولم شمل البلاد مع الرئيس فؤاد شهاب، في حين أن الجيش لم يعط هذه الفرصة في العام 1975، وذلك في مقارنة مع سيطرة الجيش السويسري على الإضراب الذي حصل بعد الحرب العالمية الأولى.
وانتقد عبد القادر الغاء قانون الخدمة الالزامية، ودعا إلى خلق الردع المحدود لإلحاق أشد الأضرار الممكنة في صفوف الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى تقديم خطة في هذا الإطار إلى قيادة الجيش في أوائل التسعينات، ودعت هذه الخطة إلى تجهيز 12 كتيبة مع بناء قوة دفاع جوي متين ومحدود. واعتبر أن لو انقسم لبنان إلى كانتونات في ظل عدم النضج السياسي والثقافة حول الديموقراطية لكان معرضاً لتهديد كبير.
الصحافية روزانا بومنصف رأت من جهتها أن النفوذ الاقليمي يلعب دوراً في منع لبننة الاستراتيجية الدفاعية وأن العوامل الخارجية لا توحي بالتفاؤل بالوصول إلى استراتيجية دفاعية للبنان في ظل الصراع في الشرق الأوسط. وذكرت بتجربة استيعاب الميليشيات بعد الحرب وقالت إن كل الصيغ ممكنة للإستراتيجية الدفاعية من ضمن الدولة. وشددت على أن لا يمكن تجاهل مخاطر وجود السلاح خاصة في ظل الصراعات الاقليمية.

واعتبرت بو منصف أنَّ الدرس السويسري قيّم جداً لجهة التمسك بالحفاظ على الحرية على الرغم من الإختلافات، مشيرة إلى أن في لبنان من السهل الحفاظ على ما هو مشترك بين الشعب الذي يمتلك لغة واحدة وتاريخاً واحداً. ولفتت إلى ان ما يناسب سويسرا قد لا يناسب لبنان بالضرورة، وإلى أن في سويسرا هناك ثقافة عسكرية مشتركة في الاساس وخاضعة للتطور، إضافة إلى المؤسسات. ورأت أنه اذا لم تتوافر الظروف الاقليمية سيستمر الجدل طويلاً حول الإستراتيجية الدفاعية في ظل الإفتقاد الى الإستقرار المؤسساتي.

تنظيم الجيش السويسري

وتطرقت الندوة الثانية إلى تنظيم الجيش السويسري وتحدث فيها الجنرال لوك فالاي المستشار في مركز جنيف للسياسة الأمنية وعقب على كلامه كل من العميد المتقاعد امين حطيط والدكتور أنطوان مسرة. وشدد فاللاي على وجوب التعامل مع النموذج السويسري من مقاربة وصفية وليس كنموذج عالمي.
وأشار إلى ان النموذج السويسري يتألف من ثلاثة مبادئ أساسية هي الكونفدرالية التي تشمل ستة وعشرين كانتوناً، ومبدأ الميليشيا حيث الجنود هم المواطنون، ومبدأ الحياد.
ورأى فالاي أن التهديدات والمخاطر تشمل التهديد العسكري التقليدي ونشر أسلحة الدمار الشامل والإرهاب والنزاعات المسلحة في أوروبا والكوارث الطبيعية والتقنية.

واضاف ان مهمات القوى المسلحة، هي العمليات الفرعية لمواجهة الأخطار الحيوية، والعمليات في مناطق أمنية لحماية منشآت أو مناطق مهمة استراتيجياً، والدفاع عن اي هجوم عسكري على سويسرا، إضافةً إلى المشاركة في حفظ السلام العالمي.
وقال فالاي إن العمليات الجانبية تشمل مهمات متنوعة كالتدخل السريع والأمن العسكري والإسعاف والشؤون اللوجستية، وأشار إلى ان الدفاع عن سويسرا يتطلب تدريباً مكثفاً للعناصر. ولفت إلى أن تنظيم القوى المسلحة يقوم على وجود قائد للجيش يرتبط مباشرة بوزارة الدفاع وترتبط بقيادته القوى البرية والجوية ومؤسسة التدريب والشؤون اللوجستية وقيادة الدعم. ويعاون قائد الجيش عدد من الأجهزة هي جهاز التخطيط وجهاز مرتبط به مباشرة يتولى شؤون الإدارة والإعلام والعلاقات الدولية، وجهاز مسؤول عن القيادة والسيطرة. وشدد على عدم الخلط بين منصب قائد الجيش والقائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يعينه البرلمان فقط في زمن الحرب.

حطيط

العميد أمين حطيط رأى أن في سويسرا الشعب يصبح جيشاً والجيش يتمثل بالشعب ولفت إلى اللامركزية في السلم والمركزية في الحرب، سائلاً هل نستطيع اعتماد نظاما لامركزيا للجيش في لبنان و ماذا اذا لم نتفق على قائد الجيش؟
وشكك حطيط في إمكانية إسقاط تجربة النظام السويسري على لبنان لجهة الإستعانة بالخارج للحفاظ على السيادة معتبراً ان المحيط الإقليمي للبنان مختلف عن محيط سويسرا. ودعا إلى إعادة العمل بخدمة العلم وأشار إلى ان في لبنان ألغى المسؤولون السياسيون خدمة العلم وقدموا هذا الإجراء هدية في زمن الانتخابات. اما في سويسرا فالكل مسؤول عن الدفاع. واعتبر أن مبدأ الفرد للكل والكل للفرد المعتمد في سويسرا غائب في لبنان، ولفت إلى أن إسرائيل أفسدت كل شيء آمن في الشرق الاوسط.
وقال حطيط لسنا بحاجة الا لارادة السويسريين لنحدد من نحن قبائل ام شعب، وتحديد هويتنا، ووضع الثوب قبل الجسد سيكون مضيعة للوقت.

مسرة

الدكتور أنطوان مسره من جهته أكد أن التضامن اساسي للدفاع عن لبنان مشيراً إلى ان كثيراً ما نضحي بسلام لبناني من اجل أهداف اقليمية، داعياً إلى الإبتعاد عن الصراعات. ولفت إلى أن الدفاع وسيلة في حين أن الهدف هو الامن، وقال إننا نحتاج الى دراسات مقارنة وبخاصة كيفية دفاع الدول الصغرى في النظام العالمي عن سيادتها.

وسأل مسرة الى اي مدى وصل الشعب اللبناني الى النضج ليتعلم من التجارب؟ وقال إن الدول الخارجية تعلمت الدروس من لبنان بما في ذلك الفلسطينيون والاسرائيليون والسوريون من تجربة انغماسهم في لبنان. وإذ اعتبر أنَّ هناك عدواً غير تقليدي في لبنان، استشهد بقول للامام موسى الصدر "سلام لبنان افضل وسائل الحرب ضد اسرائيل". وأشار إلى الحاجة للنظر في سياسات الامن ما بعد الـ 2009، لان هناك مكتسبات وطنية تحققت، مشدداً على دور الثقافة التضامنية التي نجدها في معاناة اللبنانيين . وقال إن في 14 شباط 2005 ادركنا الخطر الخارجي وهذا الشعور بالخطر عنصر تضامني فعال.

الحياد والتحديات الجديدة

اما الندوة الثالثة فعالجت موضوع "الدفاع والحياد"، واستعرض فيها العقيد السويسري المتقاعد كورت سبيلمان، أستاذ الشؤون الأمنية والنزاعات في المؤسسة السويسرية للتكنولوجيا وأستاذ التاريخ في جامعة زوريخ، المراحل التاريخية لتطور مفهوم الحياد عملياً، وعقب على كلامه الدكتور وليد عربيد والدكتور رغيد الصلح.
وقال سبيلمان إنَّ الحياد انطلق من سعي المقاطعات السويسرية إلى تأمين المصالح الامنية المشتركة من خلال اعتماد التسوية، ولم يكن الحياد نتيجة تخطيط استراتيجي بل بسبب الصراع الداخلي وعدم القدرة على التوحد خلف سياسة خارجية واحدة.

واعتبر سبيلمان أن مفهوم الحياد المسلح لا يزال صالحاً على رغم بروز آراء تنادي باعتماد الحياد وحده من دون القوة العسكرية أو بالدخول في الإتحاد الأوروبي، بعد التطورات التي شهدتها أوروبا وتراجع الخطر الخارجي، لكنه لفت إلى تقليص عدد القوات المسلحة.
وطرح تساؤلات حول كيفية الجمع بين ضرورة السعي للحفاظ على الإستقرار الأمني في أوروبا والبقاء على الحياد، عارضاً لمثل أزمة يوغوسلافيا السابقة حين تدفق اللاجئون إلى سويسرا التي فتحت مجالها الجوي امام طائرات الاواكس الأميركية، وظهر أن مفهوم الحياد الصارم لا يمكنه تحقيق مصالح سويسرا.

وأكد أن المشاركة في قوة "الكفور" في كوسوفو برهنت على ان سياسة سويسرا لم تمنعها من الإنضمام إلى الجهود من أجل الإستقرار في مناطق الأزمات، وأشار إلى انضمام سويسرا إلى الامم المتحدة، وبالتالي فإن الحياد لا يتعارض مع المؤسسة الدولية المتعددة التي تحدد الحرب والسلم. وشدد على بروز تحديات جديدة كالتغير المناخي مثلاً ولم يعد الخطر محصوراً بالصراع التقليدي بين الأمم، ما يدعو إلى التفكير استراتيجياً.

وأشار سبيلمان إلى أن المرحلة الأولى في تطور مفهوم الحياد كانت في معركة مارجينانو حين انهزم السويسريون أمام فرنسا وانطلقت بعد ذلك حرب اهلية، أما المرحلة الثانية فكانت في خلال حرب الثلاثين عاماً الأوروبية حين أقر مجلس المندوبين السويسري عدم التدخل في النزاعات الأوروبية. ولفت سبيلمان إلى أن المرحلة الثالثة في الحياد والتي ظهر فيها مفهوم الحياد المسلح اتت إثر مشاركة وحدات سويسرية في معارك نابوليون. وأضاف سبيلمان أن الإمتحان الأول للحياد كان في حرب العام 1870 بين ألمانيا وفرنسا اللتين وجدتا أن الشعب السويسري جدي في نيته الدفاع عن ارضه، أما في الحرب العالمية الاولى فظهرت تصدعات حين ظهرت انقسامات بين السويسريين الذين يتكلمون الفرنسية وأولئك الذين يتكلمون الألمانية.

عربيد
الدكتور وليد عربيد طرح سلسلة من الأسئلة عن مفهوم الحياد في ظل تنامي دور المنظمات المتعددة والعالمية، مشيراً إلى الإنعكاسات التاريخية لامكان انضمام سويسرا إلى الإتحاد الأوروبي. واعتبر أن هذه الأسئلة لها دورها في مستقبل الإتحاد السويسري، ولفت إلى ان بناء الحياد في سويسرا يرتكز إلى الحفاظ على السيادة والإستقلال والقوة العسكرية والثفافية والاقتصادية.
واعتبر أن في ظلِّ تنامي دور الإتحاد الأوروبي ليصبح عملاقاً سياسياً واقتصادياً فإن السؤال الأساسي هو هل ستبقى سويسرا خارج الإتحاد ام انها ستكون قلب هذا الإطار بالحفاظ على الحياد وتكون دولة مساعدة في تقدم الإتحاد الأوروبي.
وقال عربيد إن في لبنان نؤمن ان التجربة السويسرية ناجحة ونتمنى ان تنعكس هذه التجربة ايجابا على لبنان لكن لبنان لا يشبه سويسرا لانه في قلب الصراع العربي الإسرائيلي.

الصلح

الدكتور رغيد الصلح الذي ناقش ورقة سبيلمان قارن بين كيفية تعاطي كل من سويسرا ولبنان مع التحديات، فرأى أن النخبة السياسية اللبنانية لم تستطع أن تلتزم بالميثاق الوطني اللبناني لمدىً زمني كاف لتعميقه وتجذيره.
ولفت إلى أن تطبيق سياسة تحول الحياد السويسري الى حياد مسلح في لبنان سوف يصطدم بحواجز كثيرة اهمها الضغوط الدولية القوية التي سوف تحول دون ان يمتلك لبنان جيشاً قوياً على حدود إسرائيل الشمالية.
واعتبر الصلح أن الفوارق في كيفية التعاطي مع التحديات بين سويسرا ولبنان تمثل صعوبات كبرى ولكن التغلب عليها امر ممكن اذا توفرت للبنان نخبة سياسية مناسبة تستطيع ان تقوده عبر المتغيرات الدولية والاقليمية الى تعزيز استقلاله وتحرير خياراته الوطنية من الضغوط الخارجية والموانع الداخلية. واعتبر ان هذه النخبة لن تجد سهولة في بناء قوات مسلحة لبنانية قوية وتمتلك اسلحة متطورة، ولكنها قادرة على ان تطور قدراتها القتالية الى حد يجعل من غزو لبنان امراً مكلفاً ومغامرة خطرة.

واختتم المؤتمر بكلمة للسفير السويسري باراس أكد فيها مناقشة مواضيع وملفات أخرى في المستقبل واشار إلى ان الهدف هو المشاركة في المعرفة وليست إملاء دروس سويسرية على لبنان.