مركز عصام فارس للشؤون اللبنانيّة
PrintEmail This Page
مبادرة اوباما بين ممانعة اسرائيلية واعتدال عربي
19 حزيران 2009
نظم مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية ندوة بعنوان مبادرة أوباما بين ممانعة إسرائيلية واعتدال عربي حاضر فيها الرئيس السابق لحزب الكتائب كريم بقرادوني والصحافي عبد الوهاب بدرخان، في حضور إعلاميين وأكاديميين ومهتمين في الشأن العام.
بداية كانت كلمة لمدير المركز السفير عبد الله بو حبيب الذي رأى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبرز جدية لافتة في التعامل مع ملف عملية السلام، وقد برزت هذه الجدية بتعيين المبعوث الأميركي جورج ميتشل. اذ ان ميتشل عرف بنهجه التسووي في عمله في مجلس الشيوخ حين تزعم الاكثرية الديموقراطية. واثمر نهجه التوفيقي حلا للنزاع المزمن في ايرلندا الشمالية، كذلك دعا الى تجميد الاستيطان الاسرائيلي في خلال ترؤسه لجنة تقصي الحقائق في الاحداث التي نتجت عن الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وأشار بو حبيب إلى أن في مقابل جدية اوباما، وضع خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأحد الماضي في جامعة بار إيلان عوائق أساسية في وجه السلام، على الرغم من أنه حمل مرونة لفظية تجاه مطالب أوباما بالتحديد، بقبوله بدولة فلسطينية مجردة من السلاح. وقال بو حبيب ان نتنياهو كرر المواقف المتشددة المتفق عليها بين مختلف القوى الاسرائيلية بتأكيده على ان القدس عاصمة ابدية لاسرائيل فضلا عن عدم اعترافه في شكل جازم بوقف الاستيطان ودعوته الصريحة الى حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين خارج اسرائيل، ما يجعل التوطين تهديدا حقيقيا وداهما على لبنان. واعتبر أن جديد مواقف نتنياهو وأخطرها اشتراطه الإعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية.
بقرادوني
ثم تحدث الوزير السابق كريم بقرادوني فرأى أن خطاب أوباما في القاهرة مدروس وشكل خطوة متقدمة وجديدة على خط السلام في الشرق الأوسط لكن خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأخير كان خطوتين إلى الخلف، بطرحه شروطا تعجيزية ومطالبته بدولة يهودية قومية. وأشار إلى غياب رد فعل عربي حقيقي الذي يجب أن يتبلور على مستوى قادة الدول العربية، مؤكدا أن هذه الدول لا تريد تجاوز الموقف الفلسطيني من تطورات عملية السلام.
ولفت إلى أن أوباما أجرى في خطابه مراجعة شبه نقدية لموقف الولايات المتحدة من الإسلام وحمل بلاده المسؤولية عن هذا التوتر عندما قال إنها لم تحترم تطلعات المسلمين، معتبرا ان هذا موقف شجاع لرئيس أميركي. ورأى أن وصف أوباما الإسلام بدين التسامح مهم للغاية، وأن أوباما قام بنقد أيضا في تناوله لقضية الحرب على العراق.
وأشار بقرادوني إلى أن قول أوباما إن الولايات المتحدة لن تهمل الفلسطينيين أمر أساسي إضافة إلى تقديمه تصورا للحل. وقال ان سوريا تربط اليوم حل الجولان بالاتفاق على دولة فلسطينية، لافتا الى ان المفاوضات السورية الاسرائيلية التي تمت برعاية تركية توقفت بسبب تمسك السوريين بحل مواز على المسار الفلسطيني.
وشدد على ضرورة الاستفادة من سلاح المقاومة على طاولة المفاوضات كوسيلة ضغط على الإسرائيليين كي لا يفرض التوطين على لبنان، وذلك بعيدا من الإختلاف الداخلي حول هذا السلاح. ورأى أن توازن القوى الذي تصنعه إيران في الشرق الأوسط بعد انسحاب مصر من الصراع مع إسرائيل إيجابي، ودعا إلى استفادة العرب من إيران القوية في المنطقة لانتزاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني من إسرائيل والولايات المتحدة.
بدرخان
وتحدث بدرخان فأكد أن طرح أوباما في شأن السلام في الشرق الأوسط يمكن البناء عليه عربيا لأن خطابه حمل تغييرا في المصطلحات ويحمل استعدادا لفظيا للالتزام بوعوده، لافتا الى انه اول رئيس اميركي يهتم لعملية السلام والقضية الفلسطينية في ولايته الاولى. وقال إن أوباما يريد خلط الأوراق في الشرق الأوسط لنزع ورقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من يد إيران وعدم استعمالها في التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني وموقع إيران في الشرق الأوسط.
واعتبر ان هناك وعيا اميركيا لا يتم التعبير عنه في العلن، ومعالجة القضية الفلسطينية ضمن معالجة تداعيات ومسببات احداث الحادي عشر من ايلول. ورأى بدرخان أن المهم في خطاب أوباما في القاهرة تركيزه على المبادرة للسلام التي لم يأخذها الرئيس جورج بوش الإبن في الإعتبار، وقال إن طرح أوباما واضح على الرغم من وجود بعض النقاط الغامضة، وإنه بات معلوما أنه يريد خطوات في الجانب العربي كالتطبيع مثلا.
وأكد أن خطاب نتنياهو في جامعة بار إيلان امتص إيجابيات خطاب أوباما، معتبراأن إسرائيل تعيش ارتباكا منذ وصول نتنياهو إلى الحكم. وتوقع حصول خلافات بين أوباما وإسرائيل من جهة وبينه وبين الكونغرس من جهة اخرى بسبب مقاربته الجديدة التي سيمضي فيها وفقا لما يعتبره مصلحة بلده، لافتا إلى أن ما يحميه وجود مجموعة من المستشارين اليهود الأميركيين إلى جانبه الذين يعرفون طريقة عمل نتنياهو وديماغوجيته.
ورأى أن نتنياهو سيخضع في نهاية المطاف للضغوط الأميركية، لكن ما ساعده تجديد ولاية الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، ما يبرر مطالبته بمنح اولوية المواجهة لايران. وقال ان اسرائيل تنظر الى الصراع على انه ايراني اسرائيلي في حين ان العرب ليسوا موجودين.
واعتبر بدرخان ان حركة حماس يهمها اعتراف اخصامها بوجودها كجزء اساسي من الواقع السياسي الفلسطيني، وقد كان كلام اوباما عنها في خطابه مقبولا عندما اعترف بوجودها كفريق سياسي. ولفت الى ان في فترات معينة تكون حماس مرنة لاسباب عدة كتمرير الحوار مع السلطة الفلسطينية، وهي تتعرض لضغوط عربية ومن الجانب السوري لبلورة حل فلسطيني داخلي.