-نلتقي في هذا اليوم، يوم «العشاء القروي» حيث من تقاليد القرى السنوية ان تختار يوماً تحضر فيه المأكولات القروية اللبنانية، والتي اندثر اكثرها في المدن. وقد اختار ابناء بلدتنا هذه المناسبة لنكرم كبيراً منها، ولنقدم له واجب الوفاء والشكر.
- في البداية أود ان أشكر ذلك الرجل الكبير، دولة الرئيس عصام فارس الذي يقدم ويشجع وينمي بكل نبل وصمت وتواضع، دون الإلتفات الى لون او عرق او انتماء حتى بات قدوة في التعامل والتواصل السياسي والاجتماعي ومفخرة لبنان عامة وعكار خاصة، على كل ما قدمه ويقدمه، للجميع.
- تعاطى السياسة من وجهها الايجابي، وفهمهاوطبقها على انها الانماء والبناء والتعليم وتحسين مستوى الفرد. ان السياسة بالنسبة اليه هي خدمة شاملة للوطن والمواطن تطاول البشر والحجر والشجر. ولكن عندما تتحول السياسة الى السلبية والعنف وينحط الخطاب السياسي ويتهدد الأمن والاستقرار وتتلبد سماء الوطن بالغيوم السوداء تراه جانباً «يضيء شمعة بدلاً من ان يلعن الظلمة».
- ممارساته في السياسة وشعاراته خير دليل على ما نقول هي: «العطاء دون مقابل» أو «نحن على نفس المسافة من الجميع» او «لا خصومة مع احد» حتى اذا ادعى احدهم خصومته في مكان ما أو في زمان ما... فانه كان يقابل ذلك بتسامح الكبار الكبار، وبكبرياء الرجال الرجال... فبات اسمه لقباً في حد ذاته وأكبر من كل الصفات والألقاب السياسية المتداولة.
- حقق الكثير من المشاريع في بينو، وكان المشروع الوحيد الذي كنت اعتبره ضرباً من ضروب الخيال هو إمكانية افتتاح فرع لجامعة، لأية جامعة في بينو، ولو تدريجيا اي افتتاحها كلية بعد كلية. ان هكذا مشروع ينمي البلدة ومعظم قرى عكار لأنه يشجع على الهجرة المعاكسة، اي الهجرة من المدينة الى القرية. فترتاح المدينة من أحزمة البؤس المحيطة بها وتنمو القرية وتزدهر.
- وتحول الخيال مع الرئيس عصام فارس الى حقيقة، اذ فوجئنا منذ سنة ونصف السنة، بأنه وان كان في الخارج، الا ان بينو واهالي بينو لا يفارقون عقله وقلبه ووجدانه، فرصد واعطى تعليماته ببناء وتجهيز «معهد عصام فارس للتكنولوجيا - فرع جامعة البلمند». مع تحصين هذا المشروع وربطه بشبكة اوتوسترادات باتجاه الدريب والشفت، مما سيحقق للبلدة ولعكار قفزة نوعية على الصعيد الانمائي والاجتماعي.
- انه صاحب مدرسة سياسية: يتصرف مع كل الأطراف السياسية بنفس الاحترام والمحبة والتواضع طالما كان ذلك في خدمة الوطن والمواطن. اما عن عطاءاته منذ اربعة عقود وحتى الآن، فالوقت لا يكفي لسردها والارقام لا تكفي لتوثيقها حتى اني لا اجد سوى القول المأثور يلاحقه وينطبق عليه «من نعم الله عليك حاجة الناس اليك».
- وكنت دائماً، وبسبب امكانيات البلدية المتواضعة، الجأ الى الاستعانة بمؤسسة فارسالكريمة، والتي وللحقيقة والتاريخ، كانت تستجيب بكل سرعة ومحبة وتفهم لكل ما طلبته منها كرئيس للبلدية، وقد طلبت الكثير الكثير من دولته، فكان يستجيب ويشجعني على الطلب وعلى عمل المزيد من المشاريع للبلدة.
- ومن احلى عطاءاته الى بينو ولبنان ما أنجبه من عائلة كريمة محبة ومحبوبة تتابع مسيرته بكل نبل ومحبة، فها هو الاستاذ نجاد فارس بيننا اليوم يشاركنا تقاليدنا ويشد من ازرنا، وبالأمس القريب، كان الاستاذ ميشال فارس يشاركنا فرحتنا في وضع حجر الأساس لـ«معهد عصام فارس للتكنولوجيا - فرع جامعة البلمند».
- في النهاية الشكر كل الشكر لدولة الرئيس عصام فارس ومؤسسته الكريمة على كل ما قدموه لهذه البلدة الوفية والى عكار منذ اربعة عقود وحتى الآن.
- ولا يسعني الا ان أشكر سيادة المطران باسيليوس على تشجيعه الدائم والدؤوب لهذه البلدة وتواصله المستمر مع اهلها.
- كما أشكر الاستاذ نجاد على تلبيته دعوتنا هذه وتشريفنا بحضوره بيننا. والى ضيوفه الكرام اقول: «طالما حللتم في بينو، فنحن الضيوف وأنتم رب المنزل».
- وأخيراً أود أن أشكر كل من شارك من شبان البلدة وعمل على تنظيم هذا اللقاء كما أشكر سيدات البلدة على ما بذلنه من وقت وجهد لتحضير هذه الأطعمة القروية الشهية والصحية وعلى كل ما قمن به في هذا المجال.
العميد المتقاعد جرجي وهبه
رئيس بلدية بينو