نظم مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية لقاء تحت عنوان الظاهرة الجنبلاطية: ثوابت ومتغيرات. تحدث فيه الوزير السابق محسن دلول الذي رأى ان جنبلاط يحاول تجنب توريط الدروز في مواجهة سنية - شيعية يعتقد أنها ستحصل، وشدد على أن العقدة الحكومية ليست عند العماد ميشال عون او قوى 8 آذار أو وليد جنبلاط لأن هناك قوى إقليمية ودولية تريد فؤاد السنيورة رئيسا للحكومة وليس سعد الحريري.
في بداية اللقاء كانت كلمة لمستشار المركز الدكتور رغيد الصلح الذي رأى أن محاولات تفكيك الظاهرة الجنبلاطية تندرج في اطار خانتين رئيسيتين: الاولى، علم السياسة حيث ينسب المعلق او الناقد الى الزعامة الجنبلاطية دأبا لا ينقطع على متابعة الاوضاع المحلية والاقليمية والدولية، وسعيا مستمرا للتأقلم معها وللابحار الآمن في مياهها العاصفة والمتقلبة. والثانية، علم الاجتماع السياسي الذي يحفل بالدراسات المتعلقة بالزعامة الكاريزماتية. وقال إن ما يضفي على هذه الزعامة طابعها الخاص هو نمط العلاقة بين الزعيم وانصاره وتبنى على اساس الاقتناع الراسخ بمزايا الزعيم الخارقة وعلى الايمان بها لكي تتطور وصولا الى الاقرار بأن اطاعة الزعيم هي واجب وليست خيارا، لافتا إلى أن ميزة الزعامة الاعظم هي انه يستطيع حمل أنصاره مرة أخرى على نبذ هذه الثوابت وصولا الى الإقتناع بنقيضها. وذكر بأن الزعامة الجنبلاطية ساهمت بدور رئيسي في هندسة السياسة اللبنانية، ولعبت في كثير من الأحيان دور الفاعل المرجح في التوازنات السياسية الدقيقة في بلد لبث منذ ولادته في حالة مخاض مجتمعي دائم.
دلول
ثم تكلم دلول فكشف أن جنبلاط يعرف من كتب تقرير (دير شبيغل) عن تورط حزب الله في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأنه كتب في بيروت، مشيرا إلى أن جنبلاط قال له نحن ذاهبون إلى كارثة، واكد أن هناك من ورط جنبلاط في قضية الكاميرا على مدرج المطار والمرسومين الشهيرين في الجلسة الحكومية في 5 آيار 2008. ولفت إلى أن جنبلاط خرج من الأكثرية بعدما تبين ان ظهره غير محمي في أحداث 7 آيار وذلك بعدما أوهمته الأكثرية بوجود ميليشيا قوية تضم آلاف المقاتلين من عكار وغيرها قادرة على مواجهة حزب الله ورده إلى آخر صور، بحسب ما قيل في أوساط الأكثرية. واكد أن رئيس اللقاء الديموقراطي فجع بالمواقف الأميركية المتناقضة ويطرح حاليا علامات استفهام على هذه المواقف، بعدما كان يتأثر سابقا بدعم السفير الاميركي السابق جيفري فيلتمان. ورأى أن جنبلاط يخشى تحالفا سنيا مارونيا يصبح الدروز معه من دون تأثير في مجرى السياسة اللبنانية ولذا يحاول الإلتفاف على تحالف كهذا كان عانى منه والده. وأشار إلى أن السنة باتوا في الشوف يقاربون الثلث وإلى أنه نقل الخشية الجنبلاطية إلى الرئيس المكلف سعد الحريري.
وأضاف أن جنبلاط نقل إليه تصريحا لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع يقول فيه إن 14 آذار هي في صميم مبادئ الجبهة اللبنانية وتلتزم مقررات سيدة البير ولم يرد عليه أحد من قوى 14 آذار، إضافة إلى تصريح لنائب آخر يتساءل فيه عن السبب الذي يمنع عقد صلح مع إسرائيل، وأن جنبلاط قال تعليقا على هذه التصريحات: انا مني هيك. ورأى أن سلوك جنبلاط في المرحلة المقبلة مرتبط بموقف السعودية، فإذا تباينت الآراء فيها حيال الوضع اللبناني سيذهب بعيدا في موقفه الحالي، أما إذا كان الموقف السعودي واضحا فإن جنبلاط سيعود إلى سرب قوى الأكثرية. ولفت إلى أن آل جنبلاط تاريخيا يرتبطون بعلاقة وثيقة برموز معينة ويتوارثون هذه العلاقة الجيدة ما يجعلهم يستشيرون هذه الرموز في تحركاتهم السياسية. فإذا أراد جنبلاط زيارة إيران فإنه سيفعل ذلك بعد استشارة الملك عبد الله وإذا أراد زيارة سوريا فإنه سيستشير رئيس الأركان السوري السابق حكمت الشهابي.
وشدد على استحالة أن تكون أقدار البشر وخياراتهم بمنأى عن منابتهم الإجتماعية، معتبرا أن وليد جنبلاط أصبح زعيم الدروز الأوحد لأن لديه مرونة والقدرة على تغيير مواقفه، في حين ان والده كمال كان ثابتا وينتهج سياسة متكاملة ولذلك لم يستطع التفرد بزعامة الطائفة الدرزية. ولم يشارك دلول توقع جنبلاط بانفجار الصراع السني الشيعي لأنه يعتبر أن خلفية الصراع ليست دينية.
ودعا دلول إلى إعادة بعض صلاحيات رئاسة الجمهورية كحل مجلس النواب ومهلة توقيع المراسيم. وقال إن الإقتناع بإعادة بعض صلاحيات الرئاسة أكدته أزمة التكليف الحالية حيث أن الأمر مرتبط بالرئيس المكلف الذي يسافر ويبتعد من دون أن يكون الرئيس قادرا على البت بهذه المسألة.