فؤاد دعبول (حكومة ناجحين)
الناس تريد الدولة. تبحث عنها ولا تجدها. أخيراً، طلع بض المنجمين بفكرة (حكومة تكنوقراط). أي حكومة متخصصين في أعمال محددة. وتضم حملة شهادات معينة. والجميع في لبنان، باتوا يدركون استحالة تأليف هذا النوع من الحكومات، بعد (اتفاق الطائف). ولو أنصفوا لطالبوا بـ (حكومة ناجحين). لا بأشخاص قد يحققون نجاحات أو إخفاقات. وهذه الدعوة، قد تنطبق على وجوه تعمل في الخارج. أو على رجال ينشطون في الداخل. لكن ليس شرط النجاح، الاختصاص والشهادات. ومن هؤلاء نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس. هذا الرجل الكبير، يرفد الأعمال الخيرية والعمرانية، بعشرات المشاريع الانسانية والعامة.ولو كان مقيماً في الخارج. وكان آخرها ما جرى في بلدة رحبة. في كلمة مدير أعماله في لبنان سجيع عطيه، أن الرجل يعيش الحنين الى الوطن. وإذا كان عصام فارس ينكفئ عن العودة، لأسباب يعرفها الجميع، هل فكَّر أحد، في هذه الدولة، بمناشدته العودة الى الوطن? وإذا كان عصام فارس، يعتقد أن قطار الوقت لا يسمح بالصعود اليه، لماذا لا يناشدونه أن يدفع بأحد أنجاله، الى الصعود الى (قطار الناجحين)? لا أحد يحجم عن العطاء، إذا كان مطلوباً. ولا أحد يتراجع عن المشاركة مع مَنْ هم في عمرهم عن تلبية نداء الخدمة العامة. لماذا لا يدعون الشاب اللامع نجاد عصام فارس، وهو يقود أكبر مؤسسة لخدمة لبنان، في الولايات المتحدة? لماذا لا يدعونه للعودة من هيوستن، ليساهم مع سعد الحريري وسواه، في خدمة لبنان، وفي (حكومة كل لبنان)? سعد الحريري ونجاد فارس، من جيلين متقاربين. ولقاؤهما ضروري الآن، خصوصاً وأن السياسيين عاجزون عن الاتفاق، وعن المشاركة في (حكومة وحدة وطنية). *** طبعاً، لا نطلب المستحيل، بل نسعى الى ما هو معقول والى ما هو مطلوب من الناس، ومرغوب فيه من الجميع. وهذا لايمنع من أن يصار الى ضم الأكفياء الى الحكومة المقبلة، لتصبح (حكومة ناجحين). وفي البلاد وجوه لامعة في العمل العام. ثمة رجال نجحوا وينجحون في عملهم الخاص. هؤلاء، هم المؤهلون لنقل نجاحاتهم الخاصة الى الأعمال العامة. وهذه ليست دعوة الى تجاهل السياسيين، بل دعوة الى مشاركة الجميع في أعمال عامة لا خاصة. وهذه هي المشاركة الحقيقية، في بناء وطن، يبحث عن العقلاء ليقوموا بما يمليه عليهم ضميرهم الوطني. شهران انقضيا، والبلاد من دون حكومة. في البلاد رجال ونساء يقودون مؤسسات وأعمالاً، في خدمة لبنان. لماذا لا يُستنجَد بهؤلاء، ليقوموا بخدمة وطنهم، كما قاموا ويقومون في خدمة مؤسساتهم? كان الأستاذ الكبير سعيد فريحه، بعيد الاستقلال، يجعل من قلمه المبدع، سوطاً على الفساد، وصوتاً للاصلاح. كم مرة دخل السجون، وهو ينهال بالسوط على رموز الفساد والمفسدين. لكنه جعل من (دار الصياد) قلعة حصينة، ومنيعة للدفاع عن الحق، وسحق الباطل. اليوم، مطلوب من اللبنانيين جميعاً، مَن هم في الداخل، ومَن هم في الخارج، أن يتجندوا لإنقاذ لبنان مما يتهدده من أخطار. نعم، البلاد تريد حكاماً ناجحين، يؤازرون رئيس الجمهورية، في تطلعاته الى وطن يستحق التضحية، والانتصار على الفلتان والفساد وعلى المفسدين.