صوت الشمال- 20 تشرين الثاني 2009
عندما كانت كل السياسة اللبنانية تقف عند حدود تنازع حقائب وبعض الاعتبارات المحلية الصغيرة، كان عصام فارس يكرّم في نيويورك لدوره الكبير العابر للحدود في حلّ نزاعات العالم.
وفيما كان كل العالم يهتمّ بحلّ أزمة لبنان، كان عصام فارس كلبناني يساهم في معالجة أزمات العالم وفي إحقاق السلام، يقف على منصة التكريم في فندق والدورف أستوريا في نيويورك إلى جانب الرئيسين الأميركيين السابقين جورج بوش الأب وبيل كلينتون.
كان كل اللبنانيين فخورين بهذا التكريم، كانوا يقولون هذا الرجل من عندنا، من بينو العكارية، من الطائفة الأرثوذكسية التي تجسد الوطنية بكل اعتزاز، لكنها ترفض دائماً المساحات الضيقة، وتذهب إلى آفاق أوسع، فلا تنحصر في قوميات انتهى عصرها، بل تنتمي إلى قيم إنسانية تصلح لكل مكان وزمان: العدل والحرية والمساواة وحقوق الإنسان.
هكذا، ينظر عصام فارس الآتي من بلد عانى الحرب وويلاتها إلى دوره في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات يقول محقاً إنها "انتشلته من محدودية المنطقة إلى لا محدودية العالم وإشكالاته، ورفعته فوق مشاكلنا المحلية (وما أكثرها في الأعوام الأخير) لتفتح أمامه آفاق الكرة الأرضية بكاملها والاهتمام بواقع الإنسان كإنسان أينما وُجد".
الإنسان نعم، الإنسان هو القضية وهو الأساس. ليت كثيراً من سياسيينا يتعلمون أن يرتفعوا، ولو على المستوى المحلي، فوق صغائر المشاكل، ليرتقوا إلى سمو العمل من أجل الإنسان. ولكن يا للأسف، إذا كان عصام فارس جنّد نفسه لحلّ أزمات العالم، فنحن نرى آخرين في بلدنا جنّدوا طاقاتهم لافتعال كل أزمات العالم في لبنان.
نحن فعلاً نحتاج إلى تلك القيم التي يحملها عصام فارس، والتي كرّم من أجلها.مبروك للبنان تكريم الصديق عصام فارس، وتحية إلى لبناني آخر رفع رؤوسنا ورفع اسم بلده بين كبار العالم.