صوت الشمال- 20 تشرين الثاني 2009
قلّة هم الرجال الذي يمكن أن يكونوا قدوةً، أو يمثلوا ظاهرةً تُحتذى، وأهمية عصام فارس ليست في أنه كان من هؤلاء القلّة فحسب، بل إنه كان المميز بينهم، فأمسى مثالاً أعلى في العصامية، وناموس جود وكرم، ومدرسة في المواطنية تكرّس أصالة الانتماء.
من بينو العكارية المتواضعة، من عبق التربة ورائحة السنديان، وخمائل الورود التي تزيّن عتبات المداخل، تنشقّ روح التصميم والإرادة وشقّ عصام فارس دربه متكلاً على نفسه وعلى ما أعطاه الله من مواهب، ليرتقي في عالم الأعمال، مؤكداً لكل شاب طموح وموهوب أنّ الدروب تتّسع للرجل على قدر ما يواظبون وما يثقون بقدرتهم على ترجمة رؤاهم.
ولما استطاع عصام فارس أن يقطف بسمة القدر، وأمسى من كبار رجال الأعمال في العالم، ما نسي الوعر، وما نأى من قرى وما فيها من فقراء ومنسيين، بل صمّم أن يزرع البسمة على وجوه كثيرة كان الحرمان قد ألبسها الحزن فقراً وعوزاً. ونشطت مؤسس فارس وتنوّعت أوجه خدماتها في مجالات الصحة والتعليم والزراعة والبنى التحتية، واستطاع أن يقيم في الصحارى العكارية واحات ما زالت تنمو وتتسع.
ما غاب عصام فارس عن لبنان بل جعل لبنان حاضراً معه في المحافل الدولية وعلى منابر التكريم. فعندما وقف عصام فارس إلى جانب رئيسين لأكبر دولة في العالم، كان لبنان هو المكرّم، وكانت عكار تتمرّد على كونها نائية منسية، لتعلن للكون حضورها الفاعل في قلب الحدث.يا دولة الرئيس عصام فارس، لا شك أنّ لورشة الإعمار حنين إلى حضورك الحي والفاعل، وكلنا ثقة أنك لم تبخل بالغالي ولا الرخيص في سبيل أن نواجه معاً كل التحديات، ونعبر معاً إلى شاطئ الأمان.