اقيمت ندوة في مركز عصام فارس بعنوان السياحة بين الصناعة والثقافة، حيث استهل الكلام مدير المركز السفير عبد الله بو حبيب الذي دعا إلى مواصلة التقدم الذي يحققه لبنان في مجال السياحة وابتداع رؤى ومشاريع جديدة ومبتكرة وتطبيقها خاصة في مناطق الأطراف، كالكازينوهات والمنتجعات التي تقدم خدمات متكاملة. ولفت إلى أن التوزيع للاهتمام السياحي على المناطق اللبنانية كافة يسمح باستفادة مختلف فئات الشعب من العائدات ويرسخ استقرار المواطنين في قراهم ومناطقهم ويعزز التنمية المتوازنة. الوزير عبود ثم تكلم الوزير عبود فأكد أن صناعة السياحة هي وسيلة فاعلة لتحقيق التنمية الإقتصادية، لكن رغم ذلك ما زال لبنان يقف موقف المتفرج من تلك الصناعة التى يمكن أن تؤهله لتبؤ مركز الصدارة فى هذا القطاع الاقتصادي المهم لافتا إلى أن القطاع السياحي في لبنان عشوائي وغير منظم ولا يعتمد خططا ذات جدوى اقتصادية، وإلى أن على الرغم من اقتناع الجميع بأن القطاع السياحي يشكل الدخل الاكبر في لبنان ٢٥% من الدخل القومي الا ان التعاطي معه لا يتوافق مع أهميته، فوزارة السياحة مهملة وميزانيتها ضعيفة لا تؤهلها القيام بمشاريع تنموية أو تسويقية. وعدد الوزير عبود مشاكل كثيرة تواجه تطوير السياحة، فلفت إلى أن هناك إهمالا كبيرا لجهة التعرفة المرتفعة للتاكسي في المطار والتي تعكس انطباعا سيئا لدى السائح داعيا إلى تنفيذ القانون ووضع زي موحد للعاملين في التاكسي. وتحدث عن عدم وجود تعرفة محددة لأجرة الحمال، إضافة إلى وجود عدد كبير غير ضروري من موظفي الأمن العام للتدقيق في وثائق السفر مشيرا إلى الإهمال في المعابر الحدودية البرية التي تسجل نسبة عبور خمسة وثلاثين ألف شخص في اليوم، وإلى أن مرفأ بيروت يعتبر الأغلى ثمنا للركاب في العالم. كذلك تناول الوزير عبود مشاكل الرخص السياحية في الجميزة إذ أن معظمها حاز على ما يسمى برخص المرحلة الأولى للتجهيز لكن هذه الرخص أنشئت على أساسها مطاعم وملاه ليلية مشددا على أهمية المعالجة الدقيقة لأزمة السير في الجميزة لأنها باتت معلما سياحيا بالغ الأهمية في لبنان ونالت شهرة في كبريات الصحف العالمية. وتطرق إلى مسألة الشرطة السياحية وضرورة تفعيلها لمراقبة المخالفات ووقفها، وشدد على منح وزارة السياحة صلاحيات أكبر على المطاعم والسائقين العموميين مؤكدا أهمية وجود موازنة لتنفيذ الخطط المقترحة لتفعيل السياحة. وقال الوزير عبود:يجري العمل الآن على إعداد خطَّة متكاملة لتطوير القطاع السياحي، تركِّز على وضع استراتيجية لسياحة مستدامة وتحديث وزارة السياحة والعمل على تعزيز صلاحياتها والعمل على توسيع النشاط السياحي على كامل الأراضي وتنمية السياحة الداخلية، والتشديد على العمل على استقطاب فئات جديدة من السياح مضيفا أن من بين الخطط التركيز على تطوير السياحة البيئية والسياحة الريفية والسياحة الدينية والسياحة الطبية العلاجية والتجميلية والسياحة الثقافية، فضلا عن تنمية الموارد البشرية في القطاع السياحي وتفعيل دور الشرطة السياحية وتأمين مراكز استقبال وخدمات في المطار وفي كل المعابر الحدودية، البرية والبحرية. وأشار وزير السياحة إلى أن من بين الأفكار الموضوعة جعل مرفأ جونيه صالحا لاستقبال السفن السياحية وتعزيز امكانات المرافىء الأخرى على المدن الساحلية وتشجيع الاستثمارات في القطاع السياحي مشددا على أن السياحة الثقافية تحتاج الى تعزيز وترويج في لبنان ومعتبرا أنها كنز مغمور يمكن أن يدر أموالا طائلة على لبنان وشعبه الذي يجهل قيمة ما يمتلكه من ثروة تاريخية أصبحت مهملة وفقدت قيمتها مع الزمن بغياب الاهتمام بها والترويج لها. ولفت إلى ان هذا النوع من السياحة هو المدخل نحو خلق انماء سياحي على كامل الاراضي اللبنانية بسبب التنوع الثقافي في المدن والبلدات والقرى اللبنانية المتعددة، وخلق تخصص سياحي في كل منطقة بحسب ثقافتها، والترويج لمخزون لبنان الثقافي. وقال:بعدما وضعت منظمة الأمم المتحدة خمس مدن لبنانية على لائحة التراث العالمي، وهي بعلبك وصيدا وصور وطرابلس وجبيل، يجب ان يتم التعريف على المزيد من المواقع الهامة دوليا، ورفع مستوى الإهتمام العام بالنشاطات الثقافية والفنية وسياحة المؤتمرات والمعارض، كذلك ضرورة خلق تعاون وثيق مع وزارة الثقافة وتوحيد الجهود لتنمية السياحة الثقافية التي تؤمن سياحة مستدامة. ورأى أن التراث الثقافي للبنان يمد صناعة السياحة بعناصر جذب مميزة وموارد للمنتجات السياحية، في حين تعتمد صناعة السياحة على عرض ذلك التراث وتقديمه، والاهتمام اللازم لحمايته. وذكّر بأنّ العديد من الحكومات في كل انحاء العالم تشجع السياحة الثقافية كأحد اهم عناصر السياسات السياحية مشيرا إلى أن حسب تقديرات منظمة السياحة العالمية فإن السياحة الثقافية تمثل حوالى ٣٧% من اجمالي سوق السياحة الدولية، اي ما يوازي ثلث اجمالي النشاط السياحي في العالم. وقال: من المهم أن توفر السياحة الثقافية للزائرين تجربة فهم تراث وثقافات المجتمعات لافتا إلى ان العلاقة بين المواقع التاريخية والتراث والسياحية هي علاقة ديناميكية ويجب ان تدار هذه المواقع بطريقة مستدامة للأجيال المعاصرة القادمة. ودعا إلى اشراك المجتمعات المستضيفة وكذلك السكان الاصليين في عمليات تخطيط الحفاظ والاستثمار السياحي معا، وإلى أن تستفيد المجتمعات المستضيفة من نشاطات السياحة والحفاظ على السواء. وختم الوزير عبود: هناك الكثير من العمل لخلق انجازات سياحية تضع لبنان على خارطة السياحة العالمية وخاصة ان تكبير حجم الإقتصاد يعتمد على تنمية اوجه الانتاج وهي الصناعة السياحية، والانتاج الصناعي والزارعي مؤكدا ان هذه المهمة تتطلب تضافر جميع الافرقاء والتعاون بين القطاعين العام والخاص للوصول الى نتائج ملموسة.