فؤاد دعبول كلامه من ذهب
الأنوار- 11 شباط 2010
كانت طرابلس بممثليها في التكريم. والفيحاء، لم تقصِّر يوماً بحق أحد. فكيف اذا كان الداعي كبيراً. ... وكان المدعو الى التكريم متروبوليتاً. عصام فارس أحب، وهو بعيد عن لبنان، أن يكرِّم المطران افرام كرياكوس. وهو الآتي الى العاصمة الثانية. يمتشق صولجان المحبة في يد. وعصا الرعاية في اليد الأخرى. بإسمه، ونيابة عنه، عرف ممثله الطريق. والعميد وليم مجلي نجح، كما هو دائماً، كيف ينبغي أن تكرّم (مؤسسة فارس) المتروبوليت الجليل. والمتروبوليت كرياكوس، قالها صراحة: يجمعنا اليوم دولة الرئيس عصام فارس. وليقول لنا إننا واحد في خدمة هذا الوطن. وأنا أقول لكم إننا مدعوون الى اكتساب لغة الناس. الانسان اليوم جائع الى الخبز... وجائع الى العمل. سيادته، يدرك أن عشرات الشباب الآن، هم من دون عمل. وان لبنان بحاجة الى أشخاص متوثبين فكرياً وعملياً. كأنَّ في كلامه (ثورة هادئة). و(الثورة) عادةً لا تعرف الهدوء. *** الا ان الكلام الأكثر واقعية، هو كلام المفتي الدكتور مالك الشعار. هذا الرجل يدهش الناس برأيه وبرؤيته. قبل ارتقائه سدة الافتاء، كان يفيض على الناس، بالتوجيه الخلاّق والنصائح. وبعد اختياره لمنصبه، وهو يدأب على الكلمة الحرة. وينادي بوحدة الفيحاء والشمال. وسماحته أثنى بحرارة، على الدور الذي يقوم به عصام فارس. وصفه بالرجل العصامي. وبأنه أحبّ الشمال، وخصوصا عكار. وبأن لبنان أحبّه. وأحبّه الشمال، وأهل لبنان عامة. وأعطى بسخاء ورعى مشاريع الخير والتعليم. واعتزل السياسة، ولم يعتزل فعل الخير. ولا توقف عن رعاية العطاء والمؤسسات الخيرية. وكان عند المفتي عتب على الرئيس عصام فارس. ... (يطول غيابك)... ولبنان لا يستحق ذلك. الشمال وطرابلس وعكار بانتظارك. *** هذا كلام من ذهب. يصدر على لسان عالم جليل ومحب. ويعبّر عن شوق الناس، واشتياقهم الى رجل الخير والعطاء. عصام فارس لم يجفّ عطاؤه عن أحد. لكن الناس تحب عطاياه. تريدها... وتريده أيضا. كانوا يتمنّون لو ان الأمور في البلاد جرت على ما يُرام. ... وجرت الاستعانة بأحد أنجاله. لكن الرياح جرت عكس ما تشتهيه السفن والنفوس. وتمّ ما تمّ... لا استطعنا اعادة الغائبين. ولا استطاع الحاضرون العمل والعطاء. وتلكم هي الكارثة.