أخبار ونشاطات مختلفة
PrintEmail This Page
في السفير: الجومة فوق «بركان» هادئ.. وفارس يطلق «كلمة سر» للتوافق
14 أيار 2010

نجلة حمود

عكار:

السفير- 14 أيار 2010


للانتخابات البلدية في منطقة الجومة ـ عكار التي تضم سبع عشرة بلدة، خصوصية معينة بسبب كثرة اللاعبين على الساحة السياسية في المنطقة المتنوعة طائفياً، فهي منطقة نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس وفيها حضور قوي لتيار المستقبل والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والقوميين والشيوعيين ونواب سابقين وحاليين.

وبما أن السياسة حاضرة في المنطقة، وكان من المتوقع أن تشهد غالبية البلدات معارك بلدية واختيارية، أطلق عصام فارس «كلمة السر التوافقية» عبر سعيه من خلال رئيس اتحاد بلديات الجومة سجيع عطية لإحلال الوفاق في غالبية المجالس البلدية، خصوصاً تلك التي قد تشهد حماوة معينة كبلدات رحبة وبزبينا وبيت ملات والبرج، بسبب وجود حيثيات معينة متداخلة مع بعضها البعض كالحيثية الحزبية والعائلية والخدماتية.

تضم منطقة الجومة بلدات صغيرة إجمالاً بحيث لا تتجاوز مجالس بلدياتها الـ 15 عضواً باستثناء بلدة عكار العتيقة التي يضم مجلسها 18 عضواً.

البداية من بلدة إيلات المختلطة طائفياً، حيث تبدو المنافسة محتدمة بقوة على رئاسة المجلس الذي يضم تسعة أعضاء، بين لائحتينن، الأولى يرأسها رئيس البلدية الحالي حنا فياض، والثانية يرأسها عضو البلدية السابق عبد الرؤوف المحمد، وذلك بعد فشل مساعي التوافق بين الطرفين، خصوصاً أن خلافاتهم قديمة وكانت كفيلة بتعطيل المجلس الحالي طوال الست سنوات الماضية.

وفي بلدة ضهر الليسينة، أسفرت مساعي التوافق عن إنجاز لائحة واحدة برئاسة رئيس البلدية الحالي إلياس نعمان المكاري وأعضاء لائحته لتجنيب البلدة التي لا يزيد عدد ناخبيها عن 600 ناخب معركة لا طائل منها.

في بلدة جبرايل، يبذل مدير عام مؤسسة فارس العميد وليم مجلي مسعى لتأمين التوافق الذي يرجح أن يرسو على رئيس البلدية الحالي صفا عبود المجلي على رأس لائحة وفاقية من 12 عضواً.

وفي بيت ملات اتصالات ولقاءات بين القوى السياسية (التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب) والتي من الممكن أن تثمر لائحة توافقية برئاسة ألبير الحج وجورج الصيفي، على أن يتم تقاسم ولاية رئاسة المجلس الذي يضم 12 عضواً مناصفة بين المرشحين، بغية تجنيب البلدة معركة سياسية حادة بين ثلاث لوائح في حال فشل التوافق، الأولى برئاسة المهندس أنطوان عبد المسيح المدعوم من التيار الوطني الحر، والثانية برئاسة شاهين شاهين المدعوم من القوات، والثالثة برئاسة المحامي خليل نادر المدعوم من الكتائب.

وتتجه بلدة عين يعقوب التي يبلغ عدد ناخبيها 1350 ناخباً من السنّة نحو معركة كسر عظم داخل البيت الواحد، فالبلدة محسوبة على تيار المستقبل، الا أن ما جمعته السياسة فرقته الحسابات العائلية الحادة، وبناء عليه فالتنافس سينحصر بين لائحتين، الأولى برئاسة الرئيس الحالي ماجد عزت درباس، والثانية برئاسة طلال درباس.

وتتركز الجهود على بلدة رحبة التي تشهد منذ مدة حراكاً سياسياً لجمع مختلف الأطراف الموجودين على الساحة الرحباوية التي تعتبر مثالاً للعيش المشترك المسيحي الاسلامي، إلا أنها لم تنأى بنفسها عن الانقسامات السياسية الحادة داخل الطائفة الواحدة والتي بلغت حد القطيعة بين الأخ وأخيه.

ونظراً لحساسية الموقف وخصوصية رحبة التي تحوي مختلف الأحزاب والأطراف السياسية من تيار وطني حر وقوات وقوميين وشيوعيين وحيثية عائلية للنائب السابق عبد الله حنا، وحيثية خاصة لنائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، الا أن هذه الأحزاب تبدو موزعة بشكل متقارب جداً على الطرفين المتنافسين، فالتنسيق حاضر بين التيار الوطني الحر والحزب القومي ومؤسسة فارس، فيما يشكل الشيوعيون والنائب السابق عبد الله حنا وبعض العائلات قوة بوجه الفريق الأول.

ويصر رئيس بلدية رحبة الحالي سجيع عطية على استكمال المساعي بالتنسيق مع التيار الوطني الحر والحزب الشيوعي الذي تدخل كوسيط لتليين الموقف بعد اصطدام اللجنة المحلية التي كانت تتولى عملية الوفاق بحائط مسدود. وتؤكد مصادر «الشيوعي» أن الخلاف السياسي حاد بين الأطراف المذكورة والقطيعة كانت سيدة الموقف طوال السنوات الماضية مما انعكس سلباً على الشارع، ولأن بلدة رحبة والعلاقات الإنسانية والاجتماعية أهم من كل شيء سارع الحزب الشيوعي الى تبني المبادرة والسير بها، وبالفعل نجح في جمع الخصمين الأساسيين.

وعلمت «السفير» أن الصيغة التوافقية التي تم الاتفاق عليها مبدئياً بين النائب السابق عبد الله حنا ورئيس الاتحاد سجيع عطية تقضي بتقاسم رئاسة المجلس الذي يضم 15عضواً مداورة بين نائب الرئيس الحالي الدكتور جان فياض والدكتور وسام منصور، كما يشمل الاتفاق كيفية تقسيم الأعضاء مع مراعاة تمثيل الطائفة السنية بعضو واحد.

وتؤكد مصادر «التيار الوطني الحر» أن البلدة تتعاطى مع الوفاق بجدية وحذر، وأن التيار منسجم مع مؤسسة فارس ويعملان معاً لإحلال الوفاق. وتؤكد المصادر نفسها أن ما يجمع الأطراف السياسة هو مستقبل البلدة الإنمائي، خصوصاً أن جميع القوى استخلصت العبر من التجربة الماضية ولديها رغبة فعلية بتغيير الواقع. 

وليس بعيداً عن بلدة رحبة ينسحب جو التشنجات السياسية الى بزبينا التي تشترك معها بتعدد القوى السياسية الموجودة على الساحة (من تيار وطني حر وكتائب وتيار مستقبل وحيثية معينة لمؤسسة فارس، والقاضي عبد الله بيطار) والتي كانت كفيلة بحل المجلس البلدي برئاسة ميغال يعقوب شهدا فور ولادته، لذلك تنسحب أيضاً المساعي الوفاقية على البلدة، وإن كان المشهد فيها يبدو أكثر ضبابية، خصوصاً مع كثرة الأسماء المرشحة ذات التوجهات السياسية الواحدة، ولهذه الغاية تنشط المشاورات واللقاءات بهدف غربلة الأسماء المطروحة لرئاسة المجلس الذي يضم 12 عضواً (7 مقاعد للروم الأرثوذكس و5 مقاعد للسنة)، ومن أبرز المرشحين: رئيس البلدية السابق ميغال يعقوب شهدا، ميلاد أنطون، وليم سلوم، طارق خبازي وعبود منصور، مع عدم تحييد الصراع العائلي، خصوصاً مع وجود عائلات وازنة في البلدة (المرعبي، الحموي، مستو، عرابي، الورد، أنطون، تليجي.. وغيرها من العائلات). وأفادت بعض المصادر أن الاجتماعات متواصلة وتحضرها غالبية القوى في البلدة لمناقشة الاستحقاق ولمحاولة التوافق على صيغة معينة تكون كفيلة بإنتاج لائحة وفاقية.

وأثمرت جهود عصام فارس عبر مدير أعماله سجيع عطية في بلدة بينو ـ قبولا عن ولادة لائحة وفاقية للمجلس البلدي الذي يضم 12 عضواً ، حيث تم الاتفاق على المداورة في رئاسة البلدية بين الرئيس الحالي العميد المتقاعد في الجيش اللبناني جرجي وهبة وفايز الشاعر، بحيث يتولى وهبة الرئاسة في السنوات الثلاث الاولى، ويتولى الشاعر الرئاسة في الفترة الثانية.