"النهار" تستطلع أوضاع كبريات بلدات عكار حلبا وببنين والقبيات ورحبة ومنيارة سباق بارد بين التوافق والتنافس
عكار – من ميشال حلاق:
4 أيار 2010
"حركة... بلا بركة"، هذه هي حال الحراك الانتخابي القائم حاليا في مختلف بلدات عكار، ذلك ان كل الكلام السائد حاليا عن امكان التوصل الى لوائح توافقية، خصوصا في البلدات ذات الثقل الانتخابي والسياسي المؤثر في مسار الحياة السياسية، لا يعكس حقيقة ما يضمره الافرقاء المتنافسون سياسيا على امتلاك قوة التأثير البلدية لاعتبارات عديدة، بعضها متصل بنتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، وبعضها الآخر يعود الى الانتخابات النيابية عام 2005 والبلدية التي حصلت عام 2004. كما ان التنافس العائلي القديم انتعش مجددا ايضا على استثارة العصبيات الماضية، كما على هذا الصخب الانتخابي الذي غيب بشكل شبه كلي مسألة التنمية المحلية التي هي اساس علة وجود البلديات.
وتبعا لما تقدم، وحدها المجالس البلدية في البلدات الصغيرة قادرة بحكم الواقع على ان تصنع توافقها الخاص، على قاعدة "مكره اخاك لا بطل"، بحيث انه بالكاد يجري تأمين مرشحين يغطون كامل عدد مقاعد المجلس البلدي فيها.
وعلى رغم الكلام الكثير جدا عن السعي الى التوافق والعمل القليل.. جدا لتحقيقه، تبدو الامور مقتصرة حاليا على اللقاءات والمجاملات ليس الا، ريثما يفتح باب استقبال طلبات الترشيح رسميا في الدوائر المعنية، لتنطلق معها فعليا مجريات الاستعدادات الانتخابية بتسارع اكثر. والسؤال المطروح اليوم هل ستلفح رياح التوافق الذي تحقق في العديد من بلديات جبل لبنان، دائرة عكار؟ نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس الذي له ما له من تأثير وحضور شعبيين في مختلف القرى والبلدات العكارية، والذي يحظى باحترام القوى السياسية والحزبية والشخصيات كافة على تنوع انتماءاتها وتوجهاتها، كان من اوائل الداعين حقيقة الى التوافق في العمل البلدي، والترفع عن الحساسيات الضيقة وتجنيب المنطقة مزيدا من حال الانقسام والسعي لانتقاء الافضل من اجل ادارة الشؤون المحلية على خلفية انمائية بحتة.
هذه الروح التوافقية يحاول مساعدو فارس ترجمتها على الارض بكل امانة، وتعميمها في العديد من البلدات والقرى المعنية، على امل التوصل الى لوائح تتوافق وحاجات هذه البلدات وتلبي طموحات ابنائها حقيقة لا قولا، خصوصا ان فارس عبّر اكثر من مرة عن دعمه ووقوفه الى جانب اي بلدة تختار مجلسها البلدي توافقيا. وفي بلدة رحبة، احدى أكبر البلدات الارثوذكسية، التي يرأس مجلسها البلدي سجيع عطية، مدير أعمال فارس ورئيس اتحاد بلديات الجومة، تجرى اتصالات حثيثة مع مختلف القوى السياسية وسط تمن من فارس على الجميع التوافق وتجنيب البلدة أي انقسام. وتعقد اجتماعات متتالية على أمل التوصل الى التوافق المرتجى مع تأكيد المهندس عطية انه باق على ترشحه في حال تعذر التوصل الى التوافق المنشود.
وفي منيارة، تبدو المواجهة الانتخابية حاصلة بكل تأكيد ما لم تحصل أعجوبة، اذ ان رئيس البلدية الحالي انطون عبود باق على ترشيحه، وقد أعد العدة لخوض معركته، في الوقت الذي يؤكد فيه سليم الزوري انه مقبل على الترشح على رأس لائحة سبق لها ان خاضت الانتخابات السابقة في مواجهة لائحة عبود، مع فارق في التحالفات، بحيث ان ابن البلدة الوزير السابق يعقوب الصراف الذي كان على خلاف مع عبود في الانتخابات السابقة وجير كل رصيده لمصلحة اللائحة المنافسة يقف اليوم الى جانب عبود.