فؤاد دعبول (كاردينال) و(بطريرك) و(فارس)!
انه (الكاردينال). ذهب في زيارة رعوية الى الشمال. لكنه دخل الى عاصمته دخول العظماء. ورحّبوا به ترحيب الكبار. هل كان يومه، يوماً عادياً? هل صودف ان كان له هذا التكريم? البطريرك الماروني كان (بطريرك لبنان). لا رجل طائفة، من طوائف لبنان. كان البطريرك الأرثوذكسي اغناطيوس الرابع هناك. وكان ممثلا بالمتروبوليت باسيليوس منصور. وكان أيضا هناك، في بينو، بلدة الرجال، والكبار، زينة الرجال، الرئيس عصام فارس، ممثلا بمدير أعماله في لبنان المهندس سجيع عطيه. وصل الكاردينال، أولا الى الفيحاء. وفي مدينة التاريخ والايمان، وقف رجل مؤمن وعالم، هو المفتي الدكتور مالك الشعار. ورحب سماحته بسيّد بكركي باسم طرابلس وقادتها ونوابها والرجال. كان اللقاء في طرابلس، عرساً للتعايش المشترك. وفرحة باللقاء الذي جمع التنوّع السياسي والتعدّد في الطوائف. وهكذا الأمر كان في عكار. و(الكاردينال) هتف بأن اللبنانيين قادرون على تجاوز الصعوبات برصّ الصفوف. * * * هل كانت فرحة الشمال بالكاردينال عادية? لا، كانت حفاوة غير عادية. كانت فرحة لبنانية، لا مسيحية. لبنان كله بطوائفه ورجالاته، كان في استقبال الكاردينال - البطريرك. وزيارته لبلدة بينو، تحوّلت الى يوم تكريم، من لبنان، مهدى الى عصام فارس. رحّب المهندس سجيع عطيه باسم عصام فارس، وفي منزله. وأشاد بما يجمعه بعصام فارس. وفي مقدمة ذلك، الحقيقة، حقيقة الولاء للبنان الواحد. وبقيام دولة العدالة والقانون. كأن عصام فارس كان حاضراً في بيته. طيفه كان في كل زاوية، وفي كل مكان. وكما قال موفد البطريرك هزيم، المتروبوليت منصور، انه في دار العصام، ممنوع أمران أساسيان: أولاً: التفرقة الطائفية، لأن بيت عصام فارس كان وسيبقى لكل الطوائف. وثانياً: هذا البيت مفتوح للمحبة وللخير. ومقفل في وجه تهميش عكار. أما البطريرك صفير، فقد تحدث عن دولة يجدها، اذا أضاعها، في شخص عصام فارس. هل كان غبطته فرحاً بانجازات عصام فارس الانسانية? لقد تحدث وأفاض في الحديث عن مآثره والعطاءات. أعماله لا حصر لها ولا حدود. زرع عكار بالطرقات. وأقام فيها صروحاً جامعية ومدارس. وملأها بدور للعجزة وبالمؤسسات الانسانية. وعندما يقول (كاردينال) بحجم البطريرك صفير، مثل هذا الكلام، فانه يؤرّخ لمسيرة رجل عظيم يعطي في السر أكثر مما يجود به في العلن. من طرابلس الى حلبا والى القبيات وعندقت، كانت ملاحم العطاء تمرّ في بينو والجوار. انه يوم للتاريخ. تاريخ زيارة البطريرك الجليل للشمال. ورمزية الاستقبال التاريخي في الفيحاء، تشير الى رمزية العيش الواحد، في مدينة العروبة والايمان والرجال. ثلاثة جمعهم الناس في تكريم واحد: البطريرك - الكاردينال من بكركي الى جرود عكار. البطريرك هزيم عبر كلمات أودعها في صور ممثله المطران منصور. والنائب السابق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس. رجل يملأ الدنيا حبوراً بعطاءاته. سيّد المسؤوليات الكبرى، ومسؤوليته الأولى كرامة الانسان، وعزّة المواطن وعنفوانه. وعائلة ربّاها على صفاته وسجاياه، فكان صورة لوطن يحتاج الى رجال.