رحلة ضخ الدم في شرايين عكار المحرومة تاريخياً
نجلة حمود
السفير- 15 حزيران 2010
عكار:
فعلت كلمة «السر»، التي أطلقها نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس في الانتخابات البلدية الأخيرة، فعلها في العديد من القرى والبلدات العكارية التي احتكمت للتوافق بعد المساعي الحثيثة التي قام بها مدير أعماله سجيع عطية بالاتفاق والتنسيق مع الفعاليات السياسية والعائلية في المنطقة، وربما تكون بلدة رحبة، مثالاً واضحاً على الانجاز الذي تمثل بجمع الأضداد في مجلس بلدي واحد بعد قطيعة دامت سنوات طويلة انعكست سلباً على العلاقات الإنسانية والاجتماعية حتى داخل البيت الواحد. تركت مؤسسة عصام فارس بصماتها في خريطة عكار وحولتها من منطقة مقطعة الأوصال بأشباه الطرقات الى منطقة حيوية فيها أهم أوتوستراد يربط عاصمة المحافظة حلبا بمنطقة الجومة، ومنها باتجاه القبيات فمنطقة الدريب، والتي كان آخرها شق طريق تربط الدريب الأوسط بالجومة مباشرة. كما حولت عكار الى منطقة تعج بالمؤسسات التربوية والثقافية.
وفي الوقت الذي كان التعليم في عكار يعد المشقة بعينها بالنسبة لآلاف الطلاب الذين كان يتوجب عليهم قطع مسافات طويلة للوصول الى أقرب مدرسة، بات اليوم في متناول الجميع، خصوصاً بعد الدعم الذي قدمه عصام فارس للمدرسة الرسمية عبر المساهمة في إنشاء وترميم العديد من المباني، ومساهمته في تعزيز المدرسة الخاصة عبر تزويدها بالتجهيزات المكتبية والإدارية والمعلوماتية الكفيلة بإنتاج جيل يمتلك المعرفة والثقافة.
هذا الجيل الذي تبناه فارس عبر تقديم المنح الدراسية الجامعية والتخصصية والمساهمة في إيجاد فرص العمل الملائمة لتحقيق طموحاتهم والانخراط في سوق العمل، كما عمد الى تقليص المسافات على طلاب الشمال الذين كان يتوجب عليهم النزوح الى العاصمة وتحمل نفقات لا طائل لهم على تحملها، فتولى على نفقته بناء مبنى كلية الآداب والعلوم الإنسانية و«فوروم» عصام فارس في جامعة البلمند في الكورة، وقاعة محاضرات في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية في طرابلس.
أما الخطوة الأهم والتي تليق بمحافظة عكار فتمثلت بإطلاقه مشروع معهد عصام فارس للتكنولوجيا التابع لجامعة البلمند، والمخصص للدراسة في برامج تكنولوجيا الهندسة وإدارة الأعمال وتكنولوجيا الكومبيوتر وهندسة الطيران التي يمكن أن تحقق فرص عمل لمئات الشبان في حال افتتاح مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات الذي يشكل محط آمال وتطلعات أبناء الشمال عموما والعكاريين خصوصاً في تحقيق الانماء المتوازن، وهو يعد المشروع الحلم والمطلب الأول لفارس، كونه كفيلا بضخ الدم في شرايين عكار المحرومة من أي مشاريع إنمائية وخدماتية في المنطقة الواقعة «تاريخياً» خارج حسابات الدولة ومؤسساتها. أمام هذا الواقع وجدت مؤسسة فارس نفسها معنية بشكل أساس بالتنمية المحلية، وعلى رأسها التنمية الاقتصادية والبشرية، فتمكنت من إحداث تطور هام في مختلف المجالات التربوية والاقتصادية والزراعية، وكل ذلك من دون تسجيل ربح هنا والسعي الى تحقيق منصب هناك، بل بالعمل على إقامة صداقات مع الجميع، وهذا ما ظهر بوضوح في الانتخابات النيابية في العام 2009 وفي الانتخابات البلدية الأخيرة والتي قدم خلالها فارس تنازلات عدة عبر ممثليه ومدير أعماله رئيس إتحاد بلديات الجومة سجيع عطية الذي امتنع عن الترشح بهدف تحقيق التوافق في عكار.