مركز عصام فارس للشؤون اللبنانيّة
PrintEmail This Page
الاندفاع التركي والانكفاء العربي" عنوان ندوة نظمها "مركز عصام فارس"
01 تموز 2010

الاندفاع التركي والانكفاء العربي"
ندوة أبرزت الفرق في الديموقراطية


"النهار- 1 تموز 2010


الاندفاع التركي والانكفاء العربي" عنوان ندوة نظمها "مركز عصام فارس" امس، وتصدرها رئيس تحرير "الانوار" رفيق خوري، رئيس تحرير "السفير" طلال سلمان، والمسؤول عن صفحة "قضايا النهار" جهاد الزين والاعلامي غسان بن جدو، في محاولة لفهم ما يجري في تركيا وبينها وبين العالم العربي واسرائيل وحركة "حماس" و"حزب الله"، وما اذا كانت تركيا ستنضم فعلاً الى محور الممانعة، او انها ستحتفظ بدور الوسيط بين العرب واسرائيل، مع ما يمليه ذلك من استمرارها في الاضطلاع بدور الجسر بين الشرق والغرب والاسلام والغرب.


تقديم للسفير عبدالله بو حبيب مدير المركز، تلته كلمة سلمان، مستهلاً بالمقارنة بين السلطنة العثمانية والانتداب، واستطراداً بين الوالي العثماني والمفوض السامي الفرنسي او البريطاني، وصولاً الى مهاجمة "تركيا الاتاتوركية" التي ذهبت في العداء، برأي سلمان "الى حد احتقارهم العلني وتحريم النطق بلغتهم". ودعا "تركيا العائدة الينا بوجه اردوغان الى مسح صورة تركيا العلمانية التي تعاملت مع العرب بنظرة دونية وانحازت الى المشروع الاسرائيلي".

ومع ترحيبه بالتحولات المهمة لتركيا تحت عنوان فلسطين، الا انه حض على "عدم المبالغة واعتبار ان تركيا قد انقلبت على ذاتها مرة اخرى، وانها عادت مركزاً للخلافة من جديد، وانها في صدد النزول الى الميدان الذي غاب عنه العرب لكي تقاتل المشروع الصهيوني في دار الاسلام (...)".

واذ رأى انه "لم يعد ممكناً لتركيا ان تستمر في دورها السابق الطرفي"، اعتبر ان تقارب تركيا مع العرب "ليس رد فعل على خيبة امل من الاتحاد الاوروبي الذي تقيم روابط قوية" (55 في المئة من حجم تجارتها الخارجية). واكد ان تركيا "لا يمكن ان تسعى الى تزعم العالم الاسلامي، لانها تعرف انها غير مقبولة كزعيمة من العالم الشيعي، كما ان العالم السني بأنظمته الراهنة يعارض التوجهات التركية الحالية الاكثر قرباً من سوريا وايران". اما في موضوع الصراع العربي – الاسرائيلي، فلاحظ سلمان ان تركيا "لا تريد ان يكون خطابها الفلسطيني على حساب علاقاتها مع اسرائيل، وهي تسعى الى ان تكون وسيطاً محايداً جداً بين اسرائيل والفلسطينيين وسوريا (...)".

أما خوري فقال ان "الانكفاء العربي ليس العامل الوحيد الذي قاد الى الاندفاع التركي، بل جملة عوامل منها انكشاف حدود القوة الاميركية بعد حربي العراق وأفغانستان وحاجتها كقوة عظمى الى شركاء. ومن العوامل أيضاً القاعدة الاقتصادية الضخمة التي بنتها تركيا ودفع الاتراك الى الانتظار على بوابة الاتحاد الأوروبي من دون اتاحة الفرصة أمامهم للانضمام اليه، وصولاً الى تشدد الموقف الاسرائيلي في الصراع مع العرب وتقدم ايران في هذا الصراع". كلها عوامل أدت، برأي خوري، "ووسط الانكفاء العربي الى تقدم العامل التركي"، لافتاً الى ان الازمة مع اسرائيل هي "جزء من الاستراتيجية التركية". لكنه شدد على ان "الرهان على التسوية يحتم على تركيا ان تكون على علاقة مع اسرائيل، وان الأمر يحتاج الى حسابات دقيقة لأن تركيا تواجه مأزقاً اذا كانت غير قادرة على الوساطة المباشرة بين اسرائيل وسوريا".

وعن الانكفاء العربي اوضح ان له أسباباً عدة ابرزها "انكفاء مصر". وأشار الى ان لا شيء يوحي بأن الدول العربية مستعدة للتخلي عن المبادرة العربية، "وهذا ما يدفع العرب الى الرهان مجدداً على الدور الاميركي، الامر الذي يحد من الدور التركي في الصراع". وخلص الى ان تحول تركيا دولة ممانعة في الصراع العربي – الاسرائيلي "لن يفيد العرب بشيء (...)".

الزين اعتبر ان تركيا "وان كانت ترتدي اللباس الفلسطيني"، الا ان جوهر الموضوع بالنسبة اليها، هو "مدى قدرة هذه التجربة التركية على تقديم اول محاولة لمشروع تحديث ديموقراطي في العالم الاسلامي بما فيه العالم العربي الذي فاته قطار التقدم الحديث".

ورأى ان "بعض تعبيرات الاندفاعة التركية صحيح، لكنه محصلة لتقدم سياسي واقتصادي وديموقراطي مكن تركيا من الانتقال خلال سنوات قليلة الى نتاج قومي ضخم يراوح بين 700 و800 مليار دولار". واعتبر ان هذا النجاح التركي هو "محصلة جهد اجيال تركية وليس ابن ساعته"، متسائلاً: "هل ان الاندفاعة التركية تهدد من حيث مخاطرها النموذج التركي في العلاقة مع الغرب والموقف الوسطي؟ (...)".

والختام كان للاعلامي بن جدو الذي قارن بين الدورين التركي والعربي متسائلاً: "عن أي عرب نتحدث؟"، لافتاً الى ان "الفارق بين تركيا والعرب هو الديموقراطية التي يصفها الاتراك بالقوة الناعمة، اضافة الى اعتماد حزب العدالة والتنمية التركي على المجتمع المدني والمؤسسات". ونقل عن اردوغان ان تركيا "تريد أن تكون لاعباً محورياً اقليمياً ينطلق الى دور عالمي (...)".