عرض خبرته سفيراً في مركز عصام فارس
- باراس: ضعف الدولة أبرز التحديات في لبنان
النهار- 12 تموز 2010
قدم السفير السويسري فرنسوا باراس خلاصة تجربته في العمل الديبلوماسي في لبنان خلال ندوة في "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" حملت عنوان "ان تكون سفيرا في لبنان: التحديات والفرص"، حضرها السفير الاميركي السابق فنسنت باتل والسفيران فخري صاغية وسمير خوري ومهتمون.
استهل الندوة المستشار الرئيسي في المركز الدكتور رغيد الصلح قائلا ان "باراس لم ينفذ سياسة حكومته فحسب خلال عمله في لبنان بل اضاف اليها بعدا شخصيا كان له الاثر البالغ في نجاح المبادرات والمشاريع التي قام بها، من خلال المؤتمرات والحوارات التي ساهمت السفارة السويسرية في تحقيقها في لبنان وسويسرا".
اما باراس فقال انه تعلم كثيرا من قدرة اللبنانيين الكبيرة على التكيف وتمسكهم بحب البقاء والاستمرار في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها، لافتا الى ان ابرز التحديات في لبنان هي حال عدم الاستقرار والشلل وتعطل المؤسسات، اضافة الى ضعف الدولة وعدم وجود مؤسسات قوية، وملاحظا الضعف في احساس المواطن اللبناني بالمصلحة العامة والحيز العام والتزام الحقوق والواجبات. واعترف بانه لم يعرف بلدا كلبنان، حيث للممثلين الديبلوماسيين مكانة عالية في نفوس مواطنيه الذين ينظرون اليهم بكثير من الاعجاب والتقدير، معتبرا ان هذا الامر يعود الى فترة القناصل في حقبة متصرفية جبل لبنان. وقال عن الفيديرالية التي تعتمدها بلاده ان هناك انقساما لبنانيا كبيرا في النظرة اليها فبعضهم يراها مفيدة وبعضهم الآخر سيئة جدا.
ورأى ان الفيديرالية قد تكون حلا سهلا لمشكلات لبنان لكنها مكلفة، مشيرا الى هاجس لدى بعض الفئات للحفاظ على ثقافاتهم وخصوصياتهم، في ظل تصاعد الاصولية الدينية خصوصا ان "ليس من السهل فهم بلد كلبنان بتركيبته وتعقيداته". واضاف ان رسالته الاخيرة التي يوجهها الى اللبنانيين هي ان يكونوا متعقلين وحذرين في علاقاتهم الخارجية، وان يتحلوا بالتصميم والعزم، مستشهدا بقول لنيكولا دو فلو تعليقا على النزاعات السويسرية: “عليك دائما ان تبني سياجا حول حديقتك".
وقال انه بعد وصوله الى لبنان قبل اشهر من اندلاع حرب تموز 2006 بدأ ببناء شبكة علاقاته ووضع خطط لتفعيل العلاقات الثنائية، واحد ابرز العوامل الايجابية في تفعيل هذه العلاقات هو عدم وجود اجندة سياسية لسويسرا في لبنان وقدرتها على الحوار مع جميع الافرقاء لعدم وضعها "فيتو" على اي طرف، وان طاقم السفارة السويسرية يعتمد على عدد قليل من الاشخاص، وانه اعتمد في كل الخطوات التي نفذها في لبنان على التعاون الوثيق مع الشركاء اللبنانيين، من جمعيات اهلية ومنظمات المجتمع المدني ومراكز ابحاث وجامعات، مذكرا بتنظيم مؤتمرات وورش عمل وندوات عدة تناولت مفاهيم الديموقراطية التوافقية وادارة التعددية والنظام الدفاعي السويسري الذي نوقش في مؤتمر نظم بالتعاون مع "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية". واضاف ان الكثير من المعضلات التي يواجهها لبنان خبرها السويسريون في القرن التاسع عشر، كالنزاع الاهلي وتطلع المجموعات المختلفة الى علاقات مع الخارج.
ورأى ان المقومات المطلوبة للعمل الديبلوماسي هي ثلاثة: الفضول، واهتمام الديبلوماسي بمحيطه الخارجي، والمرونة. والعمل الديبلوماسي بات يتطلب الاهتمام بالمجالات الاقتصادية والثقافية والاعلامية وغيرها، لاسيما بعد ثورة الاتصالات والمعلومات.
وكانت مداخلة للسفير باتل علق فيها على اشارة باراس الى عدم وجود اجندة سياسية لسويسرا في لبنان، قائلا ان من الرفاهية ان يكون الديبلوماسي سفيرا لدولة لا اجندة سياسية لها. ولفت الى ان عددا من اللبنانيين يخلطون في نظرتهم الى السفراء بين الشخصية الديبلوماسية والسياسية.