فؤاد دعبول فرصة لوحدة الوطن!
عندما يكون المريض، في غرفة العناية الفائقة. يكافح الأطباء الأخطار المحدقة به. ... من أجل لحظة حياة. فكيف اذا كان الوطن، هو المريض والعليل؟ ساعتئذٍ، يلتف اللبنانيون حول قائد الوطن. لا أحد يسأل عن الأسباب. الجميع، يكفيهم سبب واحد، هو انقاذه. ويجمعهم هدف واحد، هو خلاصه. والحفاظ على حياة الوطن، مسألة غير قابلة للنقاش. وهذا هو وضع البلد الآن. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كان يقوم بجولة عربية حملته الى مصر وسوريا والأردن. وحطّ رحاله في جولته الخاطفة في لبنان. وفي كل عاصمة ولقاء، كان لبنان الحاضر الدائم. وكأنّ للعرب هموماً كثيرة. لكن الهمّ اللبناني يتقدم الهموم كلها. والعلاقات اللبنانية - السورية هي ثمرة المصالحة السعودية السورية. وللبنان، ارادة عربية باراحته من همومه والمتاعب. والوقوف الى جانب رئيسه التوافقي العماد ميشال سليمان. ومؤازرة جهود رئيس وزرائه سعد الحريري في ترسيخ وحدة الكلمة في حكومة الوحدة الوطنية. لذلك، لا مبرر لأحد اذا تقاعس عن الدعم والمساندة. الملك عبدالله خطف رجليه الى بيروت، من أجل ذلك. أمير دولة الكويت آتٍ لبلسمة جراح الجنوب، من آثار العدوان الاسرائيلي في العام .2006 وأمير دولة قطر، يقصد لبنان لبلورة وحدة القيادات. لقد ذهبوا الى الدوحة. وعادوا منها بتسوية، لا تقل شأنا عن اتفاق الطائف. اذا، علام الخلاف، يا أهل البلاد. العالم كله مع لبنان. والعرب قاطبة يؤازرونه. والرئيس الدكتور بشار الأسد، قد يفاجىء الجميع، ويزور لبنان، وتلكم تكون (الأعجوبة المنتظرة). وذلك، امعاناً في الدعم، وتسريعاً للمبادرات العربية. وحده العماد سليمان، المؤهل لجمع لبنان في بوتقة الانقاذ. وإذّاك، لا عذر لأحد، إن أحجم عن هذا الواجب. * * * في تاريخ لبنان وحاضره نماذج وأمثلة، ينبغي العودة اليها، بغية العبرة والافادة. كان نائب رئيس الوزراء السابق عصام فارس، يجعل من الخلاف طريقاً للوحدة والتفاهم. هكذا كان في عهد الرئيس الياس الهراوي، يعمل من بعيد لرأب الصدع بين الحلفاء. وهكذا فعل في أيام الرئيس اميل لحود، عندما كان يختلف في الرأي والرؤية مع رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري. وكان الرجل الكبير، يصنع من التباين ارادة للعمل البنّاء. لأنه كان لا يرى حكام البلاد، إلاّ حكماء في مواقع المسؤولية. والحكمة قبل شجاعة الشجعان، كما كان يقول الشاعر العربي. وساعة لم يعد عصام فارس البلاد هكذا، أقفل مكاتبه جسداً، وظلّ يتابع مساعداته الانسانية والعلمية والعمرانية. علام يختلف قادة البلاد? هل يختلفون على المحكمة الدولية? أم على مفهوم دعم المقاومة? وحكومة الوحدة الوطنية، وضعت حلاً لذلك، في بيانها الوزاري. هل يختلفون على ذلك، والعدو يستغل هذا التباين، لجعل لبنان مرتعاً للعملاء والجواسيس? زار البلاد أخيراً، قائد مؤسسة (التاسك فورس) في الولايات المتحدة السيد نجاد عصام فارس. وخلال جولته على القيادات، كان يردد بأن في لبنان معظم مقومات الاتفاق. وراح نجاد فارس يشدّد أمام زواره، ان بلداً يرئسه (رئيس توافقي) كالعماد ميشال سليمان، لا خوف عليه. ويتباهى بأن الرئيس نبيه بري يتحلّي بحنكة الرجال، ليجعل من التباينات بين النواب، قوة للسلطة الاشتراعية. وكان نجاد فارس، يقول ان رئيس حكومة لبنان، هو شاب واعد، يمكن ان تثقوا به. وان سعد الحريري يستطيع بمؤهلاته ان يجعل الدولة، بقيادة العماد سليمان، تقف بثبات على قدميها. * * * الاتفاق من حول الحكم واجب. هذا، لا يعني ألاّ يختلفوا على الأسلوب. بل يعني الاتحاد في العمل، مع الزعماء العرب لانقاذ الوطن. وهذا هو بلد (التنوّع). ووطن (الرأي) و(الرأي الآخر)!