الأنوار- 2 آب 2010
فؤاد دعبول قصة ملوك ورؤساء وأمراء في ظلال الأزمة والخلافات (قمة بيروت) الجديدة تواجه التحدي الصعب : التوافق خيار المرحلة أم الصراعات ?
كان مجيء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد الى لبنان، على متن طائرة واحدة، ظهيرة الجمعة الماضي، وقدوم أمير دولة قطر الى بيروت، بعد ساعات من انتهاء القمة التي جمعت الرئيس العماد ميشال سليمان والعاهل السعودي والرئيس السوري، بداية الاتجاه الى حل الأزمة، لا نهاية الخلافات العربية والدولية حول (أزمة العصر).
إلا أن انعقاد القمة في يوم واحد، هو انتصار سياسي لا يُستهان به، لإرادة العماد ميشال سليمان في طيّ صفحات الألم والعذاب، في لبنان، وهو على أبواب شهر رمضان المبارك، شهر العطاء والخير، وتكريس للانفتاح في القلوب والصدور.
ذلك أن لبنان، لا يرتاح إلا إذا اقتنع أبناؤه جميعاً بأن خيرهم عميم، بمجرد أن يسود اقتناع بأهمية (الرأي) وقبول (الرأي الآخر)! في ذلك اليوم، وفي الوقت نفسه، كان السيد نجاد عصام فارس، يحمل تحيات والده، نائب رئيس مجلس الوزراء السابق السيد عصام فارس، الى الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، الموجود الآن في المقر البطريركي الصيفي في الديمان، فاغتنم صاحب النيافة هذه الفرصة، ليدعو نجله الى الغداء، ويشيد بأهمية وجوده في لبنان، ليتناول أيضاً طعام (لقمة محبة) معه، على مشارف الإطلالة الرائعة على (وادي قنوبين) المقدس. ونوّه البطريرك صفير بما يقوم به قائد مؤسسة (التاسك فورس) في الولايات المتحدة، لدعم لبنان واللبنانيين هناك. ويُروى أيضاً أن البطريرك صفير، عقّب، وهو يدعو العميد وليام مجلي المدير العام لمؤسسة عصام فارس الى غداء الديمان، على ما كان يحدث في بيروت، من استعدادات للقاء التاريخي، بقوله إنه يصلّي بانفتاح ومحبة، من أجل أن ينجح فخامة الرئيس في بلورة ارادة وطنية لإنقاذ لبنان مما يتخبط فيه من أزمات، ويحول دون وقوعه في وهاد يصعب الصعود منها، ومن خلافات يراها حول المحكمة الدولية.
ونقل المراقبون عن السيد نجاد عصام فارس قوله إن اللبنانيين يخالجهم شعور بأن الله سبحانه وتعالى لن يتركهم وحدهم في هذه المحنة، وانهم لن يخذلوا فخامة الرئيس في مسعاه من أجل جمع القلوب ووحدة النفوس لتجاوز العقبات.
ويشدد السيد نجاد عصام فارس في أحاديثه، كما ينقل عنه زواره، أنه لا بد من أن تنكفئ العقبات من أمام وحدة الصف... وأنا ذهبت من الديمان لموافاة عائلتي الى بينو، وقد سبقتني الى بلدتي. وعندما أشعر أن الأولاد، على غرار الأجداد في محبة بلادهم، وقد ولدوا ونشأوا في القرية، فإني أشعر أن لبنان أخذ يتعافى، لأن الالفة بين المواطن والوطن، هي بداية معافاة لبنان. . .