دارت خلال مراحل التأليف المستمرة للحكومة حملة معطيات حول احتمال مشاركة نائب رئيس الرئيس السابق عصام فارس في التشكيلة الحكومية العتيدة، وامكانية توليه حقيبة وزارية فيها أو حتى توليه منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. وقد حكي الكثير في هذا الاطار كما ترددت شائعات حول اعتذار فارس عن قبول الحقيبة وشائعات أخرى عن قبولها. الا أن الدقيق هو أن فارس لم يجب بعد بانتظار حجم وشكل المقعد الذي سيحصل عليه، والدور الذي سيلعبه في أية تشكيلة مرتقبة.
وأكدت مصادر مطلعة لموقعنا أن توزير فارس، لو حصل، سيكون له تأثير كبير على مصداقيّة الحكومة وقوّتها نظراً للمصداقيّة التي يمتلكها والموقع الذي لعبه فارس سابقاً والذي يلعبه، وبأن فارس، وإن كان خارج الوطن منذ فترة، فهو لم ينفك يوماً عن الاهتمام به، إن من خلال شبكة العلاقات الدوليّة الواسعة التي يتمتّع بها الرجل أم من خلال المؤسسات والهيئات التي يديرها فريق عمله في لبنان، أم من خلال الدعم المادي والاجتماعي أكان في منطقة عكار أم في المناطق اللبنانيّة كافة من دون تمييز.
وأشارت مصادر أخرى الى أنّ فارس لن يتأخر في تلبية ما يطلب منه متى دعت الحاجة اليه، انما من خلال ما يعتبره فارس والمقربون منه احداث تغيير ما في النمط الحكومي. حتى أن الكثيرين لا يرون في فارس وزيراً عادياً انما "سوبر وزير"، فالوجود المعنوي لفارس في الحكومة ضروري ويعطيها مصداقيّة وفاعلية أكثر، وجديّة أكبر، انما ما هو ضروري أكثر اعطاء فارس حقيبة هامّة بحجمه ووزنه. ويذهب المصدر الى طرح أكبر ليؤكّد أنّ فارس، القادر على احداث التغيير، يكون أفعل اذا أعطي وزارة ذات بعد وطني أكبر مثل وزارة الخارجيّة، أو ربما اذا أردفت هذه الحقيبة بكتلة وزاريّة تتألف من وزير أو وزيرين تشكّل دعماً لفارس وتؤمّن له فريق عمل كامل ومتكامل. وهذه المجموعة، وإن كانت صغيرة، فستشكّل دعماً لفارس نظراً للدور الكبير المنتظر منه في حال قبوله المشاركة في الحكومة.
فعصام فارس، الذي لم يكن يسمح له في زمن "الوصاية" أن يشكّل لائحة نيابيّة، سيكون قادراً اليوم على إحداث التغيير من ضمن مجموعة وزاريّة تساهم بتفعيل مجلس الوزراء ككل. وهذا بالطبع ما يستحقّه أكان من خلال ما له من قيمة على المستوى الاقليمي والدولي، أو ما له من قيمة على المستوى الداخلي والوطني، أو ما يمكن أن يحدثه من تغيير وفق حجمه كرجل في هذا المستوى والوزن. علماً أنّ هذا الأمر لم يكن ليقبل به فارس لولا وجود رجل بحجم الرئيس ميقاتي على رأس الحكومة، بما يمثّل أيضاً من حياد اقليمي ودولي.
كما لفتت المصادر الى أنه وفي حكومة يليق بعصام فارس المشاركة فيها يجب ان يكون الوزراء من حجم بارز وأن تكون متجانسة فيما يتعلق بالشخصيات التي سيتمّ توزيرها، وكذلك يجب أن تحظى كتلة فارس الوزاريّة بوزير إضافي أو أكثر لكي يكون لكلمته صدى، ويكون رأيه الوطني مسموعاً، فالرئيس ميقاتي والوزير الصفدي بحاجة الى رجل كعصام فارس بهدف التخفيف من وطأة التعصّب الديني في الشمال، ففارس هو المسيحي الوحيد الموجود خدماتيّاً واجتماعيّاً في عكار والضنيّة، ويتطلّب صرف الاموال في الشمال غطاءً من أشخاص ذات باع طويل في العمل الاجتماعي في هذه المنطقة، فالتنوّع يبدأ من التوازن في عكار.
ويجزم مصدر مقرّب من عصام فارس، بأنّه إذا تبيّن للأخير قدرته على إيجاد قفزة نوعيّة في العمل الوزاري، فهو سوف يقوم بالدور الوطني المطلوب، وبذلك لن يكون عابراً في الحكومة ولا مجرد عضو فيها، وبما أنّ الرئيس ميقاتي من الشمال أيضاً، فسيكون الرئيس عصام فارس مكمّلاً لدوره، أكان من داخل الحكومة أو من خارج الحكم، في استعادة للدور الذي قام به أثناء مشاركته، على مدى أربع سنوات، في الحكومات التي ترأسها الرئيس رفيق الحريري.