جريدة الوطن: "هلا فارس صاحبة الشخصية الأقوى بين زوجات السياسيين اللبنانيين"
8 آذار 2011
أوردت جريدة "الوطن" مقالاً عن زوجات السياسيين اللبنانيين تحدثت فيه عن مزايا وخصائل السيدة هلا عصام فارس، فورد ما يلي:
أما هلا فارس، زوجة نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق عصام فارس، فهي صاحبة الشخصية الأقوى بين زوجات السياسيين اللبنانيين، وكل الذين يقصدون منزلها يفاجَؤُون باستعدادها الدائم للخدمة، ويثار أنه حتى غير المعجبين بزوجها سياسيًّا لا يستطيعون تجاهل صفاتها الإيجابية التي تؤثر على حجم الشريحة الشعبية المؤيدة لزوجها.
ومن المعلوم أن السيدة فارس تحافظ على مظهرها الخارجي الجميل، ويقول أصدقاء العائلة إن غرام دولة الرئيس لها عجيب، ونظرا لذلك لا تتوانى عن دعمه في خطواته السياسية
أدناه النص الكامل للمقال:
بيروت - الوطن نورما أبو زيد خوند
اللبنانيات حاكمات في ظل أزواجهن.. ومواطنات من الدرجة الثانية في السياسة
«المرأة اللبنانية مواطنة من الدرجة الثانية عندما يتعلق الأمر بالسياسة». هذه هي الصورة التي يعكسها الواقع اللبناني في اليوم العالمي للمرأة الذي يحتفل به العالم اليوم.
فلبنان الذي نجح في تسويق نفسه على أنه أكثر دولة ليبرالية في المنطقة، وأنه البلد الأكثر انفتاحًا والأكثر تساهلاً حين يتعلق الأمر بحقوق المرأة، ولبنان الذي تمكنت المرأة فيه من الحصول على حق الاقتراع والترشح في عام 1953، ولبنان الذي تبوأت المرأة فيه مراكز عليا في عالم الأعمال، يفتقر إلى التمثيل السياسي النسائي الواسع، إذ تبقى مشاركة المرأة في الحياة السياسية محدودة، ولا يتم التعامل مع قضية مشاركتها على أنها حق أساسي من حقوقها، بل على أنها قضية سطحية.
دخلت عالم السياسة بمعونة من مأساة
«وحدهن المتشحات بالسواد يصلن إلى البرلمان اللبناني». قاعدة باتت تلازم الحياة السياسية في لبنان، بحيث إن معظم اللواتي دخلن مجال السياسة فعلن ذلك وهن يلبسن الأسود ليملأن مقاعد نيابية أخلاها أب أو زوج أو شقيق.
فلبنان الذي تمكنت المرأة فيه من الحصول على حق الاقتراع والترشح في عام 1953، كان عام 1991 عام دخول أول امرأة فيه إلى البرلمان عن طريق الانتخاب، بحيث تعترض السلالات الطائفية الحاكمة فيه والهيمنة الذكورية دخول المرأة المعترك السياسي بالرغم من إجازة الدستور ذلك.
فميرنا البستاني كانت أول امرأة تدخل البرلمان اللبناني، وقد دخلته في عام 1963، ولكنها دخلته عن طريق التزكية وليس الانتخاب، وذلك لملء المقعد الشاغر بوفاة والدها النائب إميل البستاني، ونائلة معوض كانت ثاني امرأة تدخل البرلمان اللبناني، وقد دخلته في عام 1989، ودخلته عن طريق التعيين بمرسوم وليس الانتخاب وذلك غداة اغتيال زوجها الرئيس رينيه معوض، والأمثال كثيرة على وراثة امرأة لذكر وآخرها النائبة نايلة تويني ابنة الصحفي والنائب السابق جبران تويني التي فازت بمقعد والدها بالتزكية في عام 2005 بعيد اغتياله، ولكن حتى عندما وصلت امرأة إلى البرلمان دون معونة من مأساة، مثل بهية الحريري التي انتخبت عام 1992 ودخلت البرلمان قبل سنوات طويلة من اغتيال شقيقها رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، بدا أنه من المستحيل أن تدخل امرأة مستقلة الحلبة السياسية، وأن الانتماء إلى أسرة ثرية لها باع في السياسة هو من الحتميات لوصول امرأة إلى البرلمان. انتخابات «2009» النيابية فضيحة الفضائ
وإذا كان «الحق دائمًا على الطليان»، كما يقول الشعب اللبناني عندما يريد أن «يزيح» غلطة ارتكبها عن ظهره، فإن الطليان كانوا يتلهون في انتخابات لبنان النيابية الأخيرة بفضائح رئيس وزرائهم سيلفيو برلسكوني. فبين المعارضة السابقة من جهة، التي استعارت قولاً فرنسيًّا مشهورًا هو: «كوني جميلة واصمتي» وغيّرته إلى «كوني جميلة وأدلي بصوتك»، وتحالف «14 آذار» من جهة أخرى، الذي رد بشعار «كوني متساوية وصوتي»، في الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في عام 2009، والتي اعتبرت من أكثر الانتخابات تنافسية في تاريخ لبنان، تبخر الاهتمام بحقوق المرأة اللبنانية في الترشح، واقتصر الاهتمام على اجتذاب صوتها، فكانت الانتخابات فضيحة الفضائح، ومن بين المرشحين الذين بلغ عددهم 587 مرشحًا لم تكن هناك سوى 12 امرأة، وهو رقم يُترجَم إلى نسبة مئوية لا تتجاوز 2%، ومما يزيد الأمر أسى هو أن أربع نساء فقط انتخبن في البرلمان الذي يضم 128 عضوًا، وهن: ستريدا جعجع، وبهية الحريري، وجيلبرت زوين، ونايلة تويني، وجميعهن يتحدرن من إمبراطوريات مالية وسياسية. فستريدا جعجع هي زوجة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وبهية الحريري، هي شقيقة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وجيلبرت زوين هي ابنة نائب سابق، ونايلة تويني هي ابنة النائب والصحفي جبران تويني.
الحل في «الكوتة» النسائية
وبعد أن غيّبتها البرامج الانتخابية، ونبذها نظام الطوائف، لم يبق للمرأة اللبنانية من أمل سوى اعتماد «الكوتة» النسائية في مواجهة «الكوتة» الطائفية، ولهذه الغاية تطلق الجمعيات النسائية في لبنان حملة للضغط لدى السلطات المعنية من أجل إقرار مبدأ «الكوتة»، وتعتبر أن «الكوتة» هي الحل الأنسب في الوقت الراهن على أن يتم العمل فيما بعد على إقرار قانون يسهم بوصول القوى الديمقراطية العلمانية إلى مجلس النواب. وزيرات من أصحاب «الحسب والنسب»
وفي السرايا الحكومي لا يختلف الأمر كثيرًا عن البرلمان اللبناني فيما يتعلق بمشاركة المرأة. فحضور المرأة هزيل في الحياة الوزارية، وإن حضرت تحضر من باب الزينة، ولا تعطى حقائب وازنة من الحقائب المتعارف عليها بالحقائب السيادية، باستثناء الوزيرة ريا الحسن التي أسندت حقيبة المالية لها في حكومة سعد الحريري الأخيرة، ولا بد أن تمت الوزيرة بصلة قرابة إما إلى الحياة المترفة، أو أن تمت بصلة نسب أو صداقة إلى أحد جهابزة السياسة، أكان على قيد الحياة أو وافته المنية. فمثلاً عام 2004، حصلت ليلى الصلح على منصب وزيرة الصناعة، وهي ابنة رئيس الوزراء اللبناني السابق رياض الصلح، وخالة الأمير السعودي الملياردير الوليد بن طلال، كما فازت وفاء حمزة، المقربة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، بمنصب وزيرة دولة، فيما عينت نائلة معوض، أرملة الرئيس السابق رينيه معوض، وزيرة للشؤون الاجتماعية في حكومة فؤاد السنيورة الأولى، وفي الوقت الذي حاول فيه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن يكسر الصورة النمطية التي تحصر المشاركة بنساء من أصحاب «الحسب والنسب»، من خلال توزيره لمنى عفيش العضو الناشط في منظمات المجتمع المدني في حكومة سعد الحريري، وقع في فخ «نساء الزينة»، بحيث لم يسند لها أي حقيبة وزارية، ليضاف اسمها بذلك إلى قائمة الذين يتعارف عليهم في «الديمقراطية» اللبنانية بـ «وزراء الدولة» الذين لا يقدمون ولا يؤخرون في العمل الوزاري.
نساء حاكمات في ظل أزواجهن
وهكذا قهرت المرأة اللبنانية كل شيء إلاّ السياسة في ساحة النجمة والسرايا الحكومي. وإذا كانت المأساة في معظم الأحيان هي نصير حق المرأة اللبنانية في العمل السياسي فإن بعض النساء لم «يحالفهن الحظ» بالحصول على لقب «زوجة شهيد» أو «زوجة مرحوم»، ليرتفعن بعد ذلك رتبة ويدخلن المجلس النيابي من بابه الواسع أو ليحصلن على حقيبة وزارية، ولذلك نجح زوجات السياسيين اللواتي لم تصبهن المأساة بعد في الحصول على لقب «نساء حاكمات في الظل»، من خلال ممارستهن لدور وراء كل رجل عظيم امرأة. فخلف كل رجل سياسي لبناني مشهور تقف امرأة تبدي حرصها على توازن زوجها النفسي والأسري، وبعض الزوجات تجاوزن الدور الخلفي ليلعبن دورًا مؤثرًا في مسيرة أزواجهن السياسية، من خلال قيامهن بأدوار اجتماعية وإعلامية.
فالسيدة مارلين تابت، زوجة النائب والوزير الشيح بطرس حرب، تعتبر نموذجًا متقدمًا من النساء اللواتي يلعبن أدوارًا اجتماعية بارزة، إذ تتخذ من بيت الشعر الذي يقول «يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل» قاعدة في تعاملها مع كل من يزور منزلها، ومن المعروف عنها أنها ماهرة في بناء علاقات مع الناس لتوظيفها في صندوق الاقتراع خدمة لعيون «الشيخ».
وتأثير السيدة تابت لا يقتصر على الناخبين، إذ إن أصدقاء العائلة يقولون بأنها صاحبة التأثير الأول على الشيخ بطرس، وكل من يرافقهما في سهراتهما يلحظ كيف أن «معاليه» يتأمل في عينيها بين كل جولة نقاش وأخرى، ومن المعروف عنها أنها متابعة شغوفة للسياسة بأدق تفاصيلها، وقد تعلمت ذلك في منزل والدها الذي كان من قياديي حزب «الوطنيين الأحرار» قبل دخولها قفص الزوجية.
أما السيدة فيفيان حداد زوجة النائب روبير غانم التي تصنف على أنها واحدة من أجمل زوجات السياسيين، فهي بدورها منغمسة في سياسة زوجها، ولذلك تعمل على مساندته في مسيرته السياسية من خلال حلقة علاقات اجتماعية تمكنت من خلقها معتمدة في ذلك على أناقتها في استقبال ضيوف زوجها وتشريع أبواب منزلها أمام الزوار، إضافة إلى اعتمادها على جمالها الخارجي الذي يعطيها ثقة أكبر في نفسها في تواصلها مع الناس. ومن المعلوم عن السيدة فيفيان أنها بارعة في كسر الجليد بينها وبين الناس بسرعة البرق وذلك لكسب ثقتهم، ومن المعروف أن حداد وتابت تخاصمتا نحو 3 سنوات بسبب رغبة كل واحدة منهما في إيصال زوجها إلى سدة الرئاسة الأولى لكي تصبح هي سيدة لبنان الأولى.
السيدة ريما قرقفي، زوجة زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، هي أيضًا من اللواتي يتحضرن لمنصب سيدة لبنان الأولى مع طموح زوجها المعلن لكرسي رئاسة الجمهورية، ولذلك تواكب زوجها في معظم نشاطاته، وأحيانًا تسبقه لتأمين المزيد من التواصل مع القاعدة الشعبية الناخبة.
وقرقفي المشهورة بجمالها الأخاذ يروي أصدقاء العائلة أن النائب فرنجية هو من الذين لا يملون الإعجاب بها، وهذا واضح من خلال استشارته لها في جميع الأمور التي تخص عمله السياسي.
ومن المعلوم أن السيدة فارس تحافظ على مظهرها الخارجي الجميل، ويقول أصدقاء العائلة إن غرام دولة الرئيس لها عجيب، ونظرا لذلك لا تتوانى عن دعمه في خطواته السياسية. وتعتبر ميريام جبران طوق، زوجة زعيم «الكتلة الشعبية» النائب إلياس سكاف، أحد أبرز الوجوه التي يضمها نادي زوجات السياسيين الجميلات، ومن المعروف عنها أنها ناشطة اجتماعيًّا، وتشارك زوجها في جميع القرارات السياسية والاجتماعية.
وضمن نادي الجميلات نفسه تبرز نورا جنبلاط، زوجة النائب وليد جنبلاط، التي تمكنت من إضافة الكثير إلى شعبية زوجها من خلال نشاطاتها الثقافية والاجتماعية البارزة. ويذكر أصدقاء العائلة أن نورا غالبًا ما تشتري لجنبلاط ثيابه، وهو يراعيها في كل ما يتعلق بالفن والثقافة، لكنه يتجنّب إشراكها دائمًا في قراراته السياسة.
في السياق عينه تلعب هدى البساط، زوجة رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، دورًا اجتماعيًّا بارزًا لم يسبقها فيه أيٌّ من زوجات الذين تعاقبوا على رئاسة الحكومة في لبنان، إذ تربطها علاقات وثيقة بعدد كبير من جمعيات المجتمع المدني، ويُذكر أن كثيرين يفضلون لقاء السيدة البساط لإبلاغها بعض المطالب بدلاً من لقاء الرئيس السنيورة، لكونها تفهم منهم أكثر منه.
ويقول أصدقاء العائلة إن السنيورة يردّد دائما أن هدى حبه الأول والأخير بالرغم من عدم تمتعها بصفات جمالية، وأنه يضطرب كثيرًا حين يضطر إلى الابتعاد عنها بسبب مشاغله السياسية.
بدورها منى جمال، زوجة رئيس الجمهورية السابق إلياس الهراوي، تمكنت قبل موت زوجها وأثناء مزاولته العمل السياسي من نسج شبكة إعلامية وسياسية وشعبية كبيرة، كان لها التأثير البالغ في وصوله إلى ما وصل إليه في عالم السياسة. ومنى جمال التي شغلت منصب سيدة لبنان الأولى من عام 1989 إلى عام 1998، مشهورة بكاريزما فريدة تعود إلى جمالها الخارجي إضافة إلى خطواتها المدروسة.
وفي هذا السياق يذكر أن رندة عاصي زوجة رئيس المجلس النيابي نبيه بري هي شريكة أساسية للرئيس بري في حياته السياسية، ومن المعلوم أنها تمول عددًا كبيرًا من الجمعيات، الأمر الذي يجعلها على تواصل مستمر مع شريحة واسعة من الناخبين.
ومن بين النساء اللبنانيات الحاكمات في الظل هناك جويس تيان زوجة الرئيس اللبناني السابق أمين الجميّل. فمن المعروف أن تيان تلعب دورًا كبيرًا في حياة الجميل السياسية، إذ غالبًا ما تشارك في النقاشات السياسية، ويثار أن الرئيس الجميّل يستشيرها في شأن ثيابه قبل المقابلات، وإذا اعترضت يسارع إلى تبديل ملابسه.
..ونساء يلعبن دور السند الخفي
وفي مقابل النساء الحاكمات بشكل علني على كثرتهن، هناك نساء اخترن الظل على قلتهن، ولعل أبرزهن تانيا سعادة زوجة النائب إبراهيم كنعان التي تؤدي دور السند في حركة زوجها السياسية والاجتماعية، إذ من المعروف عنها أنها تستقبل اتصالاته الهاتفية، وتمسك بمفكرته لتسجيل المواعيد والمناسبات الاجتماعية، وفي مقابل ذلك تتجنب الظهور الإعلامي، حتى أنها تلبي حاجات زوار مكتب زوجها دون أن يعرفوا أنها زوجته، إذ يغادرون المكتب وهم على اعتقاد بأنها مساعدته.
ومن النساء اللواتي لا يظهرن إلاّ نادرًا رغم تأديتهن أدوارًا كبيرة في حياة أزواجهن: آن موراني، زوجة النائب سمير فرنجية. فموراني هي صحفية سابقة وواحدة من مثقفات الستينيات، ولكنها تفضل البقاء في الظل حالها في ذلك حال سولا صليبي، زوجة النائب فريد الخازن، التي كانت صحفية أيضًا، وهي مثقفة جدًّا، وتسعى إلى دعم زوجها عبر نشاطات اجتماعية بعيدة عن الصخب الإعلامي. والأمر عينه ينطبق على رلى مظلوم زوجة النائب أحمد فتفت، التي يعرف عنها أنها تهتم كثيرًا بمسيرة زوجها السياسية وأنها تحرص على ظهوره المتأنق، ولكن دورها يقتصر على الاهتمام بزوجها وتضع حدودًا مع زواره.