"متطلبات التعايش في الجبل" في "مركز فارس"
شهيب وألان عون: العيش المشترك
مصلحة إستراتيجية مسيحية - درزية
النهار- 18 آذار 2011
أكَّد وزيرُ شؤون المهجَّرين أكرم شهيب والنائب ألان عون "أنَّ العيشَ المشترك بين المسيحيين والدروز في الجبل مصلحةٌ استراتيجية لهم جميعاً، وأنَّ الثقة بين الطرفين قائمة وتتنامى يوماً بعد يوم".
وتحدثا في ندوة "متطلبات التعايش في الجبل" التي نظَّمها "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية"، واستهلت بتقديم لمدير المركز السفير عبدالله بو حبيب، وتلاه شهيب الذي اعتبر "أنَّ إنجاح خريطة الطريق لتثبيت العيش المشترك في الجبل يتطلب تعاون أربعة أفرقاء هم المخاتير والبلديات لتلبية الحاجات التنموية المحلية، والهيئات الدينية التي تستطيع استخدام أملاك الكنيسة والأوقاف في عملية التنمية، والقوى السياسية المحلية في تكريس مبادئ قبول الآخر وتفعيل الحوار والعمل المشترك".
وأشار إلى "أن التحدي الأساسي يكمن في تثبيت الناس في أرضهم"، لافتاً إلى "أن هذا التثبيت يحتاج إلى المدرسة والمستشفى وفرصة العمل". ولفت في هذا المجال إلى أهمية فرع جامعة البلمند الذي سيتم بناؤه في سوق الغرب، "البلدة المسيحية الأرثوذكسية التي تستطيع أن تشكل حالة جمع وربط بين البلدات المجاورة"، موضحاً ان المبادرة أتت من النائب وليد جنبلاط الذي اشترى الأرض التي سيُبنى عليها فرع الجامعة. وامل في ان يستمر العمل مع الحكومة الجديدة على تنفيذ خطط المصالحات، واعرب عن اطمئنانه إلى "أن نهج المصالحة سيستمرّ مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي"، منوها بالدور "الحاضن لرئيس الجمهورية ميشال سليمان في إنجاز مصالحة بريح والملفات الاخرى (...)".
عون وخطر الانقراض
وشدد عون من جهته على "أنَّ هناك اقتناعا راسخا لدى الطائفة الدرزية التي طوت صفحة الحرب بأهمية عودة المسيحيين والعيش المشترك في الجبل". وحض المسيحيين على "أن يثقوا بأن الظروف تغيرت وأن هناك عودة إلى معادلة متكافئة، وإعادة التوازن على مستوى لبنان".
ورأى "ان توسيع نطاق عمل وزارة المهجرين من مهجّري الجبل إلى كلّ متضرّري الأحداث اللبنانية كان أحد الأسباب الرئيسية لتحويل أموال التعويضات من الجبل إلى مناطق أخرى، ناهيك باستنزافها أحياناً هدراً ومحسوبيات، مما أدّى إلى تأخير استكمال هذا الجزء التقني والتمهيدي لعودة المهجّر إلى قريته لعدم توافر الأموال الكافية".
وشدد على "ان تغييراً جذرياً طرأ على معادلة النزاع الدائم على الزعامة بين المسيحيين والدروز في الجبل، وأن الدروز والمسيحيين أصبحوا اليوم في مواجهة الخطر نفسه، وهو خطر الانقراض، مما يستدعي منهم قراءة جديدة لواقعهم ويؤكّد ارتباطهم العضوي ببعضهم في ما يخصّ مستقبل وجودهم في الجبل".