فؤاد دعبول عصام فارس حلم لا يخيب!
لا حكومة حتى إشعار آخر. (طلع) الرئيس المكلّف الى بعبدا. لكن الحكومة المرتقبة لم (تطلع). وبعد تقويم الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي لـ (التشكيلة)، اتّفقا على (ضبّها)، لأنها (لا تركب) على قوس قزح. كانا مهذّبين جداً، كما هو معروف عنهما. لم يقولا انهما يخجلان بها. بل تواضعا، وبرّرا التأجيل لمزيد من الدرس و(التجويد). ومن أين تأتي الجودة، اذا كانت التشكيلة مجموعة حصص، لا مجموعة كفايات. حكومة الوحدة الوطنية استقالت بـ (الثلث المعطّل). وتلطيفاً بـ (الانقلاب الدستوري). وبرزت (أكثرية جديدة) على أنقاض الأكثرية القديمة. وحكومة اللون الواحد، تتعثّر. وحكومة التكنوقراط (تتفركش). والتركيبة السياسية وان كانت مطعّمة بوجوه غير سياسية، فانها تتناثر على الطريق بين القصور النافذة. كل مراكز القوى السياسية، تريد حقائب سيادية. ومعظم الحقائب (محجوزة) للطوائف الأساسية. لا أحد (يتنازل) عن حقّه في الداخلية، أو المالية أو في الخارجية أو الدفاع الوطني. أخيراً اكتشفوا أن البيئة هي وزارة العصر. وان الاتصالات تحجب مخططات العدو الاسرائيلي. وان الطاقة ثروة لبنان المقبلة، وان كان النفط يجب التنقيب عنه في أعماق البحار.* * * رزق الله على أيام زمان. الآن تريد الناس وزراء مِن نوعية عصام فارس. كما كان فؤاد شهاب يريد وزراء يرفضون معاملات غير قانونية مثل فؤاد بطرس والياس سركيس. جاء بالأول وزيراً، واختار الثاني ليكون رئيس جمهورية. ترك عصام فارس أعماله الناجحة في العالم، عندما استدعاه الواجب الوطني ليكون نائب رئيس حكومة. جعلوه بمثابة رئيس حكومة. اختاروه ليرئس اللجان الوزارية. جعل مكاتبه الخاصة، مرادفة لدوائر الدولة. وحشد فيها الطاقات والخبرات والمستشارين، لتكون في خدمة دولة تغيب عنها الكفايات والاختصاصات. عصام فارس عمل دولة، في خدمة دولة مغيّبة. زرع لبنان على نفقته مشاريع انمائية وانسانية وعلمية، أيام عهدي الرئيسين الياس الهراوي واميل لحود. وراح يبني بسخاء المعاهد ودور العلم، ويمدّ الطرقات الى القرى النائية، ويفيض بأعمال الخير والمنح الدراسية، ويظلّل المناطق بفروع للجامعات، من عكار منطقته الحبيبة على قلبه، الى الصروح النائية في الجبال. عصام فارس كان دولة في رجل. وأصبح وطناً لبناء الشباب والرجال. * * * قبل سنوات جاءوا بقانون هجين ومعيب للانتخابات النيابية. ترجّل الفارس عن جواده، وعاد الى أعمال تركها وهجرها في الخارج. غادر لبنان، لكنه لم يغادر نهجه في الخدمة العامة. وتعهّد قضايا الناس، ولم يوقف عطاءاته للانسان، وتقديماته للجامعات. يقال، انه، لدى تكليف الرئيس ميقاتي، بتشكيل الحكومة، اتصل به الرئيس العماد ميشال سليمان، وتمنّى عليه العودة، ليشارك في قيادة مسيرة تتعثّر، وبحاجة الى فارس يصول فيها ويجول. وعندما اعتذر تمنّى عليه أن يعطي لبنان نجله نجاد الشاب الناجح في أعماله ومشاريعه في هيوستن - الولايات المتحدة، لكن الاعتذار تكرّر من الأب ومن نجله. هل (يلومهما) أحد، في خضمّ هذا (البازار) السياسي الذي تتم فيه مشاريع الاستيزار. أوجدوا تركيبة انقاذية، من رجال أفذاذ وزيّنوها بعصام فارس ليعصمها عن الفشل، أو بنجله نجاد، ليرتفع بها الى نجاد النجاحات، فلا أحد ساعتئذ يتخلّف عن خدمة بلد أعطاه ولا يزال، بسخاء وكبر في التضحيات.