مركز عصام فارس للشؤون اللبنانيّة
PrintEmail This Page
السفير: "آفاق الانتفاضات" في مركز فارس
30 نيسان 2011

"آفاق الانتفاضات" في مركز فارس:
الثورة المضادة أطلت من البحرين

على طاولة «مركز عصام فارس» حضرت خصائص التغيرات في المنطقة العربية والاحتمالات الممكنة في ندوة «آفاق الانتفاضات العربية ومعوقات الإصلاح». المتحدثون هم المفكِّر والكاتب اليساري كريم مروة وأستاذ القانون الدولي في جامعة جورج تاون في واشنطن الدكتور داوود خير الله ومستشار المركز الدكتور رغيد الصلح. كما حضرَ الندوة الوزير السابق الدكتور بهيج طبارة وحشدٌ من الأكاديميين والمهتمين.

أ
كد مروّة في مداخلته «أن القمع مهما بلغت حدّته، لن يمنع التغيير الذي يشكّل في الوقت الحالي أولى الخطوات نحو الحرّية». واعتبر «أن لا فرق بين نظام استبدادي وآخر»، مشدداً على «أن الانظمة العربية والحركات التي استلهمت نموذج الاتحاد السوفياتي في حكم الحزب الواحد لم تتعظ من سقوط هذا النموذج». مؤكداً «أن السبب الرئيس في سقوط الاتحاد السوفياتي هو غياب الحرية والتعدّدية السياسية وليس العوامل الاقتصادية والاجتماعية». أضاف «إنَّ الخلل الرئيس في الثورات يكمن في الطروحات الراديكالية التي تريد تحقيق كل شعارات التغيير دفعة واحدة، من دون الأخذ في الاعتبار أن القوى القديمة المتمثّلة بالنظام القديم والقوى العسكرية والسلفية، ما زالت موجودة ومنظمة وقادرة على العرقلة».


من جهته رأى خير الله «أن الاستنتاج بأن المجتمعات العربية تعيش حال ولادة دولة مواطنة عصرية يسودُها حكم القانون وتضمن مؤسساتها الحقوق والحريات والمشاركة في الحكم، يتضمن الكثير من التفاؤل في ضوء تجذر الهويات الفرعية والتجزئة وغياب التنظيم المؤسسي لدى قوى التغيير».


واعتبر «أنَّ الثورة المضادة لمناهضة التغيير قائمة على قدمٍ وساق وتبدو بوجهها العربي بقيادةٍ خليجية، وأن هذه الثورة المضادة ظهرت بوادرها ومنها التدخل العسكري الخليجي في البحرين»، لافتاً الى «أنَّ قوى مقاومة التغيير ستفعّل كل ما لديها من أسلحة للسيطرة على الأحداث بما يخدم مصالحها». وأكد «أن إيقاظ هويات التجزئة وانتماءاتها وإثارة الهواجس والمخاوف المذهبية والطائفية والعرقية هو من مظاهر الثورة المضادة وكذلك الاستنساب والتشويه الإعلامي في تغطية الأحداث».


وعدَّد خير الله معوقات الإصلاح وبلوغ الأهداف التي رفعتها الانتفاضات، وهي أولاً تجذر الهويات والانتماءات الفرعية، وثانياً الفساد وثالثاً الضغوط والمصالح الخارجية.


واعتبر رغيد الصلح «أنَّ هناك سيناريو «متشائلاً» بين سيناريوهَين في مرحلة ما بعد الانتفاضات، الأول متفائل يستوحي التجربة التركية، والثاني متشائم مستوحى مما يجري حالياً في ليبيا واليمن وسوريا»، مشيراً إلى «أنَّ الدول التي شهدت أو ستشهدُ تغييراً سوف تواجه تحديات كثيرة أبرزها معالجة الاوضاع الناجمة عن الثورات والانتفاضات، وذلك كمهمةٍ ملحة وعاجلة». وقال «إنَّ هذه الدول قد تضطرُّ الى دفع ثمنٍ باهظٍ لهذه الثورات والانتفاضات من ناتجها الاقتصادي إذا استمرت الصراعات المسلحة في الدول العربية المعنية كما قال جاستن لين أحد المسؤولين في البنك الدولي».


وكانت كلمةٌ تقديمية لمساعد مدير المركز ميشال أبو نجم قالَ فيها إنَّ الربيع العربي أطلق الآمال بفجرٍ جديد لشعوب المنطقة، لكن هناك مخاوف من الغيوم التي تبرز في الأفق وتهدد بـ«شتاءٍ» من النزاعات الداخلية الحادة أو الصراعات الإقليمية والتدخلات الدولية العسكرية.