الوكالة الوطنية للإعلام، الأحد 12 حزيران، 2011
افتتاح مقر جديد لأبرشية عكار الارثوذكسية منصور: ستكون صرحا إيمانيا وعروبيا وطنيا كما كنيستنا فارس: لا ينقذ لبنان إلا الولاء الكامل والإنماء المتكامل
افتتحت أبرشية عكار الارثوذكسية مقرها الجديد في بلدة بينو- عكار، برعاية راعي الأبرشية المطران باسيليوس منصور، وهو ممول من النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس الذي مثله في الافتتاح نجله نجاد . حضر الاحتفال ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان محافظ الشمال ناصيف قالوش، ممثل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري النائب نضال طعمة، ممثل الرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي عمر حمزة، ممثل النائب العماد ميشال عون جوزيف شهدا، النواب: هادي حبيش، رياض رحال، اسطفان الدويهي، خالد زهرمان وخضر حبيب، وممثل النائب أسعد حردان محمود الحسن، الوزير السابق يعقوب الصراف، النائبان السابقان مخايل ضاهر ووجيه البعريني، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد غسان فاضل، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي العميد خالد علم الدين، الرائد رينيه خوري ممثلا المدير العام الامن العام، ممثل رئيس المنطقة الاقليمية في جهاز أمن الدولة العميد ميلاد التولاني، عميد السلك القنصلي في لبنان جوزيف حبيس، قنصل البرازيل الفخري شكري المكاري، الشيخ بشير عبد القادر ممثلا مفتي عكار الدكتور اسامة الرفاعي، رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة، عضو الجلس الاعلى للطائفة العلوية الشيخ حسن حامد، المونسينيور يوسف جبور ممثلا المطران جورج بوجودة، وحشد كبير من سياسيين وروحيين وتربويين ورؤساء بلديات ومخاتير حاليين وسابقين وممثلين لجمعيات ثقافية واجتماعية وكشفية من ابناء منطقة الجومة وعكار والشمال، وكهنة الرعايا وابناء الابرشية في القسم السوري . بداية النشيد الوطني ثم صلاة شكر ومباركة من المطران منصور بعدها كانت كلمة ترحيب من عريف الاحتفال جورج رزق وجه فيها الشكر للسيدة هلا عقيلة الرئيس فارس على اهتمامها واشرافها على تنظيم هذا الاحتفال. ثم كانت قصيدة من وحي المناسبة للاب نايف اسطفان .
بحري وألقى نائب رئيس اتحاد بلديات الجومة خالد بحري كلمة الاتحاد رحب فيها بمطرانية الروم الارثوذكس في بينو "هذه البلدة التي باتت بفعل انجازات دولة الرئيس عصام فارس محورا للتفاعل الاجتماعي والثقافي والديني". وقال: "نحن نرى في وجود المطرانية تكريما جديدا، لمنطقتنا، خصوصا اننا خبرنا راعيها سيادة المتروبوليت باسيليوس منصورالذي اثبت بممارسته انه مطران لكل عكار ".
ورحب بحري بنجاد فارس قائلا: "نرحب بوجود الاستاذ نجاد فارس بيننا، لأننا ما اجتمعنا يوما مع دولة الرئيس او احد افراد عائلته الا وكان الخير ثالثنا، والان هذا الحضور يبعث فينا الامل ان مسيرة الانماء التي اطلقها دولته، واثمرت في منطقتنا جامعة ودرقات وصروحا بلدية واجتماعية ودينية، لا زالت تؤكد حضور عكار على ساحة التنمية بما يليق بأهلها وتضحياتهم ويعوض حرمانهم المزمن وغيابهم عن خريطة الانماء الرسمي ". وناشد بحري فارس العودة الى الوطن "الذي اكد حضوره في المحافل الدولية وذلك لتفعيل حضور منطقتنا السياسي والانمائي واخراج جميع المشاريع التي اعدها لعكار حين كان في سدة المسؤولية من جوارير الاهمال المتعمد ". بعد ذلك قدمت جوقة البلمند باقة من التراتيل البيزنطية .
منصور ثم القى المطران منصور كلمة جاء فيها: "أيها الآباء والأعزاء القادمون من القسم السوري من الأبرشية إن حضوركم كريم وعزيز وخصوصا لما يمثله ويرمز إليه من وحدة هذه الديار وشعوبها. هذه الوحدة التي بتنا نفتقدها في مجالات عديدة لا بل في كل المجالات حتى بالنسبة للوحدة الشخصية. وارتباطنا معا يشكل ردا قويا وصارخا وصادقا في وجه أكاذيب التاريخ وأضاليل صنائعه وصناع أضاليله. ولن تسلم بلادنا من المخططات الجديدة إلا بوعي الناس فيها والتحامهم وتضامنهم لمصلحة بلدانهم ليكونوا صفا واحدا في وجه كل يد غادرة ومخطط استعماري. والاستعمار يأتينا في هذه الأيام بألف لبوس ولبوس ".
وأضاف: "أيها السيد العزيز نجاد عصام فارس حضوركم بيننا يزيدنا فرحا وسرورا وألف شكر لك نحملها مع خالص أدعيتنا وتمنياتنا بأن يهب الرب الاله كل الصالحات لكم وللوالد الذي عصمنا من كلِّ حاجة وعوز ليس نحن فقط بل ولكل عكار ورفعها حتى صار الصيت نجد. إن وجودكم بيننا اليوم. بما تمثلون من قيم عزيزة وكبيرة سمعنا بها ونسمع عنها إما بوسائل الإعلام أو من القادمين من أطراف الدنيا وأصقاعها البعيدة. ولمكرماتكم هذه تنالون الأوسمة من أعلى المستويات حتى صدق القول فيكم ما هذا الشبل إلا من ذلك الأسد والدكم الذي حصد بمنجل الخير الأوسمة كما يحصد القمح في مواسم الحصاد. وكما هو هكذا أنت لا تنسى لبنان بل تحمله معك على أعلى المستويات وفي ذهنك هدف أن ترفعه وتضعه في مستوى من أعلى المستويات. لقد صار همه وهم سلمه وسلامته يأكلان معك في كل غداة وظهيرة وعشية. إنه حاضر في أعمالكم وأفكاركم وقلوبكم وأنتم بعيدون عنه جغرافيا. غيركم بالرغم من أنًه يقطن فيه يتمتع بمائه وهوائه وخيراته أفكارهم ومخططاتهم وقلوبهم وأذهانهم مشتته عنه وليس له منهم إلا ما لا يجوز ذكره في هكذا مقام ".
وأردف منصور: "صارت عكار بوجه الخصوص تعرف بعصام فارس كما تعرف بجبلها وسهلها والغابات العذراء التي تكلل هامات قممها. لقد ضرب جذور محبته عميقا في التاريخ فصار قديم الأيام كطائر الفينيق وسفن الفينيقيين وصار سمفونية وأبجدية في العطاء تعزف ما يخطه فتسر الأمم .
إنه يوقف الزمن ويعود بنا إلى تلك الأيام التي كان العطاء مكرمة وموقف لا تجارة ولا ابتغاء مصالح. يعود بنا إلى الأيام التي كان الإنسان فيها يقف إلى جانب الإنسان وكل منهما وصية محبة خطها الله بيمينه على صفحات الضمائر لتكوِّن مفعمة بالبركات .
وتابع: "وإن كان فخر الدين قد سجل للبنان صفحات مجيدة في تاريخه لكنه أخطأ في بعض المواقف فما كان عليه أن يهدم القصور والقلاع ولا دير عربايا ومطرانية عكار لأجل كلمة قيلت وكرامة شخصية جرحت بكلام هزل. أما والدكم فقد صار فخر الإيمان وفخر كل المحبين والخيِّرين. لقد ملك قلوب الناس وصنع منها بمحبته ومكرماته خزائن ذكر له مليئة بالافتخار لشخصه وبشخصه وإذا كان الدين معاملة وأخلاق فهو كله معاملة وأخلاق وكله إيمان وتواضع ولكنه كله حزم وهمة وعزم. فقد أعاد للقلوب الكثير من الجمالات التي فقدتها بالحرب وللمكان ما نزفه من جمال هشمته الهمجية .
لقد ظهرت أقوى من قادة كثيرين أخضعوا شعوبا. ولكن كم من الفاتحين كرههم الناس وتمنوا رحيلهم. أما أنت يا دولة الرئيس عصام فارس فقد افتتحت للمحبة مدنا يكره الناس فيها رحيلك عنهم وبعدك ويدعون الله أن تعود إليهم لأنك صرت الوطن والمرفأ الأمين والطمأنينة ".
وتوجه إلى "أهل بينو الأعزاء، مسلمين ومسيحيين"، بالقول: "هذه المطرانية التي قدمها دولة الرئيس عصام فارس كواحدة من مئات الأبنية التي قدمها في أماكن عديدة. سيكون لها دور المطرانيات الخمس الأخرى المنتشرة بين بلدات الأبرشية في قسميها كاملة الصلاحية تؤدي الخدمة للكل، كما غيرها في كل الأمكنة ". وختم منصور: "ستكون المطرانية الجديدة صرحا إيمانيا وعروبيا وطنيا كما كانت كنيستنا دائما في طليعة الوطنيين والمخلصين للبنان وللشرق وشعوبهما. وسأكون الجار الذي لن يزعج أحدا، لا في ذهابي ولا في إيابي. وسأتخذها مقرا لأتفرغ لعملي بكل ما وكلني الله به ".
فارس وألقى نجاد فارس كلمة قال فيها: "أشعر بفرح عارم وارتياح كبير وأنا أرى هذا الصرح الأسقفي قد تم إنجازه في بينو معبدا لله وبيتا للايمان والمحبة وابتهالا الى الله ليحفظ هذه الأبرشية ويوفر لأبنائها العيش الكريم والحياة الصالحة . وإني على يقين بأن هذا المقر الذي يحاكي مسجد البلدة، سيكون، بإذنه تعالى، عنوانا للأخوة والوحدة والتآلف، ببركة سيادة المتروبوليت باسيليوس منصور الكلي الإحترام . ولأننا بالقدر الذي نقترب من الله نبتعد عن الطائفية والتعصب والتطرف وكلها آفات تعصف بمجتمعنا وتهدد مقوماته .
وعكار هي، قولا وفعلا، مثال للحياة الواحدة بين اللبنانيين في ظل التنوع والانفتاح والسماح واحترام الآخر ".
ونقل عن والده قوله: "كم يسعدني أن يكون موقع المطرانية بالقرب من جامعة البلمند التي قدرني الله أن أبني بعضا من فروعها في هذه المنطقة الغالية التي لها علينا جميعا واجب الحب والعرفان والوفاء، وما أجمل أن يجتمع العلم والإيمان على أرض عكار وتحت سماء لبنان .
لقد قضت الظروف أن أكون بعيدا عنكم جغرافيا، ولكنكم تعلمون أن عكار وهمومها وحاجاتها لا تبارحني وان أهلي في عكار هم على الدوام في عقلي وقلبي ووجداني.لكم تحياتي وكل الحب والتقدير ".
وختم فارس: "لا ينقذ لبنان إلا الولاء والإنماء: الولاء الكامل والإنماء المتكامل وخصوصا في ظل الأزمة الحكومية التي تعيشها البلاد وفي وسط الرياح والعواصف التي تهب على المنطقة مما يستدعي دائما دعوة كل القيادات اللبنانية الى فعل المستحيل للتلاقي حول مصلحة لبنان العليا من أجل أن يبقى هذا الوطن لنا ولأجيالنا المقبلة، الوطن الذي نفاخر بالإنتماء إليه ".
بعد ذلك سلم منصور فارس ايقونة تذكارية الى والده، كما قدم كاهن رعية بينو ايقونة حب وتقدير الى منصور باسم الرعية .
ثم قص منصور وفارس شريط الافتتاح وازاحا الستارة عن اللوحة التذكارية، وكانت جولة في اقسام المبنى الجديد ثم تقبل منصور وفارس التهاني بالمناسبة .