النهار, السبت 20 آب 2011
مناقشة كتاب "الوضع الخاص للمرأة في شريعة الاسلام" في مركز عصام فارستوقف الاجتهاد أبعد الشريعة عن التطور ورجّح كفة الرجل
نظّم مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية ندوة لمناقشة كتاب "الوضع الخاص للمرأة في شريعة الإسلام" للرئيس الراحل عبدالله اليافي .بداية كان تقديم لمستشار المركز الدكتور رغيد الصلح الذي أكد أن "اختيار اليافي موضوع المرأة والإسلام كان معبراً عن إدراك مرهف لقضايا التقدم والنهضة ".ثم اشار قاضي شرع بيروت والمدير العام السابق لدار الفتوى الشيخ الدكتور محمد النقري إلى أنّ "الكتاب الذي طُرح للمناقشة في إحدى أكبر الجامعات الفرنسية الراقية، يخاطب العقل الأوروبي الذي له مفاهيمه الخاصة عن الإسلام". وأكد أنَّ "هدف المؤلف كان الدفاع عن نبي الإسلام في مواقفه وتشريعاته التي اتخذها في سبيل تحرير المرأة من قيود العادات والتقاليد التي توارثتها من المجتمعات الجاهلية ". اما أستاذ التربية في الجامعة اللبنانية ومترجم الكتاب الدكتور علي خليفة فرأى أن الكتاب "علامة فارقة في تاريخ تجديد الفكر الديني الإسلامي، ويقع في خضمّ النهضة العربية، إذ تزامن صدوره مع كتابين، كتاب طه حسين: في الشعر الجاهلي، وكتاب الشيخ علي عبد الرازق: الإسلام وأصول الحكم". ولفت إلى أن "بعض ما خرَجَ من الأطروحة إلى الضوء غداة الإنتخابات النيابيّة العام 1964 عبر ترجمة مقاطع ونشرها في الصحف كان مجتزَأ ومسيئًا، القصد منه محاربة الرئيس اليافي في السياسة عبر تأليب الرأي العام ضدَّه ". من جهتها، رأت الدكتورة غادة عبدالله اليافي أن "أكثرية احكام الشريعة الإسلاميّة لا تعتمد على القرآن مباشرة بل على تفسيرات العلماء، أي أنّها بمعنى آخر، مدنية وليست إلهيّة كما يفهمها البعض، وغالبية أحكامها تعود إلى نحو ألف عام"، لافتةً إلى أن "توقّف الإجتهاد أبعد الشريعة من التطوّر، وأحكامها حالياً تبتعد من روحية الإسلام، وتلتصق بالمفهوم الحرفي للنص، وترجّح الكفّة لمصلحة الرجل ".واعتبرت أن "تفسيرات المشرعين للقرآن بمفاهيم القرون الوسطى أبعدت معظم المسلمين عن الإيمان الحقيقي، حتى أصبح المسلم يكتفي بالشكليات والتقاليد تاركاً جانباً مسؤولياته في الروح والفكر ".