أخبار ونشاطات مختلفة
PrintEmail This Page
صدى عكار: عصام فارس علامة فارقة في الحياة السياسية.. والعكاريون يناشدونه العودة
10 تشرين الثاني 2011

(بقلم جهاد نافع)


تتفق معظم التيارات والاتجاهات السياسية اللبنانية، إن لم نقل كلها على أن عصام فارس شكل علامة فارقة في العمل السياسي والانمائي لثلاثة اسباب:

اولا لانه اتى من عالم المال الى لبنان واهبا لا مستثمرا.


وثانيا انه مارس السياسة بمناقبية الرجل السياسي الذي جسد السياسة فن في خدمة الاغراض الوطنية والانمائية والاجتماعية دون تكاذب ونفاق.


ثالثا انه نجح في سياسة حافظ فيها على علاقات متوازنة بين كافة الفرقاء مع حرص على ثوابت وطنية لم يتخل عنها قيد أنملة.

لأجل ذلك ومنذ مغادرة عصام فارس لبنان اثر الزلزال الكبير في 14 شباط 2005 واللبانيون عامة والعكاريون خاصة متفقون على ان لبنان خسر معلما سياسيا حقق الكثير من الانجازات الوطنية والانمائية والاعمارية والانسانية ما لم يتحقق في لبنان منذ الاستقلال والى اليوم.


فالعكاريون يتلمسون، كما السياسيون على مساحة البلاد حالة الفراغ التي خلفها فارس بمغادرته لبنان، وما اجتمع عكاريان الا وكان عصام فارس ثالثهما لا سيما في الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد،بل تجد عصام فارس حاضر في معظم بلدات وقرى عكار حتى الزائر او السائح ما إن يصل عكار حتى يتلمس بصمات عصام فارس الانمائية بدءا من الاوتوسترادات التي شقها وربط المناطق العكارية بعضها بالبعض الآخر الى المقرات البلدية التي ارتفعت صروحا للعمل البلدي والثقافي والفني وصولا الى انشاء الصرح الجامعي فوق تلة تتوسط عكار والتي حولت الحلم العكاري الى حقيقة.


معظم التيارات والقوى الناشطة في عكار من 8 الى 14آذار تعترف ان المشهد السياسي العكاري غير مكتمل منذ انكفاء فارس وإن واصل حضوره عبر مكتبه في حلبا الذي شكل خلية نحل ومقرا لكافة شرائح العكاريين بتماسه المباشر مع الناس وقضاياهم وهمومهم اليومية اوعبر مؤسسته في جونيه في مشاريع ذات طابع انمائي،تربوي،صحي،انساني،اجتماعي،ثقافي


وتلفت هذه القوى الى ان المسحة السياسية التي اضفاها فارس على الساحة اللبنانية في توازن الموقف المعتدل والوسطي لكن المنحاز دائما الى منطقته عكار لقناعة راسخة لديه انها الاكثر حرمانا ولذلك تبقى الاكثر حاجة الى الانماء،هي المسحة التي يحتاجها لبنان في الظروف الراهنة وقد جرت محاولات عديدة من كل الاطراف السياسية ومن اصدقائه لاقناعه في العودة والى لعب دوره الوطني غير انه آثر لعب دوره في المحافل الدولية بما يمتلك من علاقات دولية تؤهله لحلحلة عقدة هنا او هناك دوليا بعيدا عن ضوضاء الاعلام وصخبه.


يتذكر عكاريون ان واقع الحرمان كان لصيقا بعكار بما يفوق الوصف وان هذه المنطقة بدأت تشهد ورشة انماء يستحيل انكارها او تجاهلها منذ اطلاق فارس مؤسسته قبيل خوضه الحياة السياسية والى أن خاضها مستحوزا على التفاف شعبي ساحق كما الالتفاف السياسي من معظم القوى الناشطة.


ترأس لجانا وزارية أقرت مشاريع ذات علاقة مباشرة بقضايا حساسة وقضايا شعبية ..وجهد لاستصدار مشروع المحافظة لعكار والتفت الى قضايا منطقته واهبا بمبادرات منه عبر مؤسسته وعلى نفقته الخاصة ما جعل ورش الانماء تجري على قدم وساق بتمويل منه في حين كان يفترض ان يكون هذا الانماء من مسؤوليات الدولة لكنه تخطى كل الروتين الاداري فحول المؤسسة الى مجموعة من وزارات خدماتية حملت الاعباء الانمائية نيابة عن وزارات الدولة ولاجل ذلك شهدت عكار ما شهدته ولاول مرة شبكة مواصلات حديثة بمواصفات لم تعتد عليها المنطقة وشهدت ابنية مدرسية نموذجية،ومستوصفات صحية ازاحت الاعباء كثيرا عن ذوي الحاجات،وتدفقت مياه الشرب الى قرى عديدة كانت محرومة منها لسنوات طويلة وأنار قرى وبلدات ثم أشيدت القصور البلدية التي ما كانت لتكون لولاه فاصبحت معالم حضارية ومساحة ثقافية وفكرية وفنية الى قراره التاريخي في اطلاق جامعة تلبي طموحات العكاريين سواء من حيث توفر الاختصاصات اومن حيث انخفاض رسوم التسجيل .


يؤكد الجميع في عكار ان منجزات فارس هي انعكاس لشخصيته الراسخة في العطاء،لكن ما يحصل راهنا من تقليص لمهمات مؤسسته ومكتبه في حلبا اثار الكثير من التساؤلات لدى مختلف التيارات والقوى السياسية كما لدى الشرائح الشعبية التي تعرف ان فارس لم يتخل عن اهله ومنطقته حتى في اصعب الاوقات ولم ينسحب من ميادين العطاء مهما بلغت الظروف من الخطر مبلغا.

لكن التقت معظم القوى والتيارات والفاعليات في اجماع على مناشدة فارس العودة الى منطقته التي لم تفارق وجدانه وعقله والى استئناف العمل السياسي لملء الفراغ الذي أحدثه غيابه.

يدرك العكاريون ان فارس خير متابع لشؤونهم واخبارهم حتى في ادق تفاصيلها كما يدركون ان ما قدمه فارس سيبقى خالدا في عكار شاهدا على ان عكار انجبت في تاريخها من اعطى دون أن يأخذ ولذلك تجد اليوم ان فارس حديث الساعة وتنظر اليه في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد والمنطقة على انه خشبة خلاص من ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية من خلال التالي:


في الشأن السياسي ترى الاوساط ان فارس قادر على لعب دور في المحافل الدولية وقد اعتاد على ذلك منذ سنوات طويلة ولم يتوان عن اداء هذا الدور.

في الشأن الاقتصادي شكل عبر مكتبه في حلبا ومؤسسته حراكا منتجا فاعلا قل نظيره في المنطقة .

في الشأن التربوي الانساني والاجتماعي بلسم جراح الكثير صحيا وتربويا وثقافيا وبفضل عطاءاته تابع اكثر من خمسين الف طالب تحصيلهم العلمي لولاه ما كانوا ليستطيعوا ذلك.


قيادات سياسية وفاعليات عكارية وشمالية تجدد دعوتها الرئيس فارس للعودة الى ميادين السياسة لأن البلاد تحتاج الى رجل من وزنه وتحرص هذه القيادات في التأكيد على اهمية استئناف فارس مسيرته السياسية والانمائية والاعمارية سواء بعودته او من خلال نجله نجاد الذي اثبت قدرة على مواصلة سياسة والده وتجسيد نهجه على الساحة اللبنانية وان تاريخا من الانجازات على مختلف الاصعدة لا يمكن ان تبقى دون راع لها سيما وان بصمات فارس في الحياة السياسية والانمائية والانسانية ناصعة وتنطق بفرادة المواقف وتمايزها واستقطابها للتيارات والقوى السياسية على تنوع اتجاهاتها واختلافها.


تشير هذه القيادات والقوى الى ان الشرائح اللبنانية كافة وخاصة العكاريين ينتظرون عودة عصام فارس الى ربوع الوطن وفي عودته ايذان بعهد جديد يشهد استكمالا لما خطه من نهج وكرسه انماء واعمارا على مختلف المستويات لأن عكار بغيابه تكاد تشعر باليتم في ظل الفراغ الذي تعيشه الساحة السياسية والانمائية التي تحتاج الى سياسة ونهج فارس في ميادين الاعتدال والعطاء اللامحدود الذي يستهدف البناء والاعمار والنهوض