أطلَقتْ مبادرةُ الجامعة العربية لوقفِ العنف في سوريا آمالاً بحصول انفراجاتٍ في الأوضاع الأمنيّة وبدء خطواتٍ إصلاحية، وإبعاد مخاطر التدخل العسكري الدولي الذي تلوح به قوى دولية ومحليّة. وأتت هذه المبادرة العربية وسط ستاتيكو في موازين القوى الدولية والإقليمية يقلّل من فرص عملٍ عسكري بغطاءٍ دولي ضد سوريا ويؤدي إلى مراوحة في الأزمة السورية. لكن الأحداث الأمنية المستمرة بين قوات الجيش والأمن والمنشقين المسلحين الملتحقين بما يسمى "جيش سوريا الحر" وأيضاً مع المحتجين والمتظاهرين، خاصةً في حمص وريفها، كل تلك الأحداث تثير أسئلة ومخاوف قوية من تعمق النزاع وتوسع دائرة الصدامات الطائفية واندلاع حرب أهلية وتعزيز فرص التدخل العسكري الخارجي ضد دمشق. فما هي آفاق الوضع في سوريا بعد المبادرة العربية؟ وكيف يمكن إيجاد خارطة طريق عملية لتطبيق بنودها؟ وما هي مسؤولية كلٍّ من النظام وأطراف المعارضة؟ وإلى أين تتجه الصدامات بين النظام والمنشقين الملتحقين ب"جيش سوريا الحر"؟ وهل تكون حمص أو غيرها من المناطق "بنغازي" ثانية؟ وهل المبادرة العربية هي الفرصة الأخيرة لتحقيق الإستقرار في سوريا؟ وهل أن فشلها يشكل ذريعة لفتح الباب أمام التدخل العسكري الدولي؟