إعلان طوارئ وطنية
كتب الكاتب فؤاد دعبول في جريدة الانوار
23 أيار 2012
إطلاق شادي المولوي، هل هو بداية تسوية أم نهاية سلطة ؟ الجواب صعب. وأحياناً يكون الخطأ مشكلة. وتكون العودة عنه فضيلة. في أسبوع واحد، تداخل الخطأ بالصواب. وقعت اغتيالات وبرزت دعوات غريبة. وبعضها استهدف المؤسسة العسكرية. حسناً فعل الرئيس عصام فارس، عندما دعا الى إبقاء المؤسسة العسكرية في منأى عن التجاذبات السياسية. نداؤه، جاء من أجل إبعاد قضية مصرع الشيخ أحمد عبد الواحد، ورفيقه الشيخ محمد حسين مرعب، في الإطار الذي يحفظ مصلحة لبنان، ومصلحة عكار. حوادث وقعت وتكاد تهدد وحدة البلد. والنائب السابق لرئيس الحكومة، أطلَّ بدعوة إنقاذ، ساعة أصبح زمام الوحدة مهدداً بالسقوط. وكلامه جاء صرخة إخلاص. ونداء محبّة الى شعبه. وصوتاً يقرع في الضمائر. عصام فارس وجَّه بيانه لأسباب كثيرة. أولاً: لأنه لاحظ أن وحدة البلاد تهتزّ. وثانياً: لأن خوفه كان كبيراً على صيغة العيش الواحد. وثالثاً: ماذا يبقى من لبنان، إذا ما خسر مبرر وجوده؟ الفارس قال كلمته. والمواطنون والمسؤولون أدركوا معانيها والعواقب.
*** ووزير الداخلية مروان شربل قال أمس إنه بات يخاف على لبنان، لأنه يعيش على فوهة بركان. بصراحة قال: أخاف من تقسيم لبنان، إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. وردَّد بأن تقسيم لبنان، يأتي من تقسيم المنطقة. هل يسمع وزير الداخلية تقاسيم التقسيم؟ هل من أجل ذلك، دعا الى إعلان حالة طوارئ وطنية؟ الوزير المسؤول عن الأمن، تذكَّر حادثة اغتيال معروف سعد. واتهام الجيش فيها العام ١٩٧٥. هل كان يقصد أن الحملة على الجيش تستهدف لبنان، لا قائد الجيش؟ والعماد قهوجي حريص على وحدة لبنان، حرصه على وحدة الجيش. من أجل ذلك، دعا عصام فارس الى ترك المؤسسة العسكرية في منأى عن التجاذبات والمناكفات. وهو حريص أيضاً على عكار، التي أحبّها وأحاطها بشغاف القلب، في ظروف لبنان كافة. المؤامرات على العرب مستمرة. ولكن، ليسمع اللبنانيون أصواتهم، وليرموا الأصوات الأخرى في البحر. هل يظلّون يسمعون الأصوات الغريبة والبعيدة، ولا يصغون الى أصوات العقول في الداخل، وهي تدعوهم الى الاعتصام بوحدتهم؟ عاش لبنان في العام ١٩٧٥، تحت عقدة الخوف من إعلان حالة الطوارئ. كان الغرباء يحذرونهم من مثل تلك الخطوة. وعندما خسروا وحدتهم مسايرةً للغرباء، خسروا لبنان الواحد. من أجل ذلك، رفعوا شعار التوطين والتقسيم. الان، تبدو القصة وكأنها تعود مجدداً الى لبنان. لا، لا أحد يجازف بمصير لبنان وبمستقبله. الطوارئ الوطنية اليوم دعوة ملحاح لإنقاذ لبنان من التقسيم وتوطين المذاهب والطوائف في الصدور والقلوب، فلا تهملوها.