استقبالات دينية وشعبية واكبت زيارته الى عكار وأبرزها في دارة عصام فارسوصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى بلدة بينو عند الساعة الرابعة حيث ارتفعت على جانبي المدخل الرئيسي أقواس النصر والأعلام وأعلام البطريركية المارونية، وكان في استقباله في ساحة البلدة النائبان حبيش، وطعمة، والمتروبوليت باسيليوس منصور ممثلا البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم ومدير عام مؤسسة فارس العميد المتقاعد وليم مجلي ومدير أعمال عصام فارس في لبنان المهندس سجيع عطية رئيس البلدية العميد المتقاعد جرجي وهبة وحشد كبير من أبناء البلدة والجوار. وقد ترجّل البطريرك الراعي من سيارته حيث انطلق الجميع سيرا على الأقدام تتقدمهم حملة الاعلام والزفّة، وتحية من كشافة الخيّال، وعلى وقع الزغاريد ونثر الورود والأرزّ على طول الطرق باتجاه دارة فارس حيث قدّم له رئيس البلدية مفتاح البلدة المذهب، ثم أقيم احتفال خطابي حضره النائب رحال والنائبان السابقان مخايل ضاهر، ووجيه البعريني، ورئيس دائرة الأوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة، وعميد السلك القنصلي جوزيف حبيس، ومحافظ الشمال ناصيف قالوش وقنصل البرازيل الفخري شكري المكاري، وحشد من رجال الدين ورؤساء بلديات ومخاتير وأمنيون. بداية النشيد الوطني اللبناني ثم كلمة ترحيب من العريف جورج رزق.وألقى المتروبوليت منصور كلمة جاء فيها: يا صاحب الغبطة بالنيابة عن أخيكم غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع، ومع صاحبي السيادة المطران غطاس رئيس دير سيدة البلمند وعميد كلية اللاهوت وصاحب السيادة ايليا مطران منطقة وادي النصارى في أبرشيتنا المحروسة بالرب وكذلك بالنيابة عن دولة الرئيس عصام فارس نستقبلكم وهذا الجمع الكريم في الدار التي علّمت الناس معنى الشركة والمحبة بأعمق ما توحي اليه من وجود وتواصل وعيش واحد. ان دولة الرئيس أعطى بأعماله ويعطي الدروس في تطبيق الحوار بالخير من الأعمال والقليل من الكلام، بالكثير من السعادة وناظره الى الله تعالى، وفكره وعقله يزود البعض المتهلل بحب الله، لم نر معطيا أكثر فرحا من فرحه في عظاته ولا غزارة كغزارته بذله وسخائه، لا فرق عنده بين انسان وانسان، مسيحي ومسلم، صاحب مقام من شتى المقامات، أو انسان عادي ولو كان فقيرا معدما، وقد أغنى الكثير بماله، ويعتبره مال الله، الذي أعطاه إياه ليكون وكيلا أمينا فاضلا على ما أعطاه الله. وتابع منصور: انه بحد ذاته مؤتمر حوار ونهر من المحبة، وان وجودكم مع الوفد المرافق لكم تضيفون عنوانا ثابتا بما تحويه الدار من عناوين وما سطّر فيه للمنطقة من كتب وموسوعات المحبة والحوار، أنتم عنوان كبير من عناوين التواصل والمحبة والشراكة.بدوره قال النائب طعمه: بقدومكم الى عكار يا صاحب الغبطة، تعيدون عكار المنسية الى قلب الوطن، بتنوع الهوية الروحية لمحطات زيارتكم، تعلنون أن المسيحية ديانة انفتاح وتفاعل وتعايش، ومبرر وجودها واستمرار بنيتها قائم في كينونتها الذاتية، في طبيعتها الفادية.أضاف: رمزية لقائنا اليوم في هذه الدار، تتكامل مع رسالتكم يا صاحب الغبطة، فدولة الرئيس عصام فارس، رمز عكاري فاضت مواطنيته تفاعلاً وتكاملاً مع كل الناس، والمشاريع التي أنجزها، في زمن غياب الدولة وغرق عكار في حرمانها المزمن، أسست لورشة تنمية حقيقية، ما جعل اسم عصام فارس يتألق في وجدان العكاريين الأوفياء، مؤسساً بالفعل لمسيرة الانصاف والقضاء على الحرمان. ويمثل حضور غبطة بطريرك انطاكية ممثلاً بسيادة المتروبوليت منصور الجزيل الاحترام بركة على بركة ونعمة الى نعمة.كلمة فارس ثم ألقى مدير أعمال عصام فارس المهندس سجيع عطية الكلمة التالية: لا نجيز لأنفسنا يا صاحب الغبطة أن نرحب بكم في دارتكم. بل نحييكم تحيات المحبة والتقدير والولاء والمحبة لشخصكم الراعي الصالح والمدبر الحكيم، والولاء لمقامكم الروحي الوطني.باسم دولة الرئيس وعقيلته السيدة هلا نشكر لكم بركتكم التي حلت علينا اليوم، ونتشرف بقدومكم الميمون تنثرون البركة وتوسعون آفاق الرجاء. إنكم على خطى المعلم الأول ينبوع الرجاء الغزير، تعززون الآمال في النفوس وتزرعون الخير وترسخون فينا قيم السلام، قيم الاخوة والعيش الواحد فإنتم ضمانة لمستقبل لبنان، لبنان مهد الأديان ورسالة السلام.هذه الدار لم تكن يوماً ولن تكون سوى صدى صوتكم المنادي بالقيم السماوية التي تصون الانسان وتحفظ حريته وكرامته كي نلبي جميعنا نداء الرب الداعي دوماً الى تفضيل الضعفاء بالمحبة.أجل يا صاحب الغبطة اننا نتطلع اليكم تزورون عكار المحرومة من الانماء عكار الشاهدة على رسالة الوحدة والتضامن بكل أطيافها وفئاتها، زيارة ضد العزائم، وتقوية الارادات لتعزيز الرسوخ في الأرض، وتحصين العيش الواحد المشترك فوقها، وتعميق ثقة شبابنا بأنفسهم وبوطنهم، وبأن لا مستقبل لهم الا فوق أرض لبنان. وقد شاء وجودنا المسيحي وجود الخميرة الطيبة في العجين، وجود الشهادة والرسالة الى جانب اخوة لنا في المواطنية، يوحدنا جميعاً الانتماء والمصير والمستقبل. فشكراً لكم يا صاحب الغبطة على كل مبادراتكم الراعوية الهادفة الى تعميم ثقافة المصالحة والسلام وتعميق خيارات الوحدة لدى جميع اللبنانيين، والمسهمة اسهاماً حقيقياً في تفعيل رسالة لبنان الحضاري، رسالة الحوار والتلاقي الحرية والعدالة، في خضم التحولات والتحديات التي تشهدها المنطقة والعالم صاحب الغبطة نسأل الله أن يمنحنا نعمة الاصغاء الدائم لصوته المنادي، بصوتكم وبصوت امثالكم الرعاة الأمناء والأوفياء، والى جانبكم اليوم منهم ممثل غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم، الذي نتوجه اليه بتحية الاجلال والاحترام، فنجده تعالى على مثالكم، بنشر روح التضامن والانفتاح وقبول الآخر ومحبته، وتعميق الرسوخ في أرضنا لحفظ الهوية من الضياع.سدد الله خطاكم في حفظ كرامة الانسان وسيادة لبنان.كلمة الراعي بعد ذلك كانت كلمة غبطة البطريرك حيا فيها المتروبوليت منصور شاكراً للآباء والافاضل وابناء كنيسة الروم الاورثوذكس الشقيقة على هذه الدعوة الى مائدة المحبة في بينو العزيزة، وخاصة في دارة دولة الرئيس عصام فارس المحبوب وانني احييه شاكراً على مكالمته الهاتفية التي رحب فيها وبحرارة بزيارتي الرعاوية الى عكار وبينو بنوع خاص.وحيا الراعي البطريرك اغناطيوس الرابع الكلي الطوبى الذي رحب ايضاً في مكالمة هاتفية بهذه الزيارة وباركها وحملني محبته وصلاته لكل منطقة عكار العزيزة.واعرب الراعي عن تقديره الكبير للرسالة الراعوية التي يقوم بها المتروبوليت باسيليوس منصور في عكار وسوريا ... داعياً الى مواصلة الخدمة معاً في نشر ثقافة الحوار والتلاقي والصلاة. ودعا البطريرك الراعي الى التجدد في الفكر اللاهوتي وفي الحياة الروحية والعمل الراعوي وهذا ما يوصي به الارشاد الرسولي رجاء لبنان الجديد والمجمع البطريركي الماروني ٢٠٠٣ - ٢٠٠٥ من اجل خير كنائسنا وازدهارها، في الشركة والشهادة والخدمة في أوطاننا.وقال البطريرك الراعي: نلتقي اليوم في دارة دولة الرئيس عصام فارس، فهذا اللقاء له مدلولاته، انه تكريم لصاحب الدار، ليس فقط الاستضافة في هذا المنزل الذي اراده مفتوحاً حتى بغيابه الحسي، وامتداداً لدار المطرانية في بينو، بل ولما لدولة الرئيس من انجازات تربوية وانسانية واجتماعية وانمائية في بينو ومنطقة الشمال وعكار، ويحفظ له الجميع الامتنان والعرفان بالجميل، ويدعون له بطول العمر ودوام الصحة والنجاح. اضاف: نحن في دارة دولة بامتياز اعتبر العمل السياسي ومارسه فناً شريفاً لخدمة الخير العام. بتعزيز الانماء وبايجاد فرص العمل، وبتحذير المواطنين في أرضهم، وبأحترام المؤسسات العامة وابعادها عن اي تدخل او تلوينها بأي لون طائفي او مذهبي، واعتبر ان السياسة ومارسها بتجرد وسخاء في العطاء، وبأنفتاح على الآخر المختلف والحوار البناء.واختتم الراعي زيارة بينو بتفقد معهد عصام فارس الجامعي للتكنولوجيا التابع لجامعة البلمند.