ماذا فعل الرئيس ميقاتي عندما عمَّ الظلام كل لبنان ؟ الانوار - رؤوف شحوري23 حزيران 2012 عندما بلغت أزمة الكهرباء ذروتها في الآونة الأخيرة، وشاءت الصدفة – هل هي صدفة حقاً؟!- أن تنفصل الشبكة عن معامل الانتاج دفعة واحدة ويعم الظلام كل لبنان، خرجت الناس من ملابسها الى الشوارع تقطعها بالعوائق وتنير ليلها بالإطارات المشتعلة، وصيحات الغضب. كان وزير الطاقة جبران باسيل في الخارج في مهمة عمل أو رحلة استجمام، ولم يصدر عنه أي تعليق ذي بال، على اعتبار أنه التزم بمقولة أللهم قد بلغت وبمقولة أعذر من أنذر! وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الخارج أيضاً إما في رحلة عمل وإما في اجازة استجمام خاطفة على متن يخته الفخم على الكوت دازور… وهو أيضاً لم يعلق، بل ولم يحرك ساكناً، وتصرف وكأن الأمر لا يعنيه، وان النار مشتعلة في بيت وزارة الطاقة البعيدة عن السراي، وكأنه ليس رئيس حكومة كل لبنان!في السنوات الأخيرة، راج لدى البعض خطاب سياسي حاقد، يقول إن أصحاب الثروات الكبيرة يسعون الى السلطة بهدف تضخم ثرواتهم وليس من أجل خدمة الوطن. ولا نريد أن نقع في التعميم والتجني. وعصام فارس غلبت عليه صفة رجل الخير على صفة المليونير. وعندما كان في السلطة نائباً لرئيس الحكومة، لم يحمّل خزينة الدولة يوماً نفقات الاقامة والسفر التي كانت فواتيرها مع غيره تبلغ أرقاماً خرافية. بل انه عندما يكون في عداد وفد رسمي وفيه من يعلوه في مراتب المسؤولية كان يتحمل شخصياً كل النفقات عن الجميع. وكان يضيف الى راتبه الرسمي أضعافاً مضاعفة وينفقه في عمل الخير ومن يحتاج الى شيء منه. لا نغبط أصحاب الملايين ولا نحسدهم. وكل من يحلم بأن تكون لديه شختورة ندعو له بأن يرزق بيخت فخم! وليست المسألة في أن تكون من أصحاب الملايين، بل المسألة هي أن تكون سيداً للملايين أو تكون عبداً لها. ولا نعرف ما اذا كان الرئيس ميقاتي يقدم فواتير السفر والاقامة الى خزينة الدولة أم يتبع نموذج عصام فارس. وربما نعرف ولكننا نترك له أن يحدد أو لا يحدد! وهذه مسألة ثانوية على كل حال. والمسألة، وكل القضية هي في رئاسته للحكومة وفي كيفية ادارته للسلطة التنفيذية. طرابلس والشمال من أكثر المناطق اللبنانية حاجة الى التنمية والمشروعات المنتجة. وعندما تعرقل اقرار الاعتمادات الى طرابلس هدد الرئيس ميقاتي علناً بعدم الدعوة الى جلسات أخرى لمجلس الوزراء، لكنه سكت ولم يفعل أو يقل شيئاً عندما عم الظلام كل لبنان